صحيفة الموقف حاوره فرانسيس مايكل قوانق كيف ينظر الحزب الشيوعي للوضاع الراهنة في البلاد؟ الوضع السياسي في جنوب السودان متحرك و متصادم و غير مستقر و استحدثت فيه قضايا كبيرة في الفترة الاخيرة هذا التشابك في الوضع السياسي مع قضية الانتخابات الاخيرة اصبحت مثل القشة التي قسمت ظهر البعير. الحكومة فاجأتنا اثناء طوال عملنا الاشهر الماضية من اجل السلام فجاءت بالانتخابات لذا كانت المفاجأة لمن يهتمون بشأن السلام في جنوب السودان من اجل الممارسة الديمقراطية في آخر المراحل لكن بسبب ظروف البلاد فمن الصعب الحديث عن الديقراطية قبل السلام كنا نتوقع من الحكومة ان تسعي بجدية بحثا عن السلام لكن في النهاية وجدنا الحكومة منشغلة بالحديث عن السلطة فقط و بالتالي فان الحديث عن الانتخابات ظهر و اخذ اهتماما لتدفع بكل جهود السلام الي هاوية اخري هل تري ان قيام الانتخابات سينعكس سلبيا علي مستقبل السلام؟ الحكومة لم تكن تري ان تشترك الاحزاب في مفاوضات السلام من اجل احلال السلام في جنوب السودان و الازمة الحالية اساسها صراع حول السلطة فالحكومة تريد ان تبقي في السلطة الي ما نهاية و المعارضة المسلحة او المتمردين يريدون انتزاع السلطة في اي وقت بشرعية او بدون شرعية اذا طرفا النزاع خاصة الحكومة يعملان من اجل تأمين نفسها للبقاء في السلطة. اذن انتم ضد قيام الانتخابات؟ نحن نرفض قيام الانتخابات في جنوب السودان تماما و هذا ليس علي اساس اننا لا نريد ممارسة الديقراطية لكن في الواقع ان الاولوية في جنوب السودان هي للسلام في اديس ابابا و التي قطعت شوطا كبيرا في التفاوض اذن ليس بامكانك ان تجيء و تدمر كل الجهود المبذولة لتحويل الكفة للانتخابات.يجب ان نترك قيام الانتخابات لتكون حسب جولة المفاوضات علي اساس ان توجد الحكومة النتقالية اولا لزمن ثم تقوم الانتخابات. وهل هذا الموقف يخص حزبكم وحده؟ الحزب الشيوعي ضمن الاحزاب المعارضة للحكومة في البلاد و نحن رافضون لقيام الانتخابات العام القادم بل يجب ان يحل السلام اولا اما اذا اصرت الحكومة فنحن في الحزب الشيوعي لن نشارك في الانتخابات. هل ترون ان البيئة مهيئة للحزب الشيوعي حتي ينشط ؟ الحزب الشيوعي يعبر بموضوعية عن القضية الاساسية التي تواجه شعوب العالم و هي قضية العدالة الاجتماعية كما ان للحزب الشيوعي حلول لهذه القضية علي اساس العدالة الاجتماعية لذا في ظني اننا نعبر عن شيء ضروري و موضوعي في جنوب السودان. و كيف يشخص الحزب واقع البلاد بين الاشتراكية و الراسمالية؟ دعنا نشخص الواقع في جنوب السودان دولة جنوب السودان تعتبر افقر دول العالم تعاني من الفقر و المجاعة و البطالة و النزاعات القبلية لذا اي فكرة او جهد لتغيير هذا الواقع سنجد ان ميدان التنمية الرئيسية هو الريف الجنوبي(الرعاة و صغار المزارعين و الحرفيين)كل هذه الفئات الاجتماعية ليس لها مصلحة في النظام الراسمالي لأنه نظام يعتمد الربح كغاية لحركته و لا يفكر في الناس الذين يعملون ليل نهار.الوضع في الجنوب يشتمل علي شعب فقير لاكثر من 95% من سكانه فاذا تحدثنا عن الراسمالية في جنوب السودان يجب ان يجب الآتي: تقوية جهاز الدولة حتي يقوم بخدمة الشعب المنكوب اي تقديم الخدمات و اتاحة فرص العمل و توفير الصحة و التعليم اما النظام الراسمالي فهو لا يعالج هذه القضايا لذا الراسمالية هدغها الاساسي هوالمصلحة. مثلا في النظام الراسمالي اذا كان هناك آلة جديدة تنتج افضل بسرعات عالية مع تطور التكنولوجيا فانهم سيقومون بفصل بعض العمال عن العمل و يذهبون الي الشارع لكن في النظام الاشتراكي يتم معالجة القضية بتقليل ساعات العمل و هذا الفائض من الزمن سيكون لراحة العمال و يمكن ان ينجزوا فيه اعمال اخري او فتح مجالات عمل اخري لكن الراسمالية تقوم بطرد هؤلاء الي الشارع اذن كل من يتحدث عن الراسمالية في جنوب السودان هو ضد مصالح شعب جنوب السودان. هل تقصد السلطة الحاكمة؟ طبعا الحزب الحاكم يرفع شعار "اقتصاد السوق الحر"اي ببساطة لا يفكرون في الشعب.ليس علي الدولة ان تكتفي بوضع السياسات فقط بل يجب ان تقوم بخطوة الي الامام بالمشاركة في العملية النتاجية و بعمل المشاريع الزراعية لتشجيع المواطن علي الزراعة( يقولوا ليك يا مزارعين امشوا ازرعوا) دون ان يفكروا في حجم المساحات التي سوف تزرع و الآلات الزراعية و عائدات الانتاج و اذا نظرنا للزراعة في جنوب السودان فهي تقليدية و بالتالي فان عائد الزراعة لا يغير شيئا في حياة المزارع من الناحية الاقتصادية و ما يتبعها من تأثيرات علي الصحة و التعليم و تحسين مستويات الحياة. يلاحظ ان القوي السياسية منقسمة فيما بينها كيف تنظر للتحولات التي تحدث؟ من خلق الازمة الحالية؟بالطبع الحركة الشعبية و مكوناتها هي التي خلقت الازمة الحالية و هي المنوطة ان تحل هذه القضية و اذا فشلت في ايجاد الحل بمعني انها تمهد لازمات جديدة قادمة اخري في البلاد فمن حق الشعب اذا عرف ان الحكومة غير جادة في حل الازمة فعليهم الضغط عليها للخلروج من الازمة. ألستم جزء من الازمة التي تحدث؟ لا...(الحكومة ما دايرة الكلام دا) فاذا كانت الحكومة تمنع الاحزاب من المشاركة في محادثات السلام و تقوم بتحميل السؤولية للناس فما العمل...الازمة الحالية سببتها الحالية و حزبها و اقصد الحكومة في المعارضة و السلطة و المعتقليين السابقيين كل هؤلاء مسؤولون عن الازمة التي وصلتها البلاد و ما نحن عليه الآن داخل هذا النفق الضيق. اذا فشلت المفاوضات و انتهت شرعية الحكومة ماذا سيحدث في تقديرك؟ من في السلطة يريدون توصيل الناس الي الفراغ الدستوري و يعتقدوا في قيام انتخابات جزئية في البلاد من اجل الحفاظ علي الشرعية لمدة اربع سنوات اخري و هذا كلام غير سليم. احزاب المعارضة توقف بها القطار في تفاوض اديس ابابا.. اين موقعكم الآن؟ توقفنا عن المفاوضات لكننا لم نتوقف عن الحراك السياسي و كلما موجودين في الداخل الحكومة و المعارضة و الاحزاب. كيف ستكون ردة فعلكم اذا وجد اتفاق للسلام دونكم؟ سوف نحضع ههذا السلام للددراسة و نري ما ان كان يعبر عن مصالح شعب جنوب السودان لان الحكومة الانتقالية لديها مهام يجب ان تقوم بتنفيذها اولا و اذا كان برنامج هذا السلا.م ثنائي بين الحكومة و المعارضة سنقول رأينا حول الاتفاقية و لكن في النهاية فان الاثنين غير مؤهلين لاعادة السلام العادل لجنوب السودان. الإقصاء عن التفاوض ...هل كانت الحكومة تقصد شيء من وراء ذلك؟ الحكومة مع الرأي الذي يقود لحل المشكلة ثنائيا و هي تخاف من اي تغيير جذري في ججنوب السودان و كذلك خائفين من اي جهة تريد ان تعمل تغيير جذري في البلاد و تريد ان تجافظ علي الاوضع كما هي من سوء الادارة و الفساد الي اخره من مواطن الضعف في البلاد. اذن انتم التغيير؟ نحن نريد ان نقوم بالتغيير و الحكومة تريد ان تحافظ علي الوضع كما هو بدليل انها فشلت في معالجة مشكلة واحدة في فترة سنوات الحكم الثلاث اي فيما يخص الاقتصاد و تقديم خدمات للمواطن و توفير الحماية للشعب. ماذا لو توحد الحزب الحاكم و عاد للحكم مرة اخري؟ و لله نحن جربنا الحركة الشعبية و هي موحدة و ما قدمت اي شيء بل ان الاوضاع في الجنوب تردت اكثر ممن ما مضي و ذلك علي يد حكومة الحركة الشعبية الموحدة و نحن غير متفائلين باي وحدة تحدث للحركة الشعبية في صفوفها لانها لا تغير اي شيء بل تزداد سوءا فنحن نقيم الحركة علي اساس الحزب و ليس الشخصيات التي تحكم حسب برامج الحزب. ماذا لو اتيحت لكم الفرصة كشيوعيين لحكم البلاد؟ لدينا تصور ان ننمي شعب جنوب السودان عبر بناء الدولة لكن الواقع في جنوب السودان صعب علي حزب واحد ان يحكم بانفراد و يوحد شعب جنوب السودان في ظروف التنوع و التعددية الموجودة لذا لا يوجد حزب مؤهل كيما يجمع الناس و يقودهم نحو التغيير و نغتكر ان القوي السياسية اقصد القوي السياسيةالديمقراطية هي وحدها القادر علي انجاز التغيير في جنوب السودان. هل تؤيدون مقترحات الوصاية الدولية علي البلاد؟ لا يوجد شخص يصفق للوصاية الدولية كما لا يفرح بها احد بل مسألة يؤسف لها و اذا حدثت في جنوب السودان و هذا شيء منطقي نتيجة لتدهور الوضاع الحالية فستكون الجهات التي ذكرتها سابقا الحكومة في السلطة هم المسؤولون امام التاريخ عن ما وصل اليه حال شعب جنوب السودان نحن لا ندعو لتطبيق العقوبات الدولية و لكن اذا حدثت فهي مسؤولية الجهات التي حمكت البلاد منذ الاستقلال سواءا كانت الحكومة او المعارضة المسلحة كما نأسف لوصل جنوب السودان لهذه المرحلة اصبح الخروج من الازمة يأخذ طريقا شاقا كيف يمكن احلال السلام بحسب رؤية الحزب الشيوعي؟ يجب ان تتم ممارسة ضغط شعبي و اقليمي و دولي علي كل الاطرافو دعم جهود شعب جنوب السودان و هذا ما سيدفع الناس في النهاية الي مفاوضات سلام تستمر لتثمر عن حكومة انتقالية يشارك فيها الجميع ببرامج تلمس القضايا الحيوية في جنوب السودان و ذلك لمصلحة الشعب.