وسائل الإعلام الإيرانية تصعد حملتها ضد الرياض في حين شنت وسائل الإعلام الإيرانية حملة على السعودية أمس بعد قرار دول مجلس التعاون الخليجي إرسال قوات لحفظ السلام إلى البحرين، بعد الاحتجاجات التي اندلعت فيها مؤخرا للمطالبة بإصلاحات سياسية، حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، من أن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تدخل السعودية في البحرين». وفي أول تعليق على إرسال قوات إلى البحرين، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية هناك، قال صالحي: «إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين». داعيا الحكومة البحرينية إلى عدم التعامل بعنف مع المحتجين، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف صالحي «نحن نتوقع من الحكومة البحرينية أن تتعامل بحكمة ودراية مع مطالب الشعب، وأن تحترم الأساليب السلمية التي يلجأ إليها الشعب لتحقيق هذه المطالب»، حسب ما ذكرته الإذاعة الإيرانية. وكانت مصادر خليجية مطلعة في الرياض قد ذكرت أمس أن قوات خليجية من قوات درع الجزيرة في طريقها إلى البحرين التي تشهد اضطرابات، طبقا لاتفاقية الدفاع المشترك والحفاظ على الأمن في أي دولة خليجية. ونفت المصادر أن تكون القوات التي ستذهب إلى البحرين قوات أمن سعودية، وقالت إنها «ليست قوات أمن سعودية، إنها من دول الخليج الست». وجاءت تصريحات صالحي، بينما زعمت وسائل إعلام إيرانية دخول ألف جندي سعودي إلى البحرين ل«قمع» الشيعة. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد حث القادة البحرينيين على إجراء إصلاحات سياسية واسعة في البلاد قبل تفاقم الأزمة، وأكد أنه لا دليل لديه حتى الآن على تورط إيراني في اندلاع الأزمة بالبحرين، لكنه حذر من تدخلها في المستقبل إن طال أمد الاضطرابات. الإمارات تقرر إرسال قوة أمنية «للمساهمة في حفظ الأمن والنظام» بالبحرين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قبيل لقائهما في باريس أمس (أ.ف.ب) دبي: محمد نصار باريس: «الشرق الأوسط» في الوقت الذي قالت فيه دولة الإمارات إنها تتابع وباهتمام تطورات الأوضاع في البحرين وبصورة خاصة مبادرة الحوار، وفي أول تحركاتها اللوجستية حيال الأحداث الاحتجاجية التي تشهدها المملكة البحرينية، قررت الإمارات إرسال قوة أمنية للمساهمة في حفظ الأمن والنظام بالبحرين وفقا لما أعلنه مسؤول إماراتي رفيع يوم أمس. وفي باريس، أعلن وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أن بلاده أرسلت نحو 500 شرطي إلى البحرين لمساعدة سلطات المملكة لإعادة النظام. وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، قبل لقائه وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون: «لقد طلبت منا حكومة البحرين أمس (أول من أمس)، الأحد، إيجاد وسيلة لمساعدتها في نزع فتيل التوتر في البحرين». وأضاف خلال لقاء ضم وزراء خارجية مجموعة ال8 في باريس، حيث تمثل الإمارات مجلس التعاون الخليجي: «لقد أرسلنا نحو 500 من رجال الشرطة الذين أصبحوا هناك». وتوجه الشيخ عبد الله بن زايد لإجراء مباحثاته مع كلينتون إثر تصريحه الصحافي. وقال أنور محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن بلاده واستجابة منها لطلب مملكة البحرين المساعدة والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار الداخلي، قررت إرسال قوة أمنية للمساهمة في حفظ الأمن والنظام، مضيفا أن الإمارات تؤكد أن خطوتها هذه تمثل تجسيدا حيا لالتزاماتها تجاه أشقائها ضمن منظومة دول مجلس التعاون، وتعبر بصورة ملموسة عن أن أمن واستقرار المنطقة في هذه المرحلة يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا حماية للمكتسبات ودرءا للفتن وتأسيسا للمستقبل. وأكد قرقاش أن ذلك يأتي انطلاقا من إيمان الإمارات العربية المتحدة بالعلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة ووشائج القربى والمصير المشترك الذي يجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها وفي ظل المبادئ السامية التي حددها النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتأكيدا على حرص دول المجلس على الوقوف صفا واحدا في مواجهة أي خطر تتعرض له واعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلا لا يتجزأ والتزاما بالعهود والاتفاقيات الأمنية والدفاعية المشتركة. وأشار المسؤول الإماراتي إلى أن دولة الإمارات تتابع وباهتمام تطورات الأوضاع في البحرين وبصورة خاصة مبادرة الحوار التي أطلقها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى في مملكة البحرين لافتا إلى أن «الإمارات تدعو كافة فئات الشعب البحريني للتعامل مع هذه الدعوة بإيجابية ودون شروط مسبقة مما يسهم في تخفيف التوتر وتجاوز الأزمة الحالية وإيجاد الحلول المناسبة التي من شأنها أن تحافظ على مكتسبات الشعب البحريني الشقيق» وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية. ويوم أمس أعلنت البحرين أن طلائع قوات «درع الجزيرة المشتركة» بدأت الوصول إلى أراضيها التي تشهد صدامات كبيرة وأكدت المنامة أن القوات الخليجية تعمل بموجب اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة، للمحافظة على «الأمن والاستقرار». وتعتبر قوات «درع الجزيرة» الذراع العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي وهي قوات عسكرية مشتركة تاستت 1986 من قوات السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان. بدأت بعدد 5,000 جندي وتجاوزت الآن الثلاثين ألف عسكري من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل وهم يقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية السعودية. ومهمة «درع الجزيرة» هي حماية أمن الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي من أي عدوان خارجي على أي من هذه الدول.