الصراع القبلي المحتدم في ولاية شرق دارفور وصل مداه في العنف والتشظي, إِذ أقدمت قبيلة المعاليا على خطوة تكشف حالة الانقسام المجتمعي والسياسي والتنظيمي حتى داخل الحزب الحاكم, الذي بدأ يجني ثمار سياسته المُرَّةُ في دارفور, الإنسحاب الذي قام به أبناء قبيلة المعاليا من الأجهزة التشريعية والتنفيذية، بل وأجهزة المؤتمر الوطني جاء تلبيةً لقرار من القبيلة وليس على أساس مواقف فردية من قبل المنسحبين, وأوضح زعماء القبيلة مطالبهم بإنشاء ولاية جديدة تضم مناطق البترول أو ضمهم لولاية شمال دارفور أو الوصول لوضع إداري شبيه بالوضع في منطقة أبيي. هكذا وصل الصراع لدرجة المطالبة بمحاصصة الموارد داخل وخارج الأرض على أساس قبلي, وتلك نتيجة متوقعة بعد أن إعتمد المؤتمر الوطنى أسلوب المحاصصة على أساس قبلي في شغل المواقع السياسية في الولايات خاصة في دارفور التي تقف على درجة عالية من الحساسية والاحتقان القبلي بسبب الحرب التي استمرت لأكثر من(10) سنوات. إننا ندين أسلوب المؤتمر الوطني وسياسته التي نعتبرها مؤامرة لأجل تفتيت مجتمع دارفور إعتماداً على مبدأ انتهازي( فرق تسد) بقصد الإستقواء وإضعاف المجتمع في الإقليم حتى يسهل قيادته لتحقيق أهداف سلطة الانقاذ, لكن المؤتمر الوطني نسى في غمرة اندفاعه اللئيم أن تلك السياسة ستعود وبالاً عليه وعلى عضويته التي كشفت أن ولاءها القبلي أقوى من ولائها السياسي. إنها ممارسةٌ خطرةٌ لن يقف أثرها المدمر على مجتمع دارفور، بل على كل السودان المحاط بمناخ إقليمي منقسم وعنيف, إننا نناشد أبناء وبنات قبيلة المعاليا لتفويت الفرصة على المؤتمر الوطنى لأجل الوطن الذي ينظر إليهم كأحد مكوِّناته المتطلعة للعدالة الاجتماعية والمساواة على أساس دولة المواطنة, وأن يعملوا على طرح مطالبهم كمواطنين في سياق مطالب كل السودانيين المتطلعين للديمقراطية الاجتماعية وسيادة حكم القانون. إنَّ العالم كله ينحو نحو الديمقراطية والاعتراف بالتنوع والتعدد واحترام الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل المجموعات السكانية. لنعمل معاً ضد سلطة الانقاذ العدو المشترك لكل السودانيين.