سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودانيون لا يتحدثون إلا عن السياسة، المريخ والهلال .. وكأس إفريقيا في خبر كان.. \"الشان\" توفيت \"إكلينيكيا\" قبل بدايتها.. والدعاية والإعلام في قفص الاتهام
كنا نتوقع قبل وصولنا إلى العاصمة السودانية الخرطوم أن نجد اهتماما كبيرا للسودانيين بكأس إفريقيا للمحليين، وهي التي غابت عن تنظيم المواعيد الكبيرة، إذا استثنيا المباراة المونديالية الفاصلة بين "الخضر" والفراعنة بأم درمان، منذ وقت طويل جدا، إلا أننا تفاجأنا بعدم وجود أي مؤشرات أو أي معطيات تشير إلى أن السودان سيكون معنيا بتنظيم حدث كروي مهم، اللهم بعض اللافتات القليلة جدا الموجودة هنا وهناك. * غالبية السودانيين لا يعرفون شيئا عن "الشان" * وقد كانت صدمتنا كبيرة عندما قمنا بجولة استطلاعية في شوارع الخرطوم، لجس نبض الشارع السوداني حول كأس إفريقيا للمحليين، حيث فوجئنا بجهل الكثير من السودانيين لهذه المعلومة وعد درايتهم بتواجد16منتخبا في بلادهم للتنافس على لقب النسخة الثانية من "الشان"، خاصة أن شوارع الخرطوم لا تحمل أي دلائل عن هذا الموعد القاري، على عكس ماهو متعارف عليه في مثل هذه المنافسات الدولية الكبيرة. * غياب تام للدعاية والإعلام * وأرجع السودانيون الذين تحدثت إليهم "الشروق" أمس، في شوارع الخرطوم هذا "التغييب القصري" لكأس إفريقيا من يوميات السودانيين إلى الغياب التام للدعاية والإعلام، حيث لا تتحدث الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية عن "الشان" بالقدر الذي يجلب اهتمام المواطن السوداني، كما لم يتم الإشهار لهذا الحدث بالقدر الكافي، وهو ما أكده لنا سائق أجرة عندما قال: "كيف لي أن أعرف بأن هناك منافسة قارية في السودان، وأنا لم أنتبه لأي إشهار مهما كان حجمه بشأنها خلال الأيام الأخيرة.." * ما يهمنا.. هو المريخ والهلال * إلى ذلك، أكد لنا بعض السودانيين أن اهتمام المواطن السوداني العادي بالكرة لا يخرج عن نطاق نادي الهلال والمريخ، أكبر ناديين في السودان، حيث أن جميع السودانيين يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن الفريقين، على عكس المنتخب الوطني السوداني، وهو ما أكده لنا محمد، صاحب محل للمواد الغذائية "المنتخب السوداني عودنا على خيبات الأمل، لهذا تجدنا لا نهتم به كثيرا، على عكس ناديي المريخ والهلال.. لا يمكنك أن تسأل سودانيا بالخرطوم عن انتدابات الفريقين الأخيرة، دون أن تجد الإجابة الوافية والشاملة، على عكس منتخبنا الوطني الذي لا يحظى بثقة المناصر السوداني.." * السياسة شغلت البال و"الشان" ضحية الانفصال * كما عبر لنا عديد السودانيين أيضا، عن عدم اهتمامهم ب"الشان" بسبب انشغالهم بقضية انفصال الشمال عن الجنوب عقب الاستفتاء الأخير، حيث أصبحت السياسية موضوع اهتمام السودانيين الأول، بما فيها الحديث عن ثورة تونس والأوضاع المضطربة بمصر، والتي طغت على حديث أشقائنا السودانيين، ما أوقع كأس أفريقيا للمحليين ضخيه لكل هذه المعطيات المذكورة. * يتوقعون مشاركة مخيبة لمنتخبهم * بالمقابل، لم نلمس تفاؤلا كبيرا لدى السودانيين بخصوص مشاركة منتخبهم في كأس إفريقيا للمحليين، حيث أكدوا لنا أن منتخبهم لن يكون قادرا على التتويج باللقب، بسبب مستواه المتواضع مقارنة بالمنتخبات الأخرى، وهو ما أكده لنا هارون، أحد العاملين بملعب الخرطوم "في الحقيقة لا نملك منتخبا قويا، ونحن واثقون من أن السودان لن تذهب بعيدا في هذا المنافسة، على عكسكم أنتم الجزائريون الذين تملكون منتخبا قويا.." * السودانيون يسترجعون ذكريات أم درمان.. و"أنا جزائري" تفتح لك مغارة علي بابا بالخرطوم * لم يكن من الصعب على بعثة الشروق أن تكتشف طيبة وكرامة الشعب السوداني منذ أن وطأت أقدامها مطار الخرطوم، حيث وجدت كل الترحاب من السودانيين، الذين تهافتوا على خدمة كل ماهو جزائري، تأكيدا لوقفتهم الكبيرة مع الجزائر والجزائريين خلال المباراة الفاصلة الشهيرة بين "الخضر" والفراعنة بأم درمان، فيكفي أن تقول إنك جزائري حتى تجد كل الترحاب و"التهليل" على وقع ذكريات أم درمان من قبل أشقائنا السودانيين. * أنت جزائري.. "مفتاح" لكل الأبواب * وخلال تجوالنا بشوارع الخرطوم وحديثنا إلى السودانيين، لاحظنا أن سمعة الجزائريين كبيرة جدا عندهم، كما أنهم يكنون احتراما كبيرا لتاريخ الجزائر وتضحيات شعبها خلال الثورة التحريرية، فبمجرد أن يعرف الأشخاص الذين تحدثنا إليهم أننا جزائريون، إلا ويذكروننا بمباراة أم درمان ومساندتهم لنا أمام المنتخب المصري، مؤكدين لنا أنهم فرحوا كثيرا بتأهلنا، لأننا كنا الأحق بذلك مقارنة بالمنتخب المصري. * لهذه الأسباب وقفنا إلى جانبكم * إلى ذلك، أكد السودانيون الذين تحدثت إليهم الشروق، على غرار هارون سائق حافلة ركاب، أنهم ناصروا "الخضر" خلال مباراة أم درمان، لأنهم يحبون العفوية التي يتمتع بها الجزائريون، فضلا عن الحرارة والشهامة التي يتمتعون بها مقارنة بشعوب أخرى، "يا حبيب أنتم الجزائريون مباشرون ولا تنافقون، كما أن مواقفكم واضحة دائما.. ولديكم تاريخ وثورة عظيمة، فكيف لا نقف إلى جانبكم.. شخصيا استقبلت 10 جزائريين في بيتي خلال مباراة أم درمان وأنا فخور بذلك.." قال سائق الحافلة الذي تحدث مع بعثة "الشروق"، كما قال لنا مواطن سوداني آخر إنه أحب الجزائريين لأنهم تنقلوا بقوة من أجل مناصرته ومساندته بنية صادقة وبقلوبهم، على عكس المصريين الذين اختاروا الفنانات لمناصرة منتخبهم. * سألوا عن إمكانية تكرار "الجسر الجوي التاريخي" * وقدا بدا السودانيون مهتمين جدا بالمنتخب الجزائري وأنصاره، حيث سألونا عن عدد الأنصار الذين سيتنقلون إلى الخرطوم من اجل مساندة "الخضر"، وطلبوا معلومات عن إمكانية تكرار الجسر الجوي الشهير الذي سخرته الدولة الجزائرية لنقل الأنصار إلى الخرطوم يوم 18 نوفمبر 2009، قبل أن نؤكد لهم أن الجزائريين لن يتنقلوا هذه المرة إلى الخرطوم، بسبب عدم اهتمامهم بهذه المنافسة مقارنة بالمونديال، وهي الإجابة التي تلقينا عليها ردا جماعيا يثلج الصدر، "نحن هنا وسنناصر الخضر".. ولن تشعروا بالغربة أبدا في السودان.." * حاج عيسى وشاوشي على كل لسان * إلى ذلك، أظهر السودانيون إطلاعا واسعا على كرة القدم الجزائرية، حيث كنا نتوقع أن معرفتهم بمنتخبنا الوطني تقتصر على اللاعبين المحترفين، إلا أننا كنا مخطئين بعد أن لمسنا معرفتهم الكبيرة باللاعبين الجزائريين الناشطين بالبطولة الجزائرية، وعلى رأسهم حاج عيسى والحارس شاوشي، حيث عبر السودانيون عن ارتياحهم لتواجد حاج عيسى، في حين استغربوا غياب شاوشي الذي وصفوه باللاعب الكبير.