لندن – طالبت اوساط سياسية وإعلامية بريطانية امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني تغيير مسار سياسات دعم تنظيم الاخوان المسلمين والحركات الجهادية من أجل "حفظ ماء الوجه" لقطر. ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن لورا بيتيل، مراسلة الشؤون السياسية لصحيفة التايمز البريطانية، التي نشرت تقريرا بعنوان "كاميرون يحث قطر على وقف المساعدات المالية للجهاديين"، ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استغل زيارة أمير قطر إلى بريطانيا ليعبر عن "قلق متزايد من أن دول خليجية تمول تنظيم الدولة الإسلامية". وأشار التقرير لمعلومات نشرت في وقت سابق حول تركز أكبر ممولي التنظيمات الجهادية والمتشددة في الكويتوقطر، على وجه الخصوص، التي وصفتها بالبيئة الخصبة لجمع الأموال والمساعدات التي توجّه إلى المسلحين المتشددين. وقال الكاتب البريطاني هيو توملينسون إن الشيخ تميم، الذي تملك استثمارات كبيرة في لندن لا بد أنه توقع زيارة سلسة، لكنه وجد نفسه في خضم اتهامات لبلده بتمويل مسلحي الدولة الإسلامية. وتنفي قطر ذلك، لكن كان على الأمير أن يؤكد لحلفائه الغربيين أنه شريك يعتمد عليه. ويقول الكاتب ان المهمة أمام الأمير الشاب هي تغيير المسار الذي اتبعه بلده أثناء حكم والده، مع حفظ ماء الوجه، وجاءت مغادرة قيادات جماعة الإخوان المسلمين الدوحة خطوة في هذا الاتجاه، تبعها بوعد بالتبرع بمليار دولار لإعادة اعمار غزة. وتأتي هذه المطالبات بعد حث أعضاء في البرلمان البريطاني رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على إثارة القضية اثناء اجتماعه مع الشيخ تميم. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني، الثلاثاء، ان التعامل مع التطرف كان على الأرجح ضمن جدول أعمال المباحثات. وقال السير مالكوم ريفيكند، رئيس اللجنة البرلمانية للاستخبارات والامن، من جهته، ان زيارة امير قطرلبريطانيا "ستكون فرصة جيدة لكي نعلم القطريين انه لا يمكن الجري مع الارانب والصيد مع الكلاب في نفس الوقت". وكان ريفيكند، الذي شغل مناصب وزارية في الدفاع والخارجية والداخلية البريطانية من قبل، يشير على ما يبدو الى تأكيدات دعم قطر لجماعات الاسلام السياسي المتطرفة في المنطقة. ولم تقتصر الانتقادات الموجهة للسياسة الخارجية القطرية وعلاقاتها المشبوهة بالتنظيمات المتشددة على الاوساط السياسية البريطانية لكنها شملت ايضا جيران قطر في منطقة الخليج. وكان مسؤولون سعوديون قد عبروا عن امتعاضهم للأمير تشارلز أثناء زيارته للرياض في فبراير الماضي من التساهل مع ملف الإخوان المسلمين خصوصا المتواجدين منهم في بريطانيا، وهو بدوره نقلها لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وبعد هذه الزيارة مباشرة تم تعيين السير جون جينكينز، سفير بريطانيا السابق في الرياض، للتحري عن الموضوع على إثر امتعاض السعودية من حرية الحركة التي تتحلى بها الجماعة في ممارسة نشاطاتها السياسية في لندن. لكن صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تساءلت في تقرير لها نشر الخميس عن لماذا بقي التقرير الذي أعده السفير البريطاني في السعودية حول إن كانت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية نهبا للغبار؟ وعلى ما يبدو فإن ما توصل إليه السفير لم يكن هو ما يريد السعوديون، أو الحكومة البريطانية، أو الأمير تشارلز، سماعه. ويقول بيتر أوبورن، في مقال تحليلي نشرته الصحيفة، إن سياسة بريطانيا تجاه تنظيم الاخوان المسلمين لم تثير غضب السعودية فقط، لكن ايضا استفزت حلفاءها الإماراتيين كذلك. فالإمارات العربية المتحدة تقود تحركات جلية في منطقة الشرق الاوسط لحصار نفوذ الاخوان المسلمين الذي اخذ في التمدد بدعم من الدوحة وأنقرة. وقال التقرير ان أبوظبي تحافظ على تواصل دائم بالحكومة البريطانية، من خلال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ساعدت على بناء تأثير كبير للإمارات على قرارات لندن تجاه الاخوان المسلمين. لكن معارضة الدعم البريطاني للتنظيم امتدت ايضا لتشمل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي كان من ضمن الذين عبروا عن استيائهم من تنظيم الإخوان المسلمين في المحافل العامة والخاصة على حد سواء، وتحديدا مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بشكل شخصي.