أجرت صحيفة (الجريدة) حواراً مطولاً مع المرأة التي تم اغتصابها من قبل نظاميين بداخل مقرهم عقب تهمة السرقة التي وُجهت لها من قبل الشاكية، وبعد الاعتداء عليها تم العثور على الذهب مسار الاتهام في منزل الشاكية، وخرجت المتهمة بريئة من التهمة التي وُجهت لها بعد أن تم الاعتداء عليها بالاغتصاب داخل قسم الشرطة وفقاً لروايتها وكان الجناة النظاميون قد حاولوا انتزاع المعلومات لمصلحة الشاكية من المجني عليها والتي تمسكت في أقوالها بأنها بريئة من تهمة السرقة، ولكن بعض أفراد الشرطة مارسوا معها أسلوباً شاذاً وعنيفاً وهو دخيل على المجتمع السوداني وتقاليده وعن الدين الإسلامي الحنيف وكل الأديان السماوية وبعد ارتكابهم لفعلتهم فروا هاربين إلى جهة غير معلومة، وقد هزت تلك الجريمة مجتمع مدينة كسلا وسبق (للجريدة) أن أفردت مساحة كبيرة لهذه القضية زوج الضحية وأفراد أسرتها بالتنسيق مع السلطات بذلوا المجهودات الكبيرة للقبض على الجناة دون نتيجة وباءت كل المحاولات بالفشل، وطرق الزوج أبواب الصحافة، ولكن دون فائدة (الجريدة) جلست الى المجني عليها وسألتها عن الحكاية من البداية.. تابعوا نص الحوار: * ما هو أصل الحكاية؟ الحكاية أنني كنت داخل منزلي أمارس حياتي الطبيعية عندما طرق بابي أفرادٌ من الشرطة وألقوا القبض علي واقتادوني الى قسم المباحث بكسلا ووجهوا تهمة سرقة ذهب من منزل الشاكية التي هي جارتنا وتجمعني بها علاقة عمل وتم التحقيق معي، ولكني نفيت ذلك وقلت في التحقيق إنني بريئة من هذه التهمة. * ماذا حدث بعد انتهاء التحري معك؟ أعادوني إلى الحراسة وهناك تفاجأت بتعدي أفراد الشرطة علي والذين تناوبوا في اغتصابي داخل الحراسة ثم اقتادوني الى أحد المكاتب، حيث تناوب في اغتصابي أيضاً آخرون ثم أعادوني للحراسة مرة أخرى، وأنا في حالة بائسة من الإرهاق والغضب. * ماذا حدث بعد ذلك؟ في صباح اليوم التالي تم الإفراج عني بالضمانة الشخصية وعلى الفور توجهت الى مكتب رئيس مباحث القسم وأخبرته بجريمة الاغتصاب التي قام بها أفراده من الجنود. * وماذا كانت النتيجة؟ للأسف سخر مني، وقال لي بالحرف الواحد: إنتي تتبلين وتفترين علينا ثم قام بطردي من مكتبه بل وجه بإعادتي إلى الحبس مرة ثانية. * وهل تم وضعك فعلياً في الحبس رغم أنك سبق وخرجت بالضمانة الشخصية؟ - أجل.. وفي صباح اليوم التالي تم الإفراج عني. * وكيف تصرفت بعد ذلك؟ - ذهبت من فوري إلى مدير مباحث القسم الذي أخبرني بأن الذهب تم العثور عليه داخل منزل الشاكية وأنني بريئة من التهمة، وعليه قمت بتحريك بلاغ في مواجهة المغتصبين ودونا عريضة للنيابة بالرقم ( ۹6۱ ) تحت المادة ( ۱4۹ ) بتاريخ ۲4 / ۳/ ۲۰۱۳ومنذ تلك الفترة وحتى تاريخه ظللنا نطرق أبواب كل المسؤولين دون جدوى وواصلت: لقد لحقت بي أضرار بدنية ونفسية من جراء ذلك الاغتصاب، وكذلك تسبب ذلك في إلحاق الأذى بأسرتى وأسرة زوجي ووضعنا في المجتمع الذي صار مشوشاً. * كيف تصرفتم بعد ذلك وإلى أين وصل بكم المطاف مع السلطات المسؤولة؟ - حتى هذه اللحظة النتيجة صفر، ولم تتمكن السلطات من القبض على المتهمين حتى اليوم وإنني أناشد من هنا كل السلطات بأعلى مستوياتها وأسألهم أين العدالة؟ ولماذا يظل المجرم هارباً حتى اليوم خاصة وهم يتبعون للشرطة التي يفترض بها حمايتنا وليس الاعتداء علينا. المحرر هذه حكاية المجني عليها نضعها على طاولة السيد الفريق هاشم عثمان مدير عام الشرطة، ونمتنع عن التعليق. الجريدة