الخرطوم تشهد العاصمة السودانية الخرطوم في الفترة من 20 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي وحتى مطلع كانون الأولديسمبر القادم مهرجان الفيلم الأوروبي، الذي تقيمه بعثة الاتحاد الأوروبي بالسودان. ويقدم المهرجان مجموعة من الأفلام الأوروبية المنتقاة بعناية لتناسب التقاليد والقيم السودانية، وتضم المجموعة أفلاما وثائقية، وكوميدية، ودراما، وافلام السير الذاتية، وتعتبر من أفضل الأفلام الفنية والثقافية الأوروبية. وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في تعميم صحافي، إنها وضعت اللمسات النهائية لانطلاق حفل الافتتاح للمهرجان مساء الخميس، وقال سفير الاتحاد الأوروبي، إن اختيار الأفلام تم بعناية، وهي أفلام تحترم المشاهدين وتعزز من قيم التسامح والتعايش. وستشارك في المهرجان 11 دولة هي «ألمانيا، النمسا، بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، اسبانيا، السويد، سويسرا والمملكة المتحدة». ويقدم في الافتتاح عرض خاص لفيلم «لوممبا» وهو فيلم فرنسي بلجيكي ألماني، تم إنتاجه عام 2000 ويخرجه الفرنسي العالمي راؤول بيك. وتحكي قصة الفيلم حياة الزعيم الافريقي والمناضل الكونغولي باتريس لومومبا في فترة ما قبل وبعد نيل جمهورية الكونغو الديمقراطية استقلالها عن بلجيكا في يونيو/ حزيران عام 1960. يلعب الفنان العالمي ايريك ابوياني دور البطولة، ويشخص حياة باتريس لومومبا أول رئيس وزراء للكونغو الديمقراطية، ويقوم ماكا كوتو بتمثيل دور جوزيف كاسا فوبو، أول رئيس منتخب في الكونغو الديمقراطية، أما اليكس ديسكاس فيقوم بتمثيل شخصية جوزيف موبوتو رئيس الكونغو الثاني. الفيلم يصورالأيام الاخيرة من حياة باتريس لومومبا، الذي كان أول رئيس وزراء منتخب في الكونغو الديمقراطية، حيث تولى رئاسة البلاد لمدة شهرين فقط، ثم أُقيل من منصبه واغتيل. ويتناول الفيلم أحداث الفوضى التي عمت الكونغو في تلك الفترة، ويختتم الفيلم باستيلاء الرئيس جوزيف موبوتو على السلطة. وعرض هذا الفيلم أول مرة في مهرجان كان السينمائي يوم 14 مايو/أيار عام 2000، وتتالى عرضه في المهرجانات السينمائية المختلفة في بلجيكاوفرنساوسويسرا والولايات المتحدة، وكندا. يدشن حفل الافتتاح وزير الثقافة السوداني الطيب بدوي وسفير الاتحاد الأوروبي توماس يوليشني، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، وذلك بحضور الفنانين السودانيين وأعضاء السلك الدبلوماسي والإعلاميين، وسيتم تقديم عروض المهرجان بالمجلس الثقافي البريطاني، ومعهد غوته والمعهد الفرنسي بالخرطوم. يقول المخرج السينمائي السوداني الدكتور وجدي كامل، إن المهرجان تقليد يحمد عليه الاتحاد الاوروبي بما يتيحه من فرصة للجمهور السوداني لمشاهدة أفلام أوروبية منتجة حديثا الى حد ما. ويضيف: «لكن ثمة ملاحظة كانت دائما تلفت انتباهي من خلال حضوري لعدد من دورات المهرجان وتتركز في أن اختيار الافلام للعروض، غالبا ما لا يخضع للتدقيق الفني والجمالي أو تقدير المكتسبات للأفلام التي يتم اختيارها، فهم يتصرفون في الاختيار وكأنما النوافذ بيننا وبين السينما الاوروبية مغلقة، ونحن في زمن صارت فيه السموات مفتوحة، ويجب أن تخضع الافلام، من وجهة نظري، لمعايير دقيقة جدا، أقلها أن تعرض الافلام التي حازت جوائز خاصة بالمهرجانات الاوروبية الاخيرة». وطالب د. وجدي تحويل المهرجان لتقديم الدعم المناسب للسينما والسينمائيين الدارسين الحقيقيين وأضاف: «وأعني أن يتم التنسيق مع مجموعة الفيلم السوداني بما تضمه من كفاءات وخبرات سودانية أعطت ولا تزال». ويحتفل هذا العام المهرجان بعامه السادس بعد خمس دورات ناجحة، وهو واحد من الفعاليات الثقافية الرئيسية في مدينة الخرطوم ويهتم به الشباب من الجنسين، إضافة للمهتمين بالدراما عموما وفن السينما على وجه الخصوص، ويعيد المهرجان الحيوية لليالي الخرطوم التي تستعد لفصل الشتاء. القدس العربي