أوضح رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ أمس الأربعاء أمام جماهير حاشدة في دار الحزب بالخرطوم بحري الأسباب التي ابقته في السجن لأكثر من مائة يوم، وأكد مجددا رفضه للحوار في ظل استمرار القوانين المقيدة للحريات.. وقال إن الاعتذار يعني خيانة دماء أكثر من مائتي شاب وشابه استشهدوا خلال هبة سبتمبر المجيدة، كما "يعني الاقرار بتسجيل الجريمة ضد مجهول على الرغم من أن الجميع يعلمون من الفاعل".. وأضاف أن الاعتذار عن تصريحاته الخاصة بقوات الدعم السريع والتي أودت به إلى السجن، يعني أيضا التنكر لمبادئ الحزب التي تحتم قول الحقيقة، وقال لن نخون المبادئ التي تعلمناها في مدرسة الحزب، وردد أحد شعارات الحزب" إن تقلها تمت وإن لم تقلها تمت..قلها ومت".. وقوطع حديث ود الشيخ كما يحلو للكثيرين من انصاره مناداته، بهتافات هادرة تدعو لاسقاط النظام، كما انقطع التيار الكهربائي مرتين خلال كلمته، لكن الهتافات شكلت فاصلا خلال فترتي الظلام.. وكشف السياسي الذي أصبح يحظى بتأييد كبير لصموده في محبسه، عن أن شخصا نافذا زاره في سجن النهود أول أيام عيد الفطر المبارك الماضى وقال له: يا زول أحسن تعتذر.. الناس ديل سيعملوا على الحاق الأذي بك.. أنت ما عندك سند.. أنت عندك أولاد، وعندك سوق. ورد ابراهيم الشيخ: لقد أوصيت زوجتي أماني أن تكون عشرة على الأولاد، أما بخصوص التجارة فقد تم عملوا على تشكيل لجنة للبحث في املاكي، وقالوا أنهم يريدون ان يعرفوا: ابراهيم الشبيخ ده بجيب القروش من وين.. وقال أنه أبلغ ذلك المسؤول، وهو وزير، عندما زاد الحاحه: إن الله معي.. وأضاف أن الوزير قال له عندها: الحجاج بن يوسف قتل الآلاف لكن لم يحدث له شيئ.. وكشف ود الشيخ من جانب آخر عن المضايقات التي حدثت لموكبه من قبل الجهات الرسمية لدى دخوله الخرطوم، مشيرا إلى محاصرة حوالي 50 شخصا من أجهزة الأمن لسيارته وقالوا انهم يودون التفتيش عن مخدرات وأسلحة، وقال لهم أنه أنه سيترك لهم السيارة لأنه على موعد مع الجماهير، وأن بامكانهم اللحاق به هناك لاعادته إلى السجن، وقال أنه لا يستبعد اعتقاله مرة أخرى.. وقد تم خلال دخول الموكب إلى الخرطوم، اعتقال خمسة من قياديي الحزب بينهم أبوبكر يوسف المسؤول الإعلامي، وقد تم الافراج عنهم بعد ساعات، وقد رفضوا التوقيع على أي تعهد. وأعاد اللقاء أجواء هبة سبتمبر بكل زخمها، وحضرته شخصيات حزبية شملت فاروق أبو عيسى رئيس هيئة التحالف الوطني، ومن حزب الأمة ابراهيم الأمين رئيس مجموعة مناصرة ابراهيم الشيخ إلى جانب محمد ضياء الدين رئيس حزب البعث، والقيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف.. كما حضرت اللقاء والدة هزاع، أحد شهداء سبتمبر واسرة الشهيدة سارة عبد الباقي.. وخلال المناسبة اعلن الشاعر مدني النخلي عن انضمامه إلى حزب المؤتمر السوداني، وقال في كلمة قصيرة أنه يتشرف بذلك لقناعته بأن الحزب يعمل لصالح البلد.. وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني الدكتور الفاتح عمر السيد أن " ابراهيم الشيخ دخل السجن رئيسا لحزب وخرج منه زعيما للسودانيين". وقال موجها حديثه للسلطات: نرجو منكم ألا تتحدونا فنحن لا نعتذر.. ودعا رئيس التحالف الوطني السوداني كمال اسماعيل إلى ضرورة اسقاط النظام، وقال إن ابراهيم الشيخ خرج من السجن الصغير إلى السجن الكبير، واضاف: إذا كان النظام يريد الحوار لماذا يمنع ويعتقل، إنه يريدنا أن نركب معه في سيارته.. وتم خلال اللقاء الإعلان عن تواجد الدكتور صديق نورين مع اسرته في النهود بعد الافراج عنه، وعن وصول الصحفي حسن اسحاق من صحيفة " الجريدة" إلى الخرطوم ومعه مجموعة من شباب الحزب، وكانوا كلهم معتقلين بالنهود والأبيض.. -------------------- [email protected]