اصبح من الدعابه اللطيفة والسخرية الموجهة عندما تقول الله اكبر امام مجموعة من السودانين ان يكون السوْال من السامعين بالقديمة ولا الجديدة ؟ ويعقب ذلك ضحكة تتبعها نظرات لها ما بعدها ولكي توكد انك صادق فيما تقول تكن اجابتك بالقديمة 0 و هذه السخرية إشارة الي انه قديما ( قبل الانقاذ ) كانت للشعارات الدينية قدسيتها من معاني وقيم افتقدتها الان بسب استغلال السلطة السياسية للدين فأصبحت الله اكبر هتافا سياسيا فارغا من مضمونه الديني ولكنه يحقق مضامين اخري ذات مصلحة للذي يهتف 0 أردت بهذه المقدمة ذات المدلول العميق و الساخر ان يكون ردي للذين لا يعجبهم موقفي الأخير من الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني رغم انه نال استحسانا منقطع النظير من الأكثرية وقد لمست ذلك من خلال وسائل الاتصال المختلفة وياتي توضيحي للقلة القليلة التي نصبت نفسها صاحبة حق تقبل في حضن الوطن من تشاء وترفض من تشاء وربما نسيت او تناست ان الله هو غافر الذنب وقابل التوب 0 هذه الفئه والتي اعتبر البعض منهم ان موقفي هذا بصقا علي تاريخي و بعضهم اعتبره جلدا للذات والآخر اعتبره هروبا من السفينة الغارقة والاعتبار الأخير بالطبع موقفا لا ينبغي لرجل وانا لست ذلك الرجل الذي يقف مثل هذه المواقف والحمد لله ولن أكون ما حييت ان شاء الله 0 كما ان جلد الذات والبصق علي التاريخ لا يجوزا في حق المؤمن فالمؤمن القوي يجوز في حقه الاوبه والتوبة ومراجعة النفس والاعتراف بالخطأ ورد الحقوق لاهلها لذلك فان ما اتخذته من مواقف فهي مراجعات فكرية لا ابتغي بها مرضاة احد كائنا من كان من الرجال ، فأنا لم اعتد ان اخاف احدا او أرغب في احد فعقيدتي تأسست علي ان الخوف والرجاء لا يجوزا الا في حقه سبحانه وتعالي واما الذين من دونه من البشر مهما علا شانهم بمال او سلطة فالكتف مع الكتف والقدم مع القدم وبعزة المؤمنين لن انحني لأحد ابدا وأقول ان موقفي من الموتمر الوطني ومن الحركة الاسلامية. هو لله ولا لأحد سواه والحالة التي اعيشها الان إنما ( هي لله ) و بالقديمة 0 ولكن يجب ان نتجاوز هذه التفاصيل التي لا تسمن ولا تغني من جوع وننفذ الي ما هو أنفع للعباد والبلاد ، في تقديري ان الوطن وفي هذا الظرف الحرج من عمره يحتاج للصف الواحد ( ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص ) صف لكل اهل السودان دون عزل لأحد مهما كانت جريرته طالما انه يسعي كسوداني للتغيير بالوسائل. التي يكفلها له الدستور 0 الوطن للجميع لا للذين يدعون اصلاحا دون الآخرين وهكذا مسيرة الانسان في هذا الكون ففيه من هو سابق بالخيرات والمقتصد و الظالم لنفسه وكلهم مكلفون وكلهم مسئولون فالسودان يحتاج لكل السودانين بهذه الدرجات التي فطرهم الله عليها دون مزايدات من احد وبعد ان نعبر بهذا الشعب لمبتغاه فلا كبير عندئذ علي القانون وعندها لا تزر وازرة وزر اخري ولا شفاعة لمذنب ولتعد المحاكم والمشانق وليكن الحساب ( ولد ) وأتمنى ان نتفق علي ان يشمل الحساب كل الحقب السياسية وان يحاكم الشعب السوداني كل النخب والساسه الذين اجرموا في حقه منذ الاستقلال وحتي تاريخه 0 فالخراب والدمار الذي اصاب السودان وشعبه بما كسبت أيدينا نحن السودانيين يقول تعالي ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )0 لذلك فليمثل امام قضاة المحاسبة والتوبة والاعتراف بالخطأ كل من له شبهة في هذا الانهيار ، كيف انتقلت السلطة للفريق ابراهيم عبود ؟ ومن الذي اتي بمايو 1969 ؟ ومن المسئول عن دمار المشروعات الزراعية في الجزيرة والسوكي والنيل الأزرق والنيل الابيض ؟ وكيف جاءت الانقاذ الوطني ؟ وكيف انفصل جنوب السودان ؟ ومن المسئول عن ما يدور في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ؟ والأخطاء في حق الوطن كثيرة والمخطئون كثر والخطأ الأكبر ذلكم التراكم من الاحباط الذي اقعدنا ونحن معلمو الشعوب الثورات 0 انصبوا المشانق وليأتي كل منا بصحيفته وكتابه وذاكرة الشعب السوداني لا تغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصتها وليكن شعارنا بهتاف داو ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وليكن كل ذلك في مشروع توبة وأوبه بحق يحتاجها السودان 0 خرج المستعمر وترك لنا خدمة مدنية قامت عليها نهضة كثير من الدول في المنطقة فيجب ان يحاسب كل من اخترق صفها بكفاءة الولاء السياسي ، كما ترك لنا المستعمر مشروعات تنموية في المجال الزراعي والصناعي كان من الممكن تطويرها بدلا من تدميرها 0 وللاسف الشديد يتحدث الساسة حكاما ومعارضة عن الحوار الوطني وأقول لن يجدي حوارا وطنيا يديره هؤلاء ( فلا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقه او معروف او إصلاح بين الناس ) فالحوار ينبغي ان يديره الشعب السوداني من خلال ماهو متاح من تواصل وتطرح فِيه كل قضايا الوطن بمسئولية وموضوعية ويكون الهدف واضحا لا لَبْس فيه و دون توتر فالامر جد خطير لذلك وجبت ادارته بحكمة من صاحب المصلحة الحقيقية وهو المواطن 0 ما يزعجني ان المواطن لم يضع يده حتي الان علي مكمن الداء وأس البلاء وان قادته من الساسه كل يوم وهم في شان وقد تمكنت السلطة من نقاط ضعفهم وأصبحت تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال تتعدد الوثبات والشعب السوداني من أسوأ الي أسوأ لذلك لأبد للشعب السوداني من معرفة معركته الاساسية وأين تكمن مشكلته لكي لا ينصرف عنها بقصد او بغير قصد وتلخص كما ذكرت في ان يتحمل الشعب مسئوليته ويدير صراعه بنفسه دون وكالة لاحد 0 قال تعالي : ( فَلَمَّا رَأَى الشمس بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون أني وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين ) صدق الله العظيم والله ولي التوفيق والسداد 0 مبارك الكوده