خروج: * قلب الخائن دائماً صغير ومرتجف.. وقلب البطل هو بلاد بحالها لا تهتز مهما طالتها براكين الطغيان..! النص: * الفرسان الذين لا يوجد لديهم ما يخافون عليه (مع الحق)؛ يلهموننا الشجاعة والإصرار على السير بلا هوادة في صراط العزيمة.. ومع خفوت القيم النبيلة أصبح العثور على فئة النبلاء في زماننا مدعاة لبهجة ذات جناح.. وهكذا يثلج أرواحنا رئيس حزب المؤتمر السوداني المعتقل منذ شهرين بتهم أسقطوها من قبل عن رئيس حزب الأمة.. ومصدر (الإثلاج) أن الشيخ انحنى للوطن بمواقف قلّ أن تجدها في نظرائه؛ ولم ينحنِ للجلاد حينما استبسل في ظروف اعتقال صعبة زادها المرض قتامة..! * إبراهيم الشيخ الذي لا أعرفه شخصياً كما الكثيرين ليس رجلاً واحداً كما يبدو بل هو عدة أبطال مركبين في شخص (صَمَد) يعيد أذهاننا إلى معنى أن يكون الإنسان (كبيراً) في أحرج اللحظات وأحلكها.. فكلما عذبوه (شمخ).. كلما حاولوا إهانته بالتعسف والأفعال الصبيانية (تقزموا) حتى ما عاد لهم شيئ يفعلونه أكثر من استدعاء عزرائيل.. و.. لكل أجل كتاب..! * السلطة التي (تفننت) في الباطل وصدّعت رؤوسنا بزعيقها حول انتخابات (تحصيل الحاصل)؛ تحبس هذا الأسد في قفص ضيق.. لأن حريته محسوبة بتكاليفها.. ومحسوبة بالخوف مما يخشونه.. فهو (يشبه الشعب..!).. أليست هذه لوحدها خطراً..؟! * في العام 1297م بزغ نجم الاسكتلندي وليام والاس.. وله سيرة وافرة من جلائل البطولة قض بها مضاجع الغزاة الإنجليز.. كان مجرد ذكر اسمه يؤرق الملك الطاغية (إدوارد).. وبعد كر وفر وهزائم وانتصارات، استطاعت يد الخداع القبض على والاس.. ورأينا كيف حاول الملك إذلاله بطلب (الرحمة).. تدفق الناس من كل أنحاء المملكة وضاقت شوارع لندن بهم لرؤية الرجل (الأسطورة) الذي نال عن جدارة لقب (فارس).. محبة الجموع لوليام دعتهم ينادونه بطلب (الرحمة) حتى ينجو.. فكان يصرخ: (حرية.. حرية).. قبل أن يعدموه ويعلقوا رأسه على جسر لندن ويقطعوا جسده لأجزاء ويوزعوه على مدن شتى؛ كانوا قد تباروا في تعذيبه بأساليب تخدش حياء الكتابة و(الكآبة) أيضاً.. كل ذلك لم يرغمه على طلب الرحمة؛ بل الحرية التي يؤمن بها (إبراهيم الشيخ) وغيره من أبناء الوطن الذين لم تزيفهم (البشاعات) المستوردة وتطعن لب الوطنية فيهم.. نعم هي بشاعات وليست أفكاراً.. والدليل أن الشيخ لا يُحاكم الآن؛ بل يعذّب على طريقة (والاس) وإن اختلفت الوسائل..! * إن وطنية إبراهيم الشيخ هي الرابح؛ سواء أصبح حياً أو ميتاً.. وكلنا ميتون.. سيذكره التاريخ بفخر ومجد ليس كالذي (يشتروه..!) بينما ستنزوي الطفيليات في أيام قلائل مع العتمة..!! أعوذ بالله الأخبار