*وكالعادة ؛ كلما يأتي أوان اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بجنيف (تولول) حكومتنا وتلطم خديها وترمي باللائمة على (المؤامرات!).. *وهكذا تفعل الآن تحسباً لقرارات سالبة تجاهها على خلفية (ما يجري في البلاد من قضايا) حسب قول الناطق باسمها .. *وأكثر ما يتخوف منه وزير الدولة بوزارة الخارجية - كمل إسماعيل - أن تُستغل أحداث سبتمبر في توجيه إدانة دولية للسودان.. *وما تتغافل عنه حكومتنا أن محاولات تبييض وجهها أمام العالم - على صعيد حقوق الإنسان - محلها (هنا!) في الداخل وليس في أروقة الأممالمتحدة .. *فماذا فعلت الإنقاذ حيال (مجزرة!) سبتمبر- والتي تتزامن ذكراها مع اجتماعات جنيف - كي تذهب إلى هناك ب(قلب قوي)؟!.. *لا شيء خالص ، لا شيء بالمرة ، لا شيء البتة وإنما فقط تذهب ولسان حالها يقول (نخليها على الله).. *ولكن إذا كان الله نفسه لا (يعفو) عن أفعال مثل هذه - وهو الغفور الرحيم - فكيف يسامح المجتمع الدولي حكومتنا عليها ؟!.. *ولكي نُسهل الأمر على الإنقاذ - دنيوياً - نقول إن الفعل الذي نقصده ليس (القتل) في حد ذاته وإنما محاسبة (القتلة!).. *فما يربو على مائتي قتيل- جراء اطلاق رصاص بهدف القتل - ليس بالشيء الذي يمكن تجاهله في اجتماعات جنيف.. *طيب يا وزارة خارجيتنا : (إنتِ عايزة المجلس يقول شنو؟ غلطانين المراحيم وخلاص ينتهي الموضوع؟!).. *فعلى الأقل كان يجب أن يكون هناك تقصٍ وتحقيق ومحاسبة ثم عقاب على رؤوس الأشهاد.. *فالسماء - في زماننا هذا - لا تمطر (حجارة من سجيل) كيما يُنسب إليها ما حدث لمتظاهري سبتمبر ككرامةٍ لا تقل عن التي نُسبت إلى (القرود!) تلك.. *أما أن تكون حكومتنا مثل الطالب الذي يُهمل واجباته ثم حين (يسقط !) يلوم الحر والزمن و واضعي الأسئلة فهذا لا يجوز في حق نظام يحترم نفسه.. *أو تكون مثل طالب البعثة المصرية ذاك - في زمن مضى- الذي كان مشغولاً بالتهام شطيرة (لحمة) أثناء درس الجغرافيا.. *فإن نجت حكومتنا من (ورطة) اجتماعات جنيف هذه فستكون معجزة تماثل معجزة نجاة الطالب هذا من (ورطته).. *ف(الأبله) اشتمت رائحة اللحمة وطفت - من ثم - تبحث عن مصدرها وهي تتوعد بإخطار المدير حال عثورها على (اللاهط) .. *ومن غرائب الصدف أن (اللاهط) هذا اسمه كمال أيضاً مثل وزير الدولة بوزارة خارجيتنا.. *وما أن عثرت عليه (الأبله) حتى صاحت فيه مستنكرة (جرى إيه يا كمال؟!).. *فأجاب كمال - ذو الكرش- إجابة ضحكت لها (الأبلة) ضحكةً أنستها تهديدها برفع الأمر إلى المدير.. *إجابة لا أظن أن كمال (بتاعنا) قادر على أن يُضحك المجلس بمثلها إذا ما سُئل عن شهداء سبتمبر.. *اللهم إلا أن (يجري) وفدنا - كما النيل - من أمام المجلس إذا ما سُئل عن الذي (جرى!).. *فقد قال الطالب والفتات يتطاير من فمه (جرى النيل يا أبلتي!!!). الأهرام اليوم