في مثل هذا اليوم من عام 2005م قمعت السلطات بعنف مفرط تظاهرة سلمية نظمها وقام بها شباب البجا اعتراضاً على التهميش ومطالبين بنيل حظوظهم في السلطة والثروة، راح ضحيتها 22 شهيدا، وخلفت عددا من الجرحى والمعوقين ، سقط هؤلاء برصاص السلطات الحكومية، لا لشيء إلا أنهم ظنوا وليس كل الظن إثم- إن مناخاً ديمقراطياً يسود البلاد بعد توقيع إتفاق نيفاشا بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة المؤتمر الوطني؛ فخرجوا مطالبين بحقوقٍ أساسية فجنَّ جنون السلطة التي لا تتحمل سماع أي صوت مطلبي وتعتبره دائماً معارضاً لها، كيف لا وهي لا تطيق سماع المطالب منذ مجيئها الأول وتواجهها بالرصاص. إن المطالب التي سقط من أجلها هؤلاء الشهداء تبقى حية وملحة، والقضايا التي قدموا أرواحهم من أجلها باقية، ومطالب التنمية التي يرفعها أهل الشرق منذ زمن طويل لم تحل حتى الآن، وتواجهها السلطة الحاكمة بآذان صماء لا تسمع منهم إلا ما تريد. وسوف تظل ذكراهم تلهب حماس المناضلين من أبناء الوطن. دائما وفي كل مرة عند إقتراب الذكرى السنوية للشهداء، والتي يقيمها مواطنو شرق السودان ومؤتمر البجا، تملأ المدرعات العسكرية القمعية التابعة للنظام، شوارع مدينة بورتسودان، ويأتيها الهتاف في كل مرة( بجا حديد بجا حديد) فترجع، في وقت يؤكد فيه أهالي الشهداء تمسكهم بحقهم الدستوري والقانوني، ويؤكد أيضاً كل أهالي شرق السودان المطالبة بحقوقهم المسلوبة. إننا هنا لابد من أن نؤكد على أن الجرائم لا تسقط بتقادم السنين، فدماء الشهداء تظل معلقة على أكتاف القتلة، حتى يحين موعد الحساب، والذي هو بلا شك قريب جداً، هكذا علمنا التاريخ أن لابد من ينال كل ظالم عقابه الكامل وإن طال الزمن. والآن يبقى ضرورة الحفاظ على قضية هؤلاء الشهداء الكرام وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة. هذا لن يتم إلا بتوسيع النضال من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني، والذي لا يتوان في القتل، وما سبتمبر الأخيرة إلا أبلغ دليل. وهو يقتل شعبنا كل يوم في مناطق النزاعات. الميدان