منع جهاز أمن البشير أهالي بعض منسوبي مليشيا الدفاع الشعبي بمدينة بورتسودان، من اقامة مآتم لابنائهم الذين قضوا في ساحات القتال، بحجة ان ذلك سيعطي مؤشرات سالبة عن الموقف القتالي للقوات الحكومية في الميدان، لا سيما أن نحو عشرة من الاسر فقدت ابناءها، خلال هذا الاسبوع وحده. وقالت مصادر موثوقة بالمدينة ل (الراكوبة) إن الحزن خيّم على الاحياء الشمالية والجنوبية لمدينة بورتسودان، على خلفية الاخبار المتواترة التي يتلقاها الاهالي عن فقدان ابناءهم في المعارك، الدائرة في جنوب كردفان. ولفتت المصادر الى ان تزايد اعداد المآتم يفضح مزاعم وادعاءات النظام حول بسط سيطرته على الميدان في ارض المعارك، ويكشف زيف الانتصارات التي يقول النظام إن قواته حققها في جبهات القتال، بالاضافة الى ان تزايد عدد المآتم يفنّد احاديث النظام حول قدرة مليشياته على امتلاك زمام المبادرة القتالية في ارض المعركة. ونوّهت المصادر الى ان عناصر من الاجهزة الامنية تدخلت لمنع اقامة المآتم، تحت ذريعة أن الحكومة ماضية في ردع المتمردين في عمليات الصيف الحاسم، وانها شارفت على نهاياتها في جبال النوبة والنيل الأزرق، وأن النصر بات قريبا جدا، والشهداء تنتظرهم الجنة والحور العين. وقدّرت المصادر عدد قتلى الصيف الحاسم بانه لا يقل عن قتلى جنوبطوكر في تسعينات القرن الماضي.