سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استئناف الضربات الجوية في ليبيا أمس.. وصاروخ يدمر مبنى إداريا داخل مجمع مقر إقامة القذافي في طرابلس.. طائرات حربية بريطانية ألغت مهمة أثناء الليل لوجود مدنيين بالقرب من الهدف
استؤنفت صباح أمس العمليات الجوية الفرنسية الرامية إلى فرض احترام منطقة الحظر الجوي في أجواء ليبيا، كما أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الكولونيل تيري بوركار، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح المتحدث أن الطائرات الفرنسية لم تحلق في الأجواء الليبية طوال الليل، لكنها استأنفت عملياتها عند الصباح. وكان أمام الطائرات التي أقلعت من قواعدها على الأراضي الفرنسية، وخصوصا من سولانزارا في كورسيكا (الجزيرة المتوسطية - جنوب) وسان ديزييه (شرق)، ثلاث ساعات من الطيران قبل أن تصل إلى منطقة العمليات. وقالت هيئة الأركان إن تعزيز التحالف بمشاركة طائرات من دول أخرى يؤدي «إلى تقاسم المسؤوليات» في سير العمليات. وكان هناك صاروخ قد دمر الليلة قبل الماضية مبنى إداريا داخل مجمع مقر إقامة العقيد معمر القذافي في جنوبطرابلس. وقال مسؤول عسكري في التحالف إنه يؤوي مركز «قيادة ومراقبة» للقوات الحكومية. والمبنى المعني يقع على بعد نحو 50 مترا من الخيمة التي اعتاد القذافي أن يستقبل فيها زواره، لكن عددا من المسؤولين في التحالف أكدوا أن هذا الأخير لا يسعى إلى استهداف العقيد القذافي مباشرة. وسمع سكان العاصمة دوي انفجارات قوية عند المساء، بالإضافة إلى صوت نيران بطاريات الدفاع الجوي. وتركزت الضربات الجوية على القوات الموالية للقذافي حول أجدابيا. وتقدم مقاتلو المعارضة في محاولة لاستعادة هذه البلدة الاستراتيجية. وسمع مراسل «رويترز» على بعد 5 كيلومترات من أجدابيا انفجارات، ورأى أعمدة من الدخان، أمس، تتصاعد فوق البلدة عند المدخل إلى شرق ليبيا الذي يضم طرقا سريعة تؤدي إلى بنغازي، معقل المعارضة المسلحة، ومدينة طبرق النفطية الواقعة في شمال شرقي البلاد. وعندما رأى المقاتلون طائرة حربية تحلق عاليا هللوا وأشاروا بعلامة النصر وتقدموا نحو أجدابيا. وتتناقض الفرحة الغامرة للمقاتلين إزاء أزيز الطائرات بشكل صارخ مع خوفهم في الأسبوع الماضي عندما كان نفس الأزيز يعني هجمات طائرات حربية تابعة للقذافي. وقال أحمد الطير، وهو أحد المقاتلين في الزويتينة الواقعة على بعد 15 كيلومترا من أجدابيا: «الغارات الجوية استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم (أمس). المعارضة المسلحة شنت هجوما نحو الساعة الثالثة صباحا، وشنت القوات الحكومية هجوما مضادا. ما زالت تقف عند المدخل الشرقي لأجدابيا». وهاجمت قوات القذافي الزويتينة التي تضم مرفأ للنفط قبل أن تبدأ القوات الغربية ضرباتها. وعادت إلى أيدي المعارضة، أمس. وقال الطير إن الضربات الجوية على أجدابيا بدأت في ساعة متأخرة من يوم الأحد. وأضاف: «الضربات الجوية استهدفت المدخل الشرقي. رأيت هذا بنفسي، وأعتقد أنه كانت هناك ضربات جوية أخرى على المدخل الغربي لكنني لم أر سوى أعمدة دخان تتصاعد من هذا الاتجاه». وذكر طارق بوحمادة، وهو من المقاتلين أيضا، أن القوات الغربية قصفت قوات القذافي بين أجدابيا والبريقة، وهي بلدة نفطية تسيطر عليها القوات الحكومية. وقال سكان من أجدابيا إن البلدة تضررت بشدة من جراء القتال ضد قوات القذافي التي دخلتها في الأسبوع الماضي بالأسلحة الثقيلة، وتمكنت من التغلب على مقاتلي المعارضة المزودين بأسلحة خفيفة ويعتمدون على المدافع الآلية التي توضع فوق الشاحنات. وقال ناصر الذي كان خارجا من البلدة بصحبة أسرته في شاحنة نصف نقل: «لحق بأجدابيا الكثير من الدمار. دمر الكثير من المنازل». وقال المقاتل إدريس كاديكي: «لا يوجد مدنيون تقريبا في أجدابيا. الناس الذين تركوا البلدة قالوا لي إن القصف العنيف دمر الكثير من المنازل». وعندما سئل عما إذا كان المقاتلون يعتمدون على القوى الغربية للتقدم أجاب: «نحن لا نجلس فحسب وننتظر الغرب. لكن الغارات الجوية عون كبير لنا. إنها توفر الوقت وتنقذ الأرواح». وفي مصراتة، قال مقيمون إن القوات الموالية للعقيد القذافي فتحت النار على حشد من المدنيين العزل في المدينة، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وإنها تستخدم المدنيين دروعا بشرية ضد الضربات الجوية. ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من صحة التقارير الواردة من مصراتة المعقل الوحيد للمعارضة في غرب ليبيا. ولم يرد تعليق فوري من مسؤولين ليبيين. وقال مقيم يدعى سعدون ل«رويترز» عبر الهاتف: «سكان مصراتة خرجوا إلى الشوارع وإلى وسط المدينة دون سلاح في محاولة لمنع قوات القذافي من دخول المدينة. عندما تجمعوا في وسط المدينة بدأت قوات القذافي في إطلاق النار عليهم بالبنادق والمدفعية. لقد ارتكبوا مذبحة. أبلغنا المستشفى أن 9 على الأقل قتلوا». وأضاف: «عدد القتلى أعلى لأن ذلك حدث للتو، وأصيب أكثر من 50. المستشفى ليس به متسع أو قدرة على التعامل مع الجرحى الذين يواصلون التدفق عليها». وكان متحدث باسم المحتجين أبلغ «رويترز» في وقت سابق من يوم أمس أن قوات القذافي تأتي بمدنيين من بلدات مجاورة لمصراتة لاستخدامهم كدروع بشرية. وقال المتحدث الذي يدعى حسن: «قوات القذافي تخرج الناس من منازلهم بزاوية المحجوب والغيران قسرا وتعطيهم صور القذافي والعلم الأخضر (علم ليبيا الرسمي) ليهتفوا للقذافي». وأضاف، بالهاتف، من مصراتة أنهم «يجلبونهم إلى مصراتة حتى يستطيعوا دخول المدينة والسيطرة عليها باستخدام المدنيين كدروع بشرية لأنهم يعرفون أننا لن نطلق النار على نساء وأطفال وكبار السن». وتمنع السلطات الليبية الصحافيين من الوصول إلى مصراتة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس. وأذاع التلفزيون الليبي بيانا يدعو أهالي مصراتة إلى الخروج من منازلهم، واستئناف حياتهم الطبيعية في المدينة بعد تطهيرها من «العصابات الإجرامية المسلحة»، وهو الاصطلاح الذي يستخدمه المسؤولون الليبيون لوصف المعارضة المسلحة. وتظهر الروايات في ما يبدو أن الغارات الجوية الغربية فرضت على قوات القذافي تغيير أسلوبها، إذ تحاول الاندماج بين المدنيين مما يصعب استهدافها من الجو. إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن طائراتها الحربية ألغت مهمة أثناء الليل لوجود مدنيين بالقرب من الهدف. وقال الميجور جنرال جون لوريمر، مسؤول الاتصالات الاستراتيجية في هيئة أركان الدفاع: «عندما اقتربت الطائرات من طراز (تورنيدو جي آر 4) التابعة للسلاح الجوي الملكي، ورد المزيد من المعلومات التي حددت عدد المدنيين في نطاق المنطقة المزمع استهدافها. نتيجة لهذا اتخذ قرار بعدم إطلاق نيران الأسلحة». وقال المتحدث باسم المحتجين إن 7 أيضا قتلوا في مصراتة في القتال الذي دار أول من أمس. وأضاف: «ذهب رجل مسن لأداء صلاة الفجر وقتل بالرصاص وما زالت جثته ملقاة في الشارع لأن سيارات الإسعاف لم تستطع نقلها إلى المستشفى».