بدون شك الأفراج عن السيد/ الصادق المهدى يفرح من الناحية (الأنسانية) فقط لا الأخلاقيه أو السياسيه، خاصة والرجل يقترب من الثمانين، لكن ما هكذدا تورد الأبل وما هكذا يكون القاده والزعماء السياسيين خاصة الذين انقلب عليهم نظام فاشستى (نازى) دموى ارهابى مجرم قاتل شمولى وديكتاتورى يتاجر بالدين وكان السيد الصادق المهدى آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا فوضه الشعب لحمايته وحمايةوطنه ودستوره والنظام الديمقراطى. وليعلم السيد/ الصادق المهدى اذا كان لا يعلم حتى الآن، بأن أغتيال الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه، يتفق أو يختلف معه دينيا أو سياسيا فى نهاية فترة (جعفر نميرى)، كان السبب الرئيس (روحيا) أو سياسيا فى سقوط نظام مايو وذهابه الى مذبلة التاريخ بعد 76 يوما من اعدام ذلك الأنسان تساوى بالتمام والكمال عدد سنوات عمره لمن يتفكرون ويتدبرون وكان آخر حديث خص به تلاميذه قبل الأعتقال الذى أعقبه الأغتيال هو حديث (الفداء) الذى ذكرهم فيه بما جرى لعدد من مشائخة الصوفيه عند اشتداد الوباء. قال الشهيد الأستاذ محمود : ((الصوفية سلفنا ونحن خلفهم وورثتهم كانوا بيفدوا الناس .. الوباء يقع .. يأخذ الشيخ الكبير الصوفي الكبير .. وينتهي الوباء دي صورة غيركم مايعقلها كثير .. الجدري فى قرية التبيب ، تذكروه كان فى كرنتينة فى القرية ، لا خروج ولا دخول ، الشيخ الرفيع ود الشيخ البشير أخو الشيخ السمانى مات بالجدري فى القرية .. شيخ مصطفى خال خديجة بت الشريف هو صديقنا وبزورنا كثير .. قال : حصلت وفية ومشيت أعزي مرَّ علي الشيخ الرفيع قال لي: بمشي معاك .. قال : مشينا سوا إيدي فى إيدوا كان فيها سخانة شديدة ، وصلنا محل الفاتحة .. واحد قال ليهو : الشيخ ؟ المرض ده ماكمّل الناس ..الشيخ الرفيع قال : المرض بينتهي لكنو بشيل ليهو زولاً طيب .. قمنا من المجلس ، وصلنا البيت والسخانة كانت الجدري . السيد الحسن مات بوباء .. والوباء انتهى .. وفى سنة 15الشيخ طه مات بالسحائي .. وكان مستطير بصورة كبيرة وماعندو علاج وماكان بنجو منو زول .. المابموت بتركه بعاهة .. مات الشيخ طه والمرض انتهى ..الحكاية دي عند الصوفية مضطردة ومتواترة)). السيد/ الصادق المهدى، ما هكذا يسقط النظام وما هكذا يتحقق التغيير اذا كان بالسلاح أو (بالجهاد المدنى) كما ظللت تتحدث لا ندرى أن كنت صادقا أم لا ؟ فسقوط هذا النظام يريد زعامة حقيقيه لا (مدغمسه) .. زعامة أن أن تبتعد عن المشهد أو أن تتخلى عن الرخاوه والمهادنه ومسك العصا من وسطها ، وخطاب اعتذار (حزب الأمه) وهو (انت) يا سيد / الصادق، خطاب مؤسف ومحبط، فلمادا تعتذر وعماذا تعتذر؟ هل قوات الدفاع الشعبى والجنجويد بقيادة (حميدتى) ليست (مليشيات) وكتائب ارهابيه؟ هل يوجد بلد محترم فيه مؤسسات كنت تقود زمام أمره فى يوم من الايام يقبل بأكثر من جيش وطنى واحد؟ وأدا قبل (النظام) أكثر من جيش، اذا لماذا يصف من يقاومونه بالسلاح بأنهم (متمردين) وطالما اعطى النظام لنفسه الحق فى الأستعانه بمليشيات وكتائب ارهابيه، فلماذا يبقى موقفك من حاملى السلاح فى مكانه؟ لقد ظهرت الحقيقه وبانت اتماما وبأن من حملوا السلاح كانوا على الحق وكل من يتحدث عنهم بسوء وعن تجاوزات اذا كانت حقيقيه متوقعه ممن يقاوم أو مختلقه ومفبركه هو فى حقيقة الأمر مع (النظام) وداعم له ومنعدم الضمير بل أكثر من دلك يبحث لنفسه عن منصب لا عن حل لمشكلة الوطن وازماته المتمثله فى هذا النظام الأشر. فالنظام الذى يقتل ويبيد ويغتصب ويهجر مواطنيه مستخدما السلاح ومستعينا بالمليشيات، مواجهته بالسلاح مشروعة دينيا ووطنيا وأخلاقيا وسياسيا. السيد / الصادق المهدى لقد افرج عنك وخرجت بعد الأعتذار (المنبطح) المحبط الذى قدمه حزبك وهو (انت) فى النهايه، وتركت من خلفك شباب ثائر من أجل وطنه من بينهم محمد صلاح ومن بينهم ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السودانى الذى قال "نموت واقفين حتى يسقط النظام". آخر كلام: النظام المجرم القاتل ينفى انه قد تسبب فى انفصال الجنوب وهو كذوب. فقد قالها المفكر (منصور خالد) واضحه، بأن سبب اضافة بند تقرير المصير بعد ست سنوات فى اتفاقية (نيفاشا)، "أن النظام رفض مشروع الدوله (العلمانيه) خاصة فى العاصمه الخرطوم التى تهم كل اهل السودان " .. بل رفض أى مشروع يجعل من الدوله السودانيه ، دولة مدنيه ديمقراطيه حديثه لا (دينيه) فى الحقيقه تتاجر بالدين، وقائد هذا الأتجاه كان زفر اللسان المجرم (نافع على نافع) لا بارك الله فيه. وعلى النظام أن يتحمل مسوؤليته التاريخيه ولا يتنصل عنها. والدوله (العلمانيه) لا تعنى محاربة (الأديان) كما يعتقد الجهلاء، بل هى دوله تحقق العداله والمساواة لمواطنيها دون تمييز بسبب الدين أو الجنس .. والدوله العلمانيه ويتمتع بجنسيتها وجواز سفرها عدد من رموز النظام وأبنائهم بل كثير من الأسلاميين من مختلف دول العالم. فاذا كان (الربا) محرم عند (الأخ) المسلم، فلماذا يمنعه فى بلاده ويتعامل به فى بريطانيا؟ فقه (الضرورة) اليس كذلك؟ تاج السر حسين. [email protected]