لا زالت معاناة السودانيين العالقين بميناء جدة البحري تراوح مكانها ،دون بارقة امل بعودة سريعة الى الديار ،وتتحطم طموحاتهم واحلامهم في صخرة تاخر البواخر،وعدم التزام وكالة سفر برحلة الاياب،وكل دقيقة تمر تتعقد اوضاعهم في ظل ظروف صعبة حيث يفترشون الارض ، في ظل غياب تام للقنصلية السودانية بجدة منذ اوخر رمضان والى الان، مر عليهم العيد ولم يات بجديد . العالقون في شارع الميناء ،لاكثر من 20 يوما ، معتمرون تاهبوا للعودة منذ اوخر رمضان، وكانوا يحلمون بقضاء العيد وسط اهلهم، الى جانب مقيمين ،وعابرين من قطر والامارات والبحرين شدوا الرحال بسياراتهم للعبور لقضاء الاجازة في السودان ولكن لم تات البواخر في موعدها كما تمنوا .تكدس العالقين،دفع السلطات السعودية الى ارسال دوريات شرطة لحرساتهم . محمد دفع الله ، صحافي مقيم في الخليج، وهو من العابرين بسيارته تصريح لمدة ثلاثة ايام،وبات ضمن العالقين منذ 11 يوما، وصف الاوضاع بالصعبة، وقال – عبر اتصال هاتفي اليوم الجمعة 8 اغسطس –ان المعاناة باتت كبيرة ،وهناك غياب للقنصلية في جدة،وستواجه العالقين غرامات تجاوز للتصاريح سواء اكانت عمرة او مرور.وهناك من يستغل هذه الظروف، فالسماسرة يتربحون من هذه المعاناة، لمن يريد السفر مهما كلف، قفزت تذاكر البواخر من 450 ريال الى اكثر من الف ريال .مع وعود من وكلاء السفر بقرب وصول البواخر تتبدد كل يوم احلام السفر ، وقد تعطلت احدى البواخر منذ رمضان بسبب جنوحها في شعب مرجانية في رمضان حيث كان قبطانها يتابع مباريات كاس العالم . مشاهد العالقين ،وهم خارج الميناء، وتحت ظل الاشجار، تعكس حجم معاناتهم وهم في انتظار الفرج ، بينهم رجال ونساء كبار السن، واطفال مع اسرهم ،في طقس يزيد من معاناتهم، يحلمون بقضاء اجازة مضى عدة ايام ولم يتبق إلا قليلا،ومنهم من فكر بالعودة حيث يقيم في دول الخليج. يقول دفع الله، رغم الالم والمعاناة، وصعوبة الانتظار، إلا ان هناك من حبب الله الخير اليه، إذ وفر احد السودانيين المقيمين في جدة وجبة غداء للعاقلين بالميناء، في لفته انسانية خففت كثيرا على بني جلدته،الذين اغضبهم تجاهل قنصليتهم ، وهي الملاذ لكل حامل للجواز الاخضر،وخداع وكلاء السفر
