هناك من ينتظر ان تأتي الانتخابات الرئاسية في شهر ابريل القادم ليري هل هناك من سيصوتون الي الرئيس عمر البشير رئيس المؤتمر الوطني في صندوق الاقتراع ، ورئيس السودان للمؤتمر في انتخابات هذا العام 2015، وهناك من ينتظرون النتائج النهائية ، وهي معلومة مسبقا ، وهناك من هم علي استعداد للفرح بتائج الفوز ، وهم علي علم ان الفوز من نصيبهم ، وهل في ذلك شك ؟ ، اذا تأكد الجميع ان النتيجة معلومة لمن صوت ، ولمن لم يصوت اصلا ، ان مسافة المنافسة بين الحزب الحاكم ، وبعض مدمني الفتات من ذوي السلطة ، كبيرة جدا وشاسعة ، قريبة جدا الي حقيقة ان الحق في التعبير عن الحقوق انعدم ، كما انعدم الغاز ، واحتكره الموردين و(دسه الموزعين) بعلم من اصنام السلطة ... كلما تشرق شمس جديدة علي رمال الدماء المتحجرة ، كلما صغرت مساحة الوطن في اعين من يأملون خيرا في السلام والديمقراطية وحقوق الانسان ، والعودة الي القري في السودان ، اتي عام جديد ، وبداية افتتاحية هذه السنة يجب ان تشبه بسنة الانقلاب قبل ستة عاما ، وسموها المنافسة المستحقة والاستحقاق الدستوري ، رافضين التنازل عنه ، خوفا من حدوث فراغ دستوري سياسي ، من اتي بالفر اغ عندما هجم بليل علي السلطة ، هم اكثر من يتحدثون عن الفراغات الدستورية ، ويجهلون التحدث عن فراغات حقوق الانسان المصادرة ، ومنع دخول الاغاثات الي المناطق المتأثرة بالحرب ، هي معلومة ، يتحدثون عن الفراغ الدستوري ، اذا لم تجري الانتخابات ، ويتجاهلون الحديث عن تشرد عشرات الالاف في منطقة شرق جبل مرة ، والتدهور الانساني في قولو بولاية وسط دارفور ، واجبارهم علي الهجرة الي معسكرات النزوح ، او خيارالاختباء في الوديان والجبال ، الذي لم يحالفه حظ الجنجويد ، فالبرد القارس لن يرحمه ايضا ، هذا الفراغ الدستوري في اطار الانتخابات ، لكن الحفرة العميقة للحقوق عن التعبير في الاعلام والسياسة والمراكز الصحفية انسدت ، وهل عاد نظام المؤتمر الوطني الي بدايات انقلابه ؟ .. المواقف الواضحة لا تحتاج الي برهان ولا شهود عيان ، من له بصيرة المتابعة في الشؤون السياسية وغيرها ، لا خروج من النفق المظلم لهذا النظام ، كل يوم يزداد تجبرا علي السودانيين ، من مختلف النواحي ، بلاغات كيدية وسياسية ضد سياسيين يعارضونه في السلطة ، واصدر مذكرة ملاحقة للقبض عليهم عبر الانتربول الدولي ، ويصرح بعض قادة النظام ان عودة المهدي الي البلاد تكون افضل للحوار والبلاد ، ملاحقة من الشرطة الدولية ، وصك امان منهم لا خوف عليه ، السجون بها من السياسيين المنتظرين والسياسيين المحكوم عليهم بالاعدام ، والسياسيين المحكوم عليهم بالمؤبد ، وقادة حركات حكم عليهم بالاعدام خارج بالبلاد ، ورسائل التهديد المتكررة للمعارضة ومنظمات المجتمع المدني ، من يحاور الجبهة الثورية ، مصيره معروف مسبقا كفاروق ابو عيسي ، وامين مكي مدني ، وفرح العقار ، وغيرهم من المعتقلين السياسيين ، ان المؤتمر الوطني لا يستحي من تصرفاته السياسية المتناقضة ، حرية النظام التي يتكلم عنها ، هي حرية التجاوزات ، والتغاضي عن انتهاكاتهم ، هذه هي حرية الدولة الامنية ، المطالب بها سيحجز له مكان في عنابر المعتقلات .... . العودة الي المربع ، مربع 1989 عناصره تنشط بصورة ( كويسة) في استدعاء الصحفيين في مكاتب اعلام جهاز الامن في الخرطوم ، وتواجه رئيسة تحرير صحيفة الميدان تهم تصل عقوبتها الاعدام والمؤبد ، هذه صحيفة ، في شهر يناير وحده من هذا العام مثل اكثر من 10 صحفي وصحفية في مكاتب امن الدولة ، رقابة قبيلية تفوق التصور ، ومصادرة اعداد صحيفة الميدان لاكثر من 3 اسابيع في شهر يناير ، والاهرام اليوم رغم موالاتها صادرها الامن الاسبوع الماضي ، بعد نشر خبر من رئاسة الجمهورية يحمل في طياته تناقضات الحزب الحاكم المتعلقة بالانتخابات والارتباك بشأنها ... ومنظمة دولية تعمل في الحقل الانساني تنسحب من العمل في السودان ، بسبب تلكوء الحكومة في مساعداتها لايصال المواد الضرورية للمعيشة والادوية في بعض مناطق دارفور ، واخر تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش اكدت في تقريرها ان الحكومة ارتكبت اغتصاب جماعي في قرية تابت بولاية شمال دارفور ، وانتهاكات في بداية يناير من العام الماضي في مناطق من بولايتي جنوب وشمال دارفور ، لم تتوقف الي الان مسيرة الانتهاكات الحكومية ، والمراكز الثقافية واجهت جبروت الامن ايضا ، اتحاد الكتاب السودانيين اغلق بامر وتآمر من الامن ، مركز محمود محمد طه الثقافي بقرار شفاهي امني ، معرض مفروش الشهري للكتب منع في اول ثلاثاء من شهر يناير ، والطيران الحكومي يقصف مناطق الجبال كعادته ، وتنتقد منظمات استهداف طيران الحكومة مؤسسات طوعية ، اذا لا مؤشر ان ظرفية التحسن في كل التقاطعات ستسير الي الافضل ، ان الانقلابيين عادوا بذاكرتهم الي الوراء مرة اخري ... الانتخابات علي الابواب، مزيدا من اغلاق الجامعات ، دور العبادة ، فالكنائس بعضها اغلق ، هي ايضا دور عبادة .. [email protected]