على خلفية الأزمة التي تسبب فيها بقراره الذي قضى بإقالة العضو المنتدب لكنانة دون الرجوع إلى الشركاء العرب، اتخذت الحكومة السودانية فى أعلى مستوياتها قراراً بازاحة وزيرالصناعة السميح الصديق من منصبه كرئيس لمجلس إدارة شركة كنانة واستبدلته بوزير المالية بدرالدين محمود حسب مصدر مطلع صباح اليوم الخميس. وقطع المصدر الرفيع للراكوبة بأن التغيير جاء لتلطيف الأجواء وتخفيف حدة التوتر جراء الأزمة الأخيرة، خاصة مع سعي الحكومة السودانية لتحسين علاقاتها بالمملكة العربية السعودية، ووصف قرار الوزير بأنه سقطة كبرى، وزاد من غضب دول الخليج على السودان وسمم مناخ الاستثمار. وكشف المصدر بأن وزير الاستثمار مصطفى عثمان اسماعيل اعترض على اجراءات وزير الصناعة بطريقة اخراجها التي تمت بها، ودعا لمزيد من احترام الشركاء ومنحهم حقوقهم فى اتخاذ القرار حتى لايتضرر السودان واقتصاده. من جهته كشف مسؤول رفيع للراكوبة أن قرار وزير الصناعة ألقى بظلال سالبة على عمليات التحضير لموسم الانتاج الجديد الذى يبدأ فى اكتوبر وتوقّع فشل الموسم الجديد عازياً ذلك إلى قرار الوزيرالذى أصاب العاملين بالاحباط إثر تخوفهم من لحاق كنانة بمشروع الجزيرة، وتسبب في عدم صرف العاملين لحافز إنتاج الموسم السابق؛ الشيء الذي جعلهم يقضون إجازة عيد الفطر فى أوضاعٍ سيئة، وختم بالقول إن محور الأزمة ليس فى رحيل العضو المنتدب "المرضي" أو بقاؤه، بل في جهل الوزير بالآليات التى يتم وِفقها انتقال الإدارة فى كنانة بوداع العضو المنتدب واستقبال خلفه، ودعا المسؤول الرفيع وزيرالصناعة لتجنيب السودان المزيد من الخسائر، خاصة وأن الشركاء العرب عقب انسحابهم الشهير من اجتماع مجلس الإدارة الأخير، حمّلوا حكومة السودان المسؤولية المالية والقانونية على كل ما ينتج عن قرارات الوزير، وأن خسائر كنانة منذ اتخاذ القرار وحتى اليوم كبيرة، وقطع بالقول: لو استمر الوضع هكذا فإن مصير (الشراكة العربية) في كف عفريت وأن الموسم الجديد مهدد بالتوقف. إلى ذلك أفادت متابعات الراكوبة بأن مجالس الخرطوم ظلت تتداول اسماء عديدة لخلافة المرضي حال لم يُجدد له العقد فى اجتماع مجلس الإدارة بعد أقل من 20 يوماً، و رجّح مصدر أن يكون خليفة المرضي من داخل الشركة كعرف متبع فى كنانة، وتبرز أسماء مثل حسن ساتى مدير سُكّر النيل الأبيض المقال وهو موظف فى شركة سكر كنانة، وحسن هاشم عروة، مرجحاً أن يكون الخيار التوافقى لخلافة المرضي مدير التسويق حسن عروة، فيما أُستبعد إسناد الأمر للسيد عبد السيد طه المديرالمالي لكنانة، كطرف فى الأزمة التي نشبت داخل الشركة.