أرجو أن يكون ما أوردته صحيفة "الانتباهة" نُشر عن طريق الخطأ،فوسط هذا الحصار الخانق الذي فرضه السودان على نفسه على كافة الصعد ومع التطور الذي لا يتوقف في الأحداث التي يشهدها الإقليم مع صعود الجهاديين المتشددين والتي انفجر الوضع في العراق بعد هجومها على عدد من المدن والآن ..في السودان تخرج مجموعة من مسجد بالخرطوم لتعلن مساندتها وتأييدها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"،بحسب "الانتباهة"وقبل طرح السؤال لماذا تؤيد مجموعة سودانية قيام دولة إسلامية حدودها العراق والشام وليس أبعد من ذلك وما الذي يجعل السودان أن يقحم نفسه في شيء المعني به حدود العراق والشام."داعش" هذا التنظيم الذي لا يجد حرجاً في أن يقتل ويذبح حتى إخوانه في الفكرة وقتاله ضد جبهة النصرة في سوريا أكبر شاهد،هذا التنظيم تبرأ منه تنظيم القاعدة،مرجعية السلفية الجهادية في العالم،ماذا بعد ذلك. هذه الرسالة الخطأ التي صدرت في وقت مزعج للغاية بالنسبة للسودان وللإقليم بالتأكيد لا تخص مجموعة من السودانيين المؤيدين لقيام دولة إسلامية في العراق لا تعنيهم في شيء،إنما هي رسالة سوف تُقرأ على أنها شبه رسمية،فقائد التأييد تربطه صلة مباشرة مع السلطات،كما أن المجموعات ذات التوجه الجهادي تتبادل مع الحكومة الدعم عبر محطات عديدة على مر السنوات،وإن كانت السلطات انزعجت حقيقة من هذا التحرك فالسؤال أيضاً لماذا لم توقف أو تُحبط السلطات الأمنية هذه الوقفة،ولماذا لم تمنع الخبر من النشر في الصحف الرسمية،وهذا السؤال المهم،وإن كانت الوقفة محدودة إلا أنها وصلت إلى الإعلام كما وصل مضمونها الذي يُمكن أن يثبت على أقل تقدير تهماً ملتصقة بالخرطوم منذ وقت ليس قصير..السودان لا يزال متهماً بإيواء المجموعات المتطرفة التي باتت في مواجهة عسكرية معلنة مع حكومات المنطقة وبدعم دولي،وهذا التنظيم "داعش" وحّد مواقف أمريكاوإيران،إيران ضد داعش،السعودية ضد داعش،قطر ضد داعش،والولايات المتحدة تدرس خيار ضربات جوية موجهة من قاعدتها العسكرية في قطر،أنباء تتحدث عن اتفاق سري بين السعودية وقطر لتصفية داعش ودعم جبهة النصرة،إن كانت كل هذه الأطراف ضد داعش بما فيها تنظيم القاعدة الذي رفع يده منذ بداية الصراع في سوريا،فالسودان مع من من هذه الأطراف،الأجدر أن نوجد إجابة على هذا السؤال المحوري والاستراتيجي،كل العالم ضد داعش..السودان يكفيه الثمن الذي دفعه نتيجة كل ذلك والمحصلة أنه لا يزال محاصراً اقتصادياً ومخنوق سياسياً وأمنياً وعسكرياً،ومرفوض إقليمياً،ماذا أكثر من ذلك وإلى أين نحن منساقون..أخيراً السلطات النيجرية تتحدث عن تماطل سوداني بشأن تسليم القائد الهارب في جماعة بوكو حرام النيجرية أمينو صديق،والسفير السوداني هناك يطالب بتعديل في قانون تبادل المجرمين. = التيار [email protected]