قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    آمال ليفربول في اللقب تتضاءل عند محطة وست هام    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    مناوي: أهل دارفور يستعدون لتحرير الإقليم بأكمله وليس الفاشر فقط    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    محمد وداعة يكتب: المسيرات .. حرب دعائية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    هل فشل مشروع السوباط..!؟    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور ابراهيم الأمين الأمين : أنا من انصار المحاسبة بشرط ان تشمل الجميع..لم نتفق فى القاهرة لأنى لم اوافق على طرح السيد الصادق.
نشر في الراكوبة يوم 02 - 12 - 2014

المؤتمر العام الثامن للحزب يجب ان يعقد بصورة مختلفة وبلجنة مشهود بشجاعتها وكفاءتها
السيد رئيس الحزب قصد تعطيل الامانة العامة والعمل عبر امانة موازية
أنا الأمين العام لحزب الأمة ولم اتوقف يوما واحدا عن مباشرة اعمالى
الصراع الذى يعيشه حزب الأمة القومى أكبر الأحزاب السودانية أقعد به عن مجاراة الأحداث التى تمور بها الساحة السودانية والتى اثرت سلبا على حياة الشعب السودانى ، فالحزب اصبح مشغولا بصراعاته الداخلية اكبر من انشغاله بقضيته الأساسية كحزب معارض واجبه تلبيه تطلعات الجماهير فى معارضة مسؤولة تكبح من تغول الحزب الحاكم على السلطة ، اضف الى ذلك ان رئيس الحزب نفسه اختار المنافى ليدير الحزب من هناك وهذا خلل سيعانى منه الحزب كما عانى من قبل .
الدكتور ابراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة القومى والذى انتخب كامين عام للحزب من داخل الهيئة المركزية فى ابريل من العام 2012 يخوض حربا داخل الحزب وذلك بعد ان تم عزله نتيجه لرفضه الحوار مع الحكومة ، الأمين بدا هادئا وهو يتحدث للمستقلة بعد كسبه للطعن الذى قدمه لمجلس الأحزاب عن شرعية امانته العامة رغم ردود الفعل التى اثارها قرار المجلس لدى قيادة حزب الأمة الحالية .
بعد لقاء القاهرة اعلن الصادق المهدى ان ابراهيم الأمين تراجع عن اتفاقهما فى القاهرة الشهر المنصرم لكن الأمين قال للمستقلة انه لم يتوصل لى اتفاق حتى يتراجع عنه ، وانه لم يكن موافقا على بعش الأشياء التى طرحها السيد الصادق ابان اللقاء .
وابدى الأمين استعداده لأى محاسبة من قبل الحزب ولكن بشرط ان تطال المحاسبة الجميع وليس اشخاص دون الاخرين وقال : انا مع المحاسبة بشرط ان تشمل الجميع .
فالى مضابط الحوار :
* د. ابراهيم نبدأ بالعاصفة التى اثارها كسبك للطعن الذى قدمته فى مجلس الاحزاب ضد الهيئة المركزية لحزب الأمة ، ولماذا كانت ردود الافعال غاضبة ؟
- طبعا خرج القرار من مجلس الاحزاب وهو الجهة المشرفة على الاحزاب وكل الاحزاب ممثلة فيه ، وبحكم القرار انا الآن الأمين العام الشرعى لحزب الأمة ، ولكنى لا اريد الدخول فى اى صراعات ولا اريد ان يستغل ذلك ليصور انه عبارة عن صراع بين اشخاص ، لكن كل ما اريده ان يوظف القرار لمصلحة الحزب وان يقوم المؤتمر العام ، وانا لا اريد اى موقع فيه ولا اشترط ، ولكنى اريد ان يكون هذا المؤتمر فيه تمثيل حقيقى لقواعد حزب الأمة .
وحزب الامة نفسه لديه ممثل فى المجلس هو الفريق صديق ، والفريق صديق الذى يتحدث الآن عن القرار بصورة سلبية هو الذى كتب اشاده بذات هذا المجلس عندما اتخذ قرار برفض الطعن المقدم من التيار العام بعد المؤتمر السابع ، وحزب الأمة ووصف قرارات هذا المجلس بالرصينة بعد وقوفه مع الحزب عندما احتل جيش الامة دار الامة باعتباره الحزب الشرعى .، وبالتالى لابد ان يكون هنالك اتساق فى المواقف .
* هل بدأت الآن مباشرة اعمالك بصورة رسمية كأمين عام للحزب ؟
- اصلا لم اتوقف يوما واحدا عن مباشرة اعمالى ، وعلى صلة بالاقاليم وبقواعد الشباب وعلى صلة بالمهجر ، لكن لا اريد ان يكون هذا صراع .
* دكتور الصراع مازال قائما فى وجود امانة موازية ؟
- تلك امانة ترتب عليها كثير من الاحتقان داخل الحزب ولذلك نقول ان الحل يكمن داخل المؤتمر العام .
* د. ابراهيم قلتم في وقت سابق ان حزب الأمة يعانى ازمة تنظيمية فيما تتجلى هذه الأزمة ؟
- انا غير سعيد بالحالة التى وصل اليها حزب الأمة ، وليس هنالك ادنى شك ان حزب الامة حزب له تاريخه ويمتلك قاعدة جماهيرية عريضة ولكنها تحتاج الى تنظيم يتناسب مع التطورات التى حدثت فى السودان والتطورات التى حدثت فى المنطقة لأنه هنالك تنافس شديد جدا بين الاجيال الجديدة والشباب بحكم انهم اكثر انفتاحا على العالم وعلى معرفة ودراية نتيجة لأعلام الصورة والتطور الذى حدث فى الانترنت ولذلك مخاطبة هؤلاء الشباب يجب ان تتم بصورة عقلانية وصورة موضوعية ، ليس هنالك ادنى شك فى انتماءهم للحزب ، ولكنهم يرون ان هنالك اشياء كثيرة يجب ان يهتم بها الحزب فى مجالات مختلفة مثل التدريب ، والتواصل مع زملاءهم مع القوى السياسية الأخرى فى الداخل والخارج ، وحزب الامة يعانى من ضعف فى هذا الجانب وبالتالى حدثت ربكة تنظيمية وانا كررتها واقول الآن بان الهدف من القرار الذى اتخذه مجلس الاحزاب لا اريد ان يوظف لمصلحة ، ولكن ان يوظف لمسالة اصلاح مؤسسى بالحزب ، والكل بلا استثناء يتحدث عن خلل تنظيمى ، والكل يقول ان المؤسسات القائمة انتهى أجلها الزمنى ، والكل يقول يجب عقد المؤتمر العام ولكن يجب ان يقوم بصورة مختلفة عن المؤتمرات السابقة وان لا يكون هنالك وصاية على اللجنة التى تقوم بالاعداد للمؤتمر ، وان تكون لجنة بها عناصر مشهود لها بالشجاعة والكفاءة والاستقلالية ، وان لا تسمح لأى شخص بالتدخل فى صلاحيتها مهما يكن بما فى ذلك السيد رئيس الحزب ، وعلى ان تتولى هذه اللجنة متابعة قيام المؤتمرات القاعدية على مستوى القاعدة ، والمؤتمرات الوسيطة سواء كان على مستوى المحليات او الولايات والمؤتمر العام ، بهذا الاجماع على المؤتمر العام اذا تم بالصورة المقبولة عبر لجنة تمثل فيها كل الاطراف فهذا هو المدخل لحل مشاكل حزب الامة التنظيمية ولمعالجة القضايا التى ترتب عليها ان انشق عدد من اعضاء احزاب الأمة وابتعد عدد آخر .
* فيما يتعلق بالمؤتمر العام الثامن فقد حملك الفريق صديق بصورة مباشرة مسؤولية فشل الترتيب لهذا المؤتمر إبان امانتك العامة ، وأنك كنت مشغولا بصراعات أخرى ؟؟
- فى الحقيقة من حق اي انسان أن يوجه أي تهمة ولكن ما اريد ان أقوله ان موضوع المؤتمرالعام من صلاحيات السيد رئيس الحزب فهو الجهة التي تكون اللجنة وليس الامانة العامة ، ولكن كان هناك عمل مكثف لتعطيل الأمانة العامة بدليل ان الأمين العام لم يشارك فى اللجنة العليا للهيئة وبالتالي ان السيد رئيس الحزب هو من اول يوم قصد تعطيل الامانة العامة والعمل عبر امانة موازية وبذلك قصد نهاية الامين العام عبر الهيئة المركزية كعمل عقابى للأمين العام .
* لماذا ؟؟
- هذا السؤال يوجه للسيد رئيس الحزب وليس لشخصى ، والسؤال للسيد رئيس الحزب عن لماذا قمت بممارسات لا تتماشى مع حديثه عن مؤسسية الحزب وديمقراطيته ، ولا تتماشى عن العلاقات الموجودة بين الناس المنتمين للحزب ، وهو الآن قام بتعيين الفريق صديق كرئيس للجزب بالانابة رغم أعتراض اعداد كبيرة جدا على ممارسات تتم غير مقبولة من قواعد الحزب ، ولكنه الرجل الذى يمثل الذراع اليمين للسيد رئيس الحزب وبالتالي قام بفرضه كما فرض من قبل عدد من الناس علي اساس ان يقوم بتسيير الحزب بالطريقة التي يري أنها تخدم أغراض قد لا تتسق مع مصالح الحزب ولا مصالح البلد .
* هل من الممكن تسمية أو اشارة لهذه الأغراض ؟
- لا أريد الدخول فى تفاصيل الحديث واضح .
* د. ابراهيم هناك من يري ان تسامح السيد الصادق وسعة صدره هي وحدها ما منعته من محاسبتك علي مقاطعة الهيئة المركزية وعلي الطعن الذي تقدمت به والذي وصفه الصادق المهدي بالكيدي ضد قرارات الهيئة ما رأيك ؟؟
- هذا حديث غريب جدا وأنا من انصار المحاسبة وعلي أتم استعداد ان أحاسب علي كل خطوة اتخذتها طيلة علاقتي بحزب الامة وأنا أعتز بأنى عملت في حزب الامة بتجرد ولكن يجب ان تشمل المحاسبة كل الناس وان تراجع كل الممارسات بالنسبة للحزب ومن كل القيادات وأن تتسم المحاسبة بشفافية لمعرفة أين الاخطاء ونستطيع أن نتفادي بالمحاسبة هذه الاخطاء في المستقبل.
* نريد تفاصيل عن اتفاق القاهرة واللقاء الذي تم بينك وبين السيد الصادق ولماذا تراجعت عنه لاحقا ؟؟
- هذه كلها معلومات مغلوطة ، اتفاق القاهرة الذي تم كالاتي : أولا : كما ذكرت ان السيد الصادق المهدي يتحدث علي اساس ان لديه مؤسسات وانا لدى موقف مبدئى من هذه المؤسسات وهو الذي ادي في النهاية الي قرار مجلس الاحزاب الذي أكد فيه حقى بالوئائق وهو طبعا قرار قانوني وبحيثيات استند فيها علي وثائق انا امتلكها وسأنشرها انشاءالله في كتيب اذا دعا الداعى حتى تكتمل الصورة.
من وجهة نظري انا ان حزب الامة يعانى مشكلتين : مشكلة ان الخط السياسي للحزب غير ثابت ، ويمكن ان يوصف فيه رئيس الحزب بانه متردد مرة مع المؤتمر الوطني مرة ضد المؤتمر الوطني مرة مع المعارضة ، ونحن قلنا يجب أن يحسم الخط السياسي للحزب سواء ان كان حزب معارض يتحدث عن قضايا السودان ويتخذ ما يراه من مواقف ويتحمل تبعاتها ، أو لامانع من حزب ينضم الى الحكومة ويتخذ موقف المهم ان يتخذ موقف حتى يستطيع اى كادر ان يحد موقفه والذى لايعجبه الحزب المع الحكومة باستطاعته المغادرة لينضم الى حزب آخر ، ولكن الربكة الموجودة في مواقف حزب الأمة أستمرت منذ جيبوتي ومؤتمر كنانة والوفاق الوطني ومضى بصورة أفقدت الحزب شكله .
والسيد رئيس الحزب بعد جيبوتي قال نحن جينا نصطاد ارنب اصطدنا فيل الان الناس تتساءل اين الفيل ، وما ترتب علي الاتفاق الذي تم في التراضي الوطني وما احدثه من ربكة تحدثت عنها الصحف في دخول حزب الامة في الانتخابات 2010 ، في مرحلة تكرر هذا الموقف ولكن الان هنالك تغير في الموقف فى حزب الامة بعد اتفاق باريس .
المشكلة الثانية هي المشكلة التنظيمية ، وقبل مغادرتى الى القاهرة اجتمع السيد الصادق مع عدد من القيادات المساندة لي وطرح لهم عدة نقاط هذه النقاط ولكنهم تمسكوا بمناقشة هذه النقاط فى وجودى ولذلك اضطررت الى السفر الى القاهرة ، تحدثت النقاط عن اعتراف بالمؤسسات هذا الأعتراف لا يمكن ان يصدر عن شخص عاقل لديه موقف بأن هذه المؤسسات غير دستورية ، وقد تحدث السيد نفسه عن هذه المؤسسات فى ابو ظبى ووصفها بانها غير دستورية وغير قانونية وهي قرار سياسي وبهذا المعني يبقى السيد نفسه نفي عنها الدستورية والاعتراف سيد الادلة فاذا كان السيد رئيس الحزب يقول انها غير دستورية كيف يعترف من ظلم ومن عقدت هذه الجمعية فقط لمحاولة إغتياله سياسياً ، وعندما اختلفنا حول هذه النقطة اتفقنا على عمل نقاط تمثلت فى الاتفاق على خط الحزب ، ولم شمل كل اعضاء حزب الأمة الذين ابتعدوا عن الحزب لسبب أو آخر ، احداث تحالف قومي علي اساس مبادرة من حزب الأمة بجمع كل ابناء السودان من اجل ايجاد حل سلمي لكل قضايا السودان تحقق التغيير المطلوب والتحول الديمقراطي والسلام ، هذا بالاضافة الى اعتراف رئاسة سيد الصادق لحزب الأمة لأننا لا نريد ان يحدث فراغ لكن ايضا اعتراف بان كل المؤسسات انتهى أجلها الزمنى ،ايضا هذه النقطة ذكرها السيد الصادق نفسه وهى اشادة بشخصى وكفاءتى وولائى للوطن وللحزب والكيان ، والنقطة الأخيرة هى المهمة وهي عن المؤتمر العام واتفقنا على اهمية قيام المؤتمر حتى لو اختلفنا علي تكوين اللجنة ، وهنا الباب مفتوح للاخذ والرد ، لكن لكن بند المؤتمر العام تحدث عن وجود اختلاف وان التنظيم الحالي لا يمثل الحزب تمثيل حقيقي لان هنالك بعض الناس لديهم تحفظات عليه والنقطة الثانية تحدث عن تنظيم أنموذج وهذا يعنى هذا التنظيم بعيد عن كونه تنظيم انموذج وهذا المبدا أتفقنا عليه ، لكن سيد الصادق ارسل النقاط الاولي التى فيها اعتراف بالمؤسسات وطبعا هذا غير صحيح والامانة تقتضي أن اقف موقف قوي جدا ضد هذا الحديث ، وهذا يعني أنه حديث مقصود واضافة لما حدث فى الهيئة المركزية وباسلوب ملتوى بهدف ادانة لشخصى ..النقطة الثانية ان هذا الاتفاق تم فى القاهرة لكنه صدر باسم السيدة سارة في الخرطوم ، وهذا فى حد ذاته أثار عدد من التساؤلات ودا زاتو اثار عدد من التساؤلات لان الغرض كان تثبيت أمانتى للحزب ، وهذا مرفوض ، أما النقطة الأخيرة فكانت عن المحاسبة فكما ذكرت انا مع المحاسبة فلتفتح كل الملفات ويحاسب كل الناس علي كل تصرفاتهم الصغير والكبير من اجل حزب الامة ومن اجل البلد
* وهل اثير بند المحاسبة ابان تواجدكم فى القاهرة ؟
- لا طبعا لم نثره والسيد الصادق لم يتطرق له لأنه لو تطرق له كنت سأقول ذات الكلام ، ومعروف عنى انى واضح جدا وصريح فيما يخص القضايا العامة ، ولذلك نعم للمحاسبة ولكن تكون محاسبة لكل الناس الصغير والكبير حتى نضمن توفير ارضية نتفادي فيها اخطاء الماضي .
* اذا هل نعتبر ان ماتفضلت بسرده عاليه هو السبب وراء تراجعك عن اتفاق القاهرة ؟؟
- لا ليس هنالك شىء اسمه تراجع ، لأننا لم نتفق من الصل لأنه عندما قال لى حديثه ذاك اجبته بانى غير موافق واختلفنا ، ولذلك هو حديثه غير صحيح وليس هناك قضية تراجع .
* اصبحت توجه انتقادات لاذعة للحزب في الاونة الاخيرة وهذا يعطي انطباع بأن حزب الامة يعانى صراعات كبيرة علي مستوي قيادات في قامتك ماهو سبب هذه الصراعات ؟
واحد من اسباب الصراعا ت هو الخلل التنظيمى ، ولكنها ليست صراعات شخصية فمثلا دائما الحديث عنى والفريق صديق ، انا ليس لدى اى شىء ضد الفريق صديق كشخص لكن الفريق صديق تثبت الوثائق ان علاقته بحزب الأمة علاقة مشبوهة تخيل ان هنالك شخص اول وظيفة يتقلدها فى الحزب تكون الامين العام لحزب الأمة فلابد من وجود علامات استفهام حوله ، انظرى الى هذه الفريق صديق الآن نائب رئيس حزب الامة وكذلك الاستاذ محمد عبد الله الدومة نائب رئيس حزب الامة ايضا ، الفريق صديق سافر لندن لاحتواء صراعات بين عناصر الحزب فى الخارج ، وسمحت له السلطات بالمغادرة فى حين تم منع الاستاذ الدومة رغم انهما يشغلان نفس المنصب فالسؤال لماذا سمح لصديق ، ولم يسمح للدومة بالسفر ما الفرق بين صديق والدومة .
الدكتور ابراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة للمستقلة : عودة الصادق المهدى وممارسة نشاطه من الداخل ستجد السند من جماهير الأمة
(2)
حوار / منى البشير
تصوير / محمد محمود
مواقف حزب الأمة الرمادية وترت علاقات مع المعارضة
حزب الأمة يواجه أزمة تنظيمية ولابد من المناقشة بحسم لتجنب الطعن فى الحزب
ضرورة لم الشمل لكل أعضاء الحزب حتى تكون الكلمة الأخيرة للجماهير
نحن تقدمنا بفكرة توحيد المعارضة لكن المؤتمر الوطنى لم يكن يرغب
اي محاولة لشق المعارضة وخلق تحالفات جديدة يعنى مزيد من الاستقطاب والتشظي
الوطنى تحكم في اختيار مكونات الحوار وسيتحكم في مخرجاته وهذا لن يحل مشاكل السودان
الصراع الذى يعيشه حزب الأمة القومى أكبر الأحزاب السودانية أقعد به عن مجاراة الأحداث التى تمور بها الساحة السودانية والتى اثرت سلبا على حياة الشعب السودانى ، فالحزب اصبح مشغولا بصراعاته الداخلية اكبر من انشغاله بقضيته الأساسية كحزب معارض واجبه تلبيه تطلعات الجماهير فى معارضة مسؤولة تكبح من تغول الحزب الحاكم على السلطة ، اضف الى ذلك ان رئيس الحزب نفسه اختار المنافى ليدير الحزب من هناك وهذا خلل سيعانى منه الحزب كما عانى من قبل .
الدكتور ابراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة القومى والذى انتخب كامين عام للحزب من داخل الهيئة المركزية فى ابريل من العام 2012 يخوض حربا داخل الحزب وذلك بعد ان تم عزله نتيجه لرفضه الحوار مع الحكومة ، الأمين بدا هادئا وهو يتحدث للمستقلة بعد كسبه للطعن الذى قدمه لمجلس الأحزاب عن شرعية امانته العامة رغم ردود الفعل التى اثارها قرار المجلس لدى قيادة حزب الأمة الحالية .
بعد لقاء القاهرة اعلن الصادق المهدى ان ابراهيم الأمين تراجع عن اتفاقهما فى القاهرة الشهر المنصرم لكن الأمين قال للمستقلة انه لم يتوصل لى اتفاق حتى يتراجع عنه ، وانه لم يكن موافقا على بعش الأشياء التى طرحها السيد الصادق ابان اللقاء .
وابدى الأمين استعداده لأى محاسبة من قبل الحزب ولكن بشرط ان تطال المحاسبة الجميع وليس اشخاص دون الاخرين وقال : انا مع المحاسبة بشرط ان تشمل الجميع .
فالى مضابط الجزء الثانى من الحوار :
* توقفنا فى الحلقة الماضية عن سماح السلطات للفريق صديق بالسفر الى لندن فى الوقت الذى منعت فيه الدومة هل يعني هذا انك تلمح لعلاقة بين الفريق صديق والنظام ؟
- هو اصلا لم ينكر علاقته بالنظام ، عندما يكون الفريق صديق نائب رئيس لحزب معارض ويتحدث عن أحقية النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق بكري علي اساس انه الامثل لرئاسة الجمهورية ، وانا اتساءل كيف لنائب رئيس حزب معارض يطالب بالتغيير يقول ان هذا الانسب ، هذه كلها اسئلة ، وانا هنا اعتقد ان هنالك شىء من اثنين ، اما ان حزب ألمة حزب معارض ويتحدث لغة المعارضة وهذا لايمنع ان تهدف المعارضة لتغيير سلمى وسياسى في البلد لأننا ضد اي عمل مسلح ، او يقول حزب الأمة انه يريد الدخول فى تحالف مع الحكومة .
* ماتاثير المشاكل الكثيرة التى يعانيها الحزب منذ المذكرة الالفية وفصل عدد من اعضاء المكتب السياسي وهم اعضاء قدامى ومخضرمين ؟
- بالتاكيد تأثير سلبي ليس هنالك أدنى شك ولذلك نقول أن هناك خلل تنظيمي وبالتالي يجب مراجعة كل هذه الاشياء حتى لا يترتب عليها ضرر كبير جدا بالنسبة للحزب ، ولذلك سيد الصادق قال بوضوح ان لديه عمل فى الخارج وسيعود للسودان ليمارس نشاطه من الداخل ، والصادق المهدى شخص لايخشى الاعتقالات لأن هذه طبيعته فقد اعتقل لفترات طويلة جدا ، وبالتالي فأن عودته وممارسة نشاطه من الداخل ومواجهته للموقف ستجد السند من جماهير الحزب التى ستقف معه من اجل اصلاح حزبى يؤثر فى مسيرة الحزب فى المرحلة القادمة .
* فى حوار سابق لك ذكرت ان السيد الصادق لديه معادلات يريد فرضها على الحزب ، هل لهذه المعادلات علاقة برغبته في توريث ابناءه زعامة حزب الامة ؟
- هذه تهمة اصبحت تتردد بصورة مستمرة ، وهنالك كثير من القرارات تؤكد حتى ولو لم يكن للصادق النية فانها تحسب على انها عبارة عن تمهيد لعملية التوريث وطبعا لان بيت المهدي هم اناس لهم الحق مثلهم مثل غيرهم فى تنسم القيادة في حزب الامة ، لكن يميزهم انهم ابناء المهدي وهذه لا يستطيع اى احد انتزاعها منهم، وابناء السيد الصادق حتى لو ابتعد عنهم والدهم فلديهم القدرات والكفاءة التى تؤهلهم لمنافسة الآخرين ، لكن دخوله حتى يتيح لهم فرص فهم لايحتاجون لذلك ، لكن الذى ادى لصدمة كبيرة داخل حزب الأمة هو اختيار عبد الرحمن كمساعد لرئيس الجمهورية ، وهذه النقطة ونقاط اخرى نريد ان تناقش بموضوعية وان تحسم بالصورة التى لاتعطى الفرصة للطعن فى الحزب وان يوصلوا لأهدافهم التى يسعون اليها .
* هناك مايؤشر لرغبة المهدى توريث رئاسة الحزب لأبنائه والدليل على ذلك محاولته ابعاد السيد مبارك الفاضل ومجموعته؟
- هى القضية ليست مبارك الفاضل ، هنالك عدد كبير من اعضاء الحزب ابتعدوا وهنالك شخصيات لها مكانتها ولها دورها ، ومنهم اسر لها دور كبير فى الحزب وادارته والترويج لأفكاره هذه الاسر اصبحت كلها بعيدة عن الحزب الآن ، وبالتالي هنالك نوع من الفجوة بين اشخاص ولائهم للحزب وفي ذات الوقت لا يمكن ان يعملوا ضد الحزب ، ولذلك وقفوا مواقف سلبية وجلسوا فى منازلهم ، وبالتالي فكرة لم الشمل المقصود منها معالجة هذه القضية بالصورة التي يكون فيها لم شمل لكل أعضاء الحزب وبعد ذلك خيار الناس هو الذى يضع اى شخص فى الموقع الذى يستحقه ، لأننا نريد ان تكون الكلمة الأخيرة فيما يخص الحزب لجماهير الحزب .
* د. ابراهيم كيف تصفون علاقة السيد الصادق المهدي بالمعارضة في الداخل اقصد تحالف المعارضة بقيادة ابو عيسى ، وبحزبي الاتحادي والشعبي تحديدا كل علي حدا ؟
- طبعا نتيجة للمواقف الرمادية للحزب حدثت توتر في العلاقات بين كل هذه الاطراف ، فمثلا السيد الصادق كان اكثر الناس حماسا لقضية الحوار ، وقضية الحوار كمبدأ فأن اي سوداني قلبه علي البلد لا يمكن ان يرفضها ، لكن هناك متطلبات للحوار يتحدث عنها كل الناس لا داعى لتكرارها ، الصادق صدم عندما تم الاعتقال ومابعد الاعتقال ترتبت مواقف جديدة ، ورغم اننا فى حزب الأمة من المؤسسين للاجماع الوطني وحريصين علي تجميع الصف الوطني لكن حدث كثير من التوتر بين سيد الصادق وبين الاجماع بسبب علاقته مع الوطنى والصادق قام بمهاجمة قوى الاجماع والجبهة الثورية حتي انه كان يهاجم المؤتمر الوطني ، لكن انتقاله المفاجىء من الهجوم الي الحوار مع الاطراف كل هذه الاشياء تركت فى النفوس شىء غير طبيعى ، وبالتالي عطلت العمل المعارض ككل وعطلت دور حزب الامة ، وهو الحزب الجامع ، لأن التاريخ يثبت انه ماحدثت كارثة فى السودان وتصدى لها الشعب السودانى الا وكان حزب الأمة فى المقدمة ، وكان بيت المهدي الذى اصبح اليوم مثل المتحف من يجمع القوى السياسية المناهضة لحكم عبود وهو الذى جمع القوي السياسية في الانتفاضة ، هذا كله لأن حزب الأمة حزب له تاريخه ودوره ، وكانت قيادته تلعب هذا الدور مهم ، نحن نحتاج لان يعود حزب الامة لتلك الصورة اللي كان عليها حيث كان يمثل القيادة والرعاية لعدد من القوى السياسية التي لم تكن تجد الفرصة لتظهر نفسها وتواجه اي نظام قائم .
* الآن هنالك حديث عن عودة حزب الشعبي للبيت الاسلامي ماتاثير ذلك على المعارضة السلمية ‘ وعلى عملية التغيير ، خاصة وان الحزب الاتحادى الديمقراطى قرر المشاركة فى الانتخابات التى ستقاطعها القوى السياسية ، برايكم لمصلحة من تشرذم المعارضة بهذا الشكل ؟
- طبعا نحن كنا قد تقدمنا بمشروع لتوحيد المعارضة وان تتقدم المعارضة بورقة تمثل وجهة نظر المعارضة على ان تتقدم الحكومة كذلك بورقة ، لكن المؤتمر الوطنى لم يكن راغبا فى ذلك ، ولذلك هو تحكم في اختيار مكونات الحوار لانه ادخل هذه الاحزاب وسيتحكم في مخرجات الحوار وهذا طبعا لا يحل مشاكل السودان ، بالنسبة للمؤتمر الشعبي فقد كان جزء من المعارضة وكان اكثر احزاب المعارضة تتطرفا في معاداة المؤتمر الوطني ، لكن حدثت متغيرات سواء كان علي مستوي الداخل اوعلي مستوي المنطقة هذه المتغيرات انتجت هجوم مكثف جدا علي الاسلام السياسي في المنطقة وترتب عليه التغيير الذى حدث في مصر والتغيير الذى يمضى الان فى ليبيا ، بالاضافة للتغير الذى حدث فى اليمن وما يجرى فى سوريا ، وضرب داعش ، كل هذه القضايا اصابت الاسلام السياسي الذي كان في حالة تصاعد مستمر بعد تراجع المشروعين الماركسى والعربى اصبح هنالك فرصة للاسلام السياسي او المشروع الاسلامي او الصحوة الاسلامية ان يكون لديها دور في المنطقة وظهرت بصورة مؤثرة بعد ثورات الربيع العربى فى مصر وغيرها ، لكن ماحدث في الايام الاخيرة واجه الاسلام السياسى هجوم مستوي الاقليمى او الدولي مما ادى الى تقارب الاسلاميين ، لكن تقارب الاسلاميين لن يؤدى الى حل مشكلة الاسلاميين ولا مشكلة البلد يجب ان يكون التقارب علي اساس الوطن ككل ، ولذلك لابد ان نسعى سواء كان المؤتمر الشعبي او المؤتمر الوطني او الحزب الشيوعي نسعي لايجاد منصة مختلفة عن سابقاتها تتحدث عن السودان كسودان بكل مكوناته وبالتالي اي محاولة لشق المعارضة ولوجود تحالفات جديدة علي حساب التحالفات القديمة معناها مزيد من الاستقطاب ومزيد من التشظي وخاصة ان الوضع الان حتي داخل المؤتمر الوطني هناك كثير جدا من الصراعات وصراعات داخل المؤتمر الشعبي وصراعات داخل المعارضة وهذا يعنى ان الساحة للاسف الشديد اصبحت مهيأة لحالة من الفوضي وحالة من الانفلات ، ومعالجة هذه الفوضي وهذا الانفلات ان يتحدث الجميع باسم السودان وان يتنازل الجميع عن مواقفهم المتشددة ورؤيتهم الضيقة لرؤية اوسع واشمل هذه الرؤية يجب ان يتم التوافق عليها باخراج السودان من المازق الذي يعيشه الان .
* هل تعتقد بوجود مصالح شخصية للأحزاب التى قررت المشاركة فى الانتخابات مخالفة بذلك معظم القوى السياسية ؟
- القضية للاسف الشديد ان اي مشاركة في الحكومة بالصورة التي كانت سائدة او بما هو مطروح الان لن تحل مشاكل السودان ، قد تكون المشاركة بمثابة حل لمشاكل الافراد ، فاذا كان هنالك حزب يريد ان تحل مشاكله بالمشاركة فى الحكومة بالصورة الماثلة الآن فانا اعتقد ان هذا يؤدى لمزيد من التعقيد للازمة السودانية .
الدكتور ابراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة للمستقلة : مايحدث فى اديس ابابا الآن هو تنفيذ ماتبقى من كارثة نيفاشا
(3)
حوار / منى البشير
تصوير / محمد محمود
بعد انفصال الجنوب اصبحنا فى حاجة الى دستور دائم بمشاركة واسعة
قيام الانتخابات فى الظروف الحالية وبما هو متوفر يؤدى الى ازمة أكبر
الحكومة والمعارضة تريد ان توظيف المحادثات لمزيد من المكاسب والانتصارات
حل مشاكل السودان بالداخل ولا لرهن ارادة البلد الى قوى اجنبية
وصلنا لي مرحلة تمنعنا من تكرار ذات التجارب الفاشلة
اي حديث عن الحكم ذاتي هذا مرفوض لانه طيلة
الصراع الذى يعيشه حزب الأمة القومى أكبر الأحزاب السودانية أقعد به عن مجاراة الأحداث التى تمور بها الساحة السودانية والتى اثرت سلبا على حياة الشعب السودانى ، فالحزب اصبح مشغولا بصراعاته الداخلية اكبر من انشغاله بقضيته الأساسية كحزب معارض واجبه تلبيه تطلعات الجماهير فى معارضة مسؤولة تكبح من تغول الحزب الحاكم على السلطة ، اضف الى ذلك ان رئيس الحزب نفسه اختار المنافى ليدير الحزب من هناك وهذا خلل سيعانى منه الحزب كما عانى من قبل .
الدكتور ابراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة القومى والذى انتخب كامين عام للحزب من داخل الهيئة المركزية فى ابريل من العام 2012 يخوض حربا داخل الحزب وذلك بعد ان تم عزله نتيجه لرفضه الحوار مع الحكومة ، الأمين بدا هادئا وهو يتحدث للمستقلة بعد كسبه للطعن الذى قدمه لمجلس الأحزاب عن شرعية امانته العامة رغم ردود الفعل التى اثارها قرار المجلس لدى قيادة حزب الأمة الحالية .
بعد لقاء القاهرة اعلن الصادق المهدى ان ابراهيم الأمين تراجع عن اتفاقهما فى القاهرة الشهر المنصرم لكن الأمين قال للمستقلة انه لم يتوصل لى اتفاق حتى يتراجع عنه ، وانه لم يكن موافقا على بعش الأشياء التى طرحها السيد الصادق ابان اللقاء .
وابدى الأمين استعداده لأى محاسبة من قبل الحزب ولكن بشرط ان تطال المحاسبة الجميع وليس اشخاص دون الاخرين وقال : انا مع المحاسبة بشرط ان تشمل الجميع .
فالى مضابط الجزء الثالث من الحوار :
* د. ابراهيم نبدأ هذا الجزء بالحديث عن الانتخابات ذاتها والجدل الذى يدور حولها ومدى مشروعيتها فى ظل مقاطعى معظم القوى السياسية الحية ؟
- فى الحقيقة بعد انفصال الجنوب اصبحنا فى حاجة الى دستور دائم بمشاركة واسعة ويجب ان تكون هذه هى القضية الاساسية ، النقطة الثانية ان الانتخابات اذا تمت في الظروف الحالية وبما هو متوفر من معطيات فهذا يعنى ان تحكم المؤتمر الوطني فى بعض الاحزاب التى قبلت ان تكون جزء من المعادلة التى يرسمها وهذا على اساس التحكم فى مخرجات الحوار الوطنى فهذا يعني ان الازمة السودانية ستستمر وربما تكون اسوأ مما هي عليه الان ، ولذلك اي انتخابات بما هو مطروح في الساحة الان لن تحل مشاكل السودان ، لان الانتخابات مجرد آلية هذه الالية تحتاج الى رؤية ومشروع وطني متوافق عليه ، واستراتيجية واضحة والابتعاد عن استراتيجية رزق اليوم باليوم خاصة فى علاقات السودان الخارجية وفى كل القضايا المطروحة سواء كانت قضايا سياسية او اقتصادية ، وهذه الاشياء هى ثوابت فى كل العالم ، ولا خلاف حولها .
والسودان طوال تاريخه كان دولة محورية في افريقيا وفي العالم العربي ، كما انه لعب دورا كبيرا جدا في حل مشاكل اليمن فى وقت سابق ، كما انه استضاف مؤتمر اللاءات الثلاثة ، كان للسودانيين دور كبير جدا في مساندة حركات التحرر في افريقيا كلها ، نيلسون مانديلا عندما اعتقل كان يحمل جواز سفر سودانى ، وهنالك قصص تروى عن هذا الدور فى مساندة السودان لحركات التحرر في انقولا ان السودان دعم الحركات بكمية من الاسلحة ، ولما كانت سبل النقل غير متوفرة تم استخدام الحمير فى نقل الاسلحة عبر الغابات ولكن اصوات الحمير كانت تنبه القوات الاخرى ، فما كان من السودان الا ان ارسل اطباء بيطريين لقطع الحبال الصوتية للحمير واصبحت صامتة ماعندها صوت وهذه الوقفة كان لها دور كبير جدا في تحرير الجنوب الافريقي من بما فيها انقولا وموزمبيق .
نحن نريد ان تعود للسودان هيبته ومكانته ، لأنه اليوم اصبح معزول واصبح كثير من الحديث يدور حول هيبة الدولة ، وهذا غير مقبول ، وانا قلت هذا الحديث قبل ذلك فى التلفزيون ، وقلت ليس من المقبول ان يأتى سفير أجنبى الى السودان ويصرح انه لن يقابل رئيس الجمهورية ، قلت لو كان للدولة هيبة من المفترض ان يطرد وفورا ، لكن هذا لم يحدث لأن الناس قبلت بذلك ، ورئيس الدولة رمز وهو جزء من موقع وسيادة البلد .
النقطة المهمة الأخرى نتحدث عن القوات المسلحة وعن ظاهرة تدمير الجيوش العربية وهى ظاهرة خطيرة جدا ، وحدث هذا مع سوريا ومع العرق والجيش العراقى كان اقوى جيش فى المنطقة لكن الحديث عنه اليوم مخجل بعد ماحدث فى الموصل وفى مناطق كثيرة ، بالنسبة لليمن فان الطريقة التى استولى بعها الحوثيون على اليمن تؤكد وجود خلل فى القوات المسلحة اليمنية ، ايضا مايحدث الآن فى ليبيا فهذا يعنى ان هنالك تكسير لكل الجيوش العربية ، بالنسبة للجيش السوداني فهو جيش له تاريخه ، والجيش السوداني حارب في المكسيك في القرن التاسع عشر وقد كتبن عنه مجلدات في الصحف الفرنسية ، اليوم القوات المسلحة السودانية انهكت فى الحروب الداخلية ، ولذلك يجب ان يراعى الجيش السودانى والمحافظة عليها .
ومن الاشياء المؤلمة جدا يتم الاعتداء على ضابط عظيم من قبل الجمهور مثلما حدث قبل اشهر وهذا لم يحدث فى تاريخ القوات المسلحة ولم يحدث فى تاريخ القوات المسلحة ان يكون هنالك ذراع عسكرى لقبيلة ويقوم بتفتيش القطار وهذا يعنى ضياع هيبة الدولة .
أنا لدى تجربة لقاء كان مع الرئيس العراقى السابق صدام حسين وهذه اقولها للتاريخ وكنا ذهبنا وفد برئاسة السيد أحمد الميرغني وكان من ضمن اجندة الزيارة دعم القوات المسلحة فما كان من صدام حسين الا انه قال : القوات المسلحة السودانية هي العمود الفقري للهوية العربية الاسلامية في السودان ولن نسمح بكسر الجيش السوداني ، وانا اعتقد رغم ماثير حول صدام ولكن هذا حديث يحسب له ويجب ان يقال وبالصوت العالي ، لذلك الحفاظ علي القوات المسلحة واجب ، ويجب الا تنجر الى الصراع الذى قد يؤثر عليها وعلى مكانتها ، حتى لايحدث انفلات وفوضي تكون ضارة جدا بالسودان .
* د. ابراهيم ننتقل للحديث عن الوضع السياسى والراهن وما يتعلق محادثات اديس ابابا التى تجرى الآن مع حركات دارفور ، ومع الجبهة الثورية ، بالاضافة الى الحكم الذاتى ، واطالة امد التفاوض بواسطة الوساطة الافريقية ؟
- فى البداية فأن هنالك تشويش مقصود فيما يتعلق بعملية الحوار ومن كل الأطراف
لاننا اذا تحدثنا عن الحوار وشروطه ومطلوباته فان الهدف هو اخراج السودان من الأزمة ولهذا لابد ان يكون منبر واحد ، لكن مايحدث فى اديس ابابا هو تنفيذ ماتبقى من نيفاشا ، ونيفاشا انا في نظري كارثة المت بالبلد وادت الي انفصال الجنوب وواحدة من الاخطاء الاستراتيجية التى تمت فى نيفاشا هو تاجيل حسم كثير من القضايا قبل الاستفتاء مثل قضايا المناطق الثلاثة ، والحدود عندما كان السودان دولة واحدة ، ولكن تركها لما بعد الاستفتاء يعتبر جريمة وترتب عليها الحديث عن عن السودان الجديد وعن الحكم الذاتي .
أيضا هناك نظرة ضيقة من الحكومة والمعارضة على حد سواء ، الكل يريد توظيف المحادثات لمزيد من المكاسب والانتصارات ، لأن الحديث عن منبر واحد هذا حديث مطلوب ، لكن بالنسبة لدارفور هناك الدوحة ، وهناك ضغوط من اطراف اقليمية ودولية تتحكم في مسار الحوار وبالتالي الحكومة والمعارضة تتاثر بالضغوط الخارجية وهذا فيه ضرر للسودان ، وانا اعتقد ان حل مشاكل السودان بالداخل بمعنى الا يتم اى حوار الا هنا بالداخل بصورة واضحة جدا لاننا وصلنا لي مرحلة لايمكن بعد ذلك ان نكرر ذات التجارب الفاشلة ، ولا يمكن ان نرهن ارادة البلد الى قوى اجنبية وبالتالي اي حديث عن حكم ذاتي هذا مرفوض ، انا شخصيا كنت اتولي مسؤلية التواصل مع الجبهة الثورية وكنا نقول لهم حديث واضح جدا اننا معترفون بقضيتهم التى حملوا السلاح من اجلها ، لكن قلنا لهم المطلوب انكم ترضوا الي حلول سلمية تخاطب قضاياكم وتطلعات مناطقكم ، كذلك قلنا لهم اننا لانقبل اي حديث عن انفصال او عن حكم ذاتي او اي حديث تمييزي .
وانا اعتقد ان الفدرالية لو طبقت بالصورة المطلوبة وفق معادلة تعطي الاقاليم صلاحيات واسعة جدا وفي نفس الوقت تمكن المركز من الحفاظ علي وحدة السودان هذه المعادلة مطلوبة ويجب ان يتفق كل الناس عليها اذا تجرد الناس وتحدثوا عن السودان وعن مستقبل السودان وتخلوا عن الرغبة فى عزل الآخر وطرده .
* هل تتفق مع الاتهام الموجه للوساطة الافريقية بانها حريصة حريصة علي اطالة امد التفاوض ؟
- هنالك نقطة ضعف اساسية فى السودان وهى انه منطقة استقطاب عربي افريقي فالعرب يريدون السودان عربى وليس له دور فى افريقيا ، والافارقة يعتقدون ان السودان افريقى وظهر ذلك جليا فى جنوب السودان على اساس الافارقة هم اصحاب البلد الحقيقين ، والعرب وافدين ، ولذلك هنالك خلل في تعاملنا ولذلك كان عدم اهتمام السودان بافريقيا دوره .
بالنسبة للوساطة الافريقية بشكلها الحالى وبالتناقض الماثل الآن فى المواقف قطعا هذا يؤكد انها لن توصلنا للحل المطلوب ، ولذلك الحل هو ان ندق صدورنا ونتحمل تبعات هذه القضية ونتخلي عن التطرف وعن أغلاق انفسنا فى موقف واحد وان نحاول معالجة قضايا السودان بايادي سودانية خالصة .
المستقلة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.