محمد سليمان دخيل الله كاتب ودرامي ومخرج تلفزيوني كان ميلاده في العام 1960م بمدينة الدامر التي تميزت عبر التاريخ بانها منبع العلم والعلماء .. تفتقت موهبته منذ وقت مبكر من خلال مشاركته في الجمعيات الادبية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ومن ثم كان الظهور الكبير عبر الدورة المدرسية القومية في العام 1978م والتي نال فيها جائزة افضل ممثل وكان هي أول عتبه في سلم المجد .. الخبرات المهنية والرؤى الإخراجية الإبداعية التي يتمتع بها دخيل الله لم تزده الا تواضعا حيث تخرج الفقيد في المعهد العالى للموسيقى والمسرح وكانت دفعته تضم مجموعة من أهل الإبداع أبرزهم مصطفي احمد الخليفة وسلمى الشيخ سلامة وطارق البحر والرشيد أحمد عيسي . . عمل مساعد مخرج مع عمالقة الإخراج فاروق سليمان وبدر الدين حسني وصلاح السيد . . عمل ممثلا في مسلسل سفينة نوح مع عبد العزيز العميري وكذلك مثل في مسلسل ضحايا المدينة . . ومن أبرز الأعمال الدرامية.التي أخرجها للتلفزيون برنامج كاريكاتير لجمال حسن سعيد حاز دخيل الله على درجة الماجستير في الإخراج وآخر موقع شغله بالتلفزيون كبير المخرجين ومديرا لوحدة البث ومنتج منفذ لمباريات كرة القدم . . مسيرة حافلة للفقيد بالتلفزيون ومن أشهر البرامج التي أخرجها (الصلات الطيبة) مع الراحلين محجوب عبد الحفيظ وبروفيسور فيصل محمد مكي و (بين الفن والسياسة) مع الراحلة ليلى المغربي و(خد وهات) مع ادمون منير وبرامج (حقيبة الفن وصدر المحافل) مع عوض بابكر و(نسائم الليل) مع الراحل إبراهيم أحمد عبد الكريم . . وظل دخيل الله يخرج مباريات كرة القدم منذ عام 2001م وآخر مباراة كانت قبل 24ساعة من.وفاته من استاد ود مدني يقول عنه الدرامي المخضرم عبد الرحمن الشبلي .. محمد سليمان دخيل الله العاشق الولهان لمدينة الدامر عشقها لحد الجنون كان المبادرفي اي ملم في العاصمة يخص الدامر كتب عن ادبائها وشعرائها كتابة العارف فوثق وحفظ تشهد له صفحات الصحف السيارة وألف الكتب وطبعها علي نفقته الخاصة اما دخيل الله المخرج التلفزيوني كان سواحا طاف ارجاء الوطن وزار اغلب مدنه وترك فيها من الذكري ما ﻻ تنساه تلك المدن وكان بطيبة خلقه يعاشر اهلها وفي الساعات القليلة التي يقضيها بينهم وكأنهم يعرفونه من سنين خلت وكان من الشجاعة كثيرا ما يواجه رؤساءه في مواطن ذللهم مما جعلهم يهابونه ويحرمونه من تسنم المواقع في التلفزيون فكان مكتبه علي دكة في حوش التلفزيون في مواجهة النافورة وتعرف تلك الدكة في حياته بمكتب دخيل الله وبفقده فقد التلفزيون احد رجاﻻته والرجال قليل وبفقده فقدت الدامر احد ابنائها البررة وعلما من اعلامها اﻻ رحمه الله وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وعاشت ذكراه ابد الدهر .. أما الصحفي عبد المنعم مختار فيقول .. دخيل الله رجل من زمن سحيق دائما ابتسامته الوضيئة تهزم حسرته .. وجدته مرة يدندن سرا بريدك كلمة كان رفت يهش ثغر النجوم يسطع ولما ينادي همس الشوق يقيف كل الزمن ويسمع عيونك ديل عيون اهلي الحنان زي نغمة في مقطع وطهرك تاج جواهر العزة وانتي العزة ليك تركع حينها ادركت ان مساحة دواخله العامرة بالود تصلح أن تكون نموذج لزمن لم يأتي بعد . كثيرا ماوجدته في البهو الطويل في مباني التلفزيون يرتشف كوب الشاي وابتسامته مثل الزنجبيل . كان يرسم للأمل ممشي وللفرح وردة وعندما رحل كأنما اوقفت الشمس شعاعها علي تلك الشجرة الظليلة التي كان يجلس عليها . دائما مهموم بالغلابة والمساكين ويرسل سخرياته اللذيذة لصالح المجتمع .. مثقف يدرك ان مساحة الابداع اكبر من رؤية مخرج يعكس رياضتنا بكل احتراقاتها .. لم ينتظر طويلا قإن من يحبه الله يعجل بالرحيل اليه . وذات مساء حزين ادركت ان حجم الفاجعة كانت بقامة رجل مبدع اسمه محمد سليمان دخيل الله .. رحل في صمت حزين وترك ابتسامته مثل زخات المطر تهمي علينا في المواسم وفي الربيع .. ابنة مدينته الشاعرة سيدة عوض كتبت في ذكراه الأولي دخيل الله .. جرح بخاصرة مدينتي إنقضي عام .. و كأن البارحه كان الرحيل .. بجدار مدينتا تركت شرخا و صدعا .. و كأنها حين توضأت لتبكيك نعت حالها حينها .. و تبسمت انت للسماء .. لم نتلقي العزاء فيك بعد .. عام مضي و اخريات سيأتين من العجاف .. و انت من علياء السماء تأخذ فينا العزاء .. دخيل الله .. من اي أتون اتيت .. وكيف بالله عاجلك الرحيل و لم نوفيك بعد بعض الحق .. لم أخبرك أن الناس بمدينتي صامتون كعادتهم لا ينطقون .. و الحديث ذا شجون .. حتمية القدر لا تخيرنا من تأخذ للرحلة الاخيرة .. و ليتها كانت تفعل .. دخيل الله .. و هل يجدي البكاء .. إحترقت كما الشمع و وهبتنا الضياء .. حتي أن العتمة التي تركت بعد الرحيل أخافت محابرنا فصمتنا واجمين .. بأسوار مدينتنا التي لم تبكيك بعد سأبكيك لعلها ذات حين تستفيق .. اني أتوارى وانزوي عندما لا احد في المنابر من يصنعون المجد في بلادي وافرح عندما تتواصل الدولة مع مبدعي بلادي لأن من يصنعون المجد يستحقون ان تنسج لهم من خيوط الفجر وشاحا ونجلسهم على مقعد من نور . . تلك واحدة من مقولات المخرج والكاتب الراحل دخيل الله الذي كان دائما يحتفي بالمبدعين وقد رفد المكتبة السودانية بكتاب (أروع المغنيين) وهو يحوي توثيقا حافلا لمجموعة من الادباء والشعراء وأهل الثقافة والفنون . رحل المخرج محمد سليمان دخيل الله يوم الخميس 6 فبراير 2014م وشيعته جموع غفيرة لمقابر حمد النيل بامدرمان .. رحمة الله عليه في الخالدين . . [email protected]