توقع مسؤول سوداني أن تبلغ مداخيل الذهب هذه السنة ثلاثة مليارات دولار، وكانت مصادر حكومية أشارت إلى أن السودان سيعتمد كثيرا على مداخيله من المعادن، خاصة الذهب بعد انفصال الجنوب الذي يوجد به حاليا أهم آبار النفط، في حين ينتظر الشمال رفع الحظر الأميركي عنه من أجل استقطاب شركات أميركية للتنقيب في الشمال. وقال عبد الباقي الجيلاني وزير المعادن السوداني الذي يزور المغرب حاليا، إنه من المتوقع أن تبلغ مداخيل السودان من إنتاج الذهب ثلاثة مليارات دولار العام الحالي، وذلك بإنتاج أكثر من 100 طن من الذهب، وهو ما يساوي ضعف مداخيل النفط الذي كان تعتمد عليه البلاد. وأضاف الجيلاني خلال لقاء صحافي عقده أمس بالرباط عقب اجتماع مع محمد بن يوسف، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين خصص لبحث إمكانيات تطوير قطاع التعدين في البلدان العربية، والتحضير للمؤتمر العربي الثاني عشر للثروة المعدنية الذي سيعقد في الخرطوم العام المقبل، أن انفصال جنوب السودان لن يكون له أي تأثير على الاقتصاد السوداني، نظرا لوجود بدائل أخرى عن النفط، مشيرا إلى أن البلاد تتوفر على كمية كبيرة من المعادن مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص. وقال إن 46 في المائة من مساحة السودان غنية بالمعادن، مشيرا إلى أن التحدي الذي يواجه السودان هو تنظيم هذه القطاعات. وأضاف أن شمال السودان سيبدأ خلال سنتين إنتاج النفط بعد أن تم اكتشاف حقول في عدد من المناطق من بينها منطقة النيل الأبيض، مؤكدا أنه سيتم توفير وظائف للشباب وتنفيذ مشاريع للتنمية المستدامة في مختلف مناطق البلاد. وأوضح الجيلاني أن 120 شركة عالمية تعمل حاليا في مجال إنتاج الذهب من مختلف البلدان من بينها شركات فرنسية وأسترالية وتركية وشركات عربية. وأعلن الجيلاني أنه تم أمس التوقيع على بروتوكول للتعاون ما بين المغرب والسودان يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات في مجال المعادن والطاقة والبيئة، على اعتبار أن المغرب لديه خبرة كبيرة في مجال المعادن وبالأخص الفوسفات، لا تقل عن المستويات العالمية، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف كمية من الفوسفات في السودان، وستتم الاستعانة بالخبرة المغربية الطويلة في هذا المجال. وتعليقا على الإشكاليات المتوقع أن تظهر بعد إعلان استقلال الجنوب، قال الجيلاني إن الجنوب ظل يعتمد بشكل كلي على الشمال، وهو يعاني ضعف الكوادر البشرية، حتى أن كل البنايات التحتية ومحطات المعالجة وموانئ تصدير النفط كلها موجودة في الشمال، لذا لا بد من إبرام اتفاقيات بين الدولتين حول هذه القضايا، معربا عن استعداد الشمال لتقديم كل أشكال المساعدة للجنوب من أجل ضمان استقرار الأوضاع، لأن استقرار الجنوب جزء من استقرار الشمال. وأضاف: «فشلنا في أن نبقى موحدين لمدة خمسين سنة»، لذا أقول للجنوبيين: «مبروك عليكم». وتوقع الجيلاني أن يكون لتنظيم المؤتمر الثاني عشر للثروة المعدنية العام المقبل في السودان انعكاسات إيجابية في مجال الترويج للاستثمار في المعادن، في السودان، والدعوة إلى إنشاء محافظ مالية لدعم القطاع وذلك في غياب بنوك أو مؤسسات مالية تدعم هذا القطاع بسبب مخاطره.