* مكافحة بدانة الأطفال * من الأخطاء الشائعة في معظم مجتمعات العالم عدم مراعاة الأساليب الغذائية الصحية وخاصة مع شريحة الأطفال، واستغلال شركات إنتاج المواد الغذائية لنقاط الضعف عند الناس بيولوجيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا، مما جعل الغالبية منهم ينتهجون أسهل الطرق لتناول الأطعمة غير الصحية، أو الأغذية ذات النوعية الرديئة، وتعزيز البيئات الغذائية غير الصحية التي أنتجت للعالم أطفالا بدناء. والصواب هنا أننا بحاجة إلى سن قوانين ووضع إجراءات تنظيمية من الحكومات وتعاون الشركات الصناعية ومشاركة المجتمع المدني لكسر الدائرة المفرغة وحل لغز زيادة السمنة عند الأطفال على وجه الخصوص. إن الحملة العالمية لمكافحة السمنة عند الأطفال بكل الجهود المبذولة من أجلها لم تحقق الأهداف المرجوة منها إلى الآن، فوفقا لدراسة حديثة نشرت في 18 فبراير (شباط) 2015 في «مجلة لانسيت The Lancet»، فإن أعداد الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة بشكل كبير خلال السنوات ال30 الماضية لم تقل بل هي في تزايد مستمر سنويا، لا في الدول الغنية فحسب، بل حتى في الدول التي تعاني من نقص التغذية، إذ إن أطفالها هم أيضا يعانون من نفس المشكلة. ووفقا لتقديرات الباحثين في هذه الدراسة برئاسة البروفسور سوين برن Swinburn من جامعة أوكلاند (نيوزيلندا)، مقارنة بما كانت عليه قبل 30 عاما، فإن الأطفال في الولاياتالمتحدة يزنون في المتوسط 5 كيلوغرامات أكثر من وزنهم المثالي، ويستهلكون 200 سعرة حرارية أكثر من المطلوب في اليوم الواحد. ورغم أن عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن آخذ في الانخفاض في بعض المدن والمناطق من العالم، فقد أكد الباحثون أنه ليس هناك انخفاض عام في نسب الأطفال البدناء في أي بلد. وإذا نظرنا إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مثل المكسيك والصين وجنوب أفريقيا، فنجد أنه في حين أن بعض الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية والتقزم، فهناك، في الوقت نفسه، زيادة في نسبة الأطفال البدناء في هذه البلدان، ففي البرازيل، بعد أن كانت نسبة الأطفال البدناء سبعة في المائة فقط في أوائل 1970 نجدها قد بلغت 25 في المائة في عام 2010. وبناء على هذه النتائج المخيفة يطالب العلماء بوضع استراتيجيات للحد من السمنة ومكافحتها من كل من القائمين على الصناعات الغذائية وكذلك من الحكومات. وانتقد الباحثون تقاعس الدول تجاه هذه المشكلة الصحية الاجتماعية الاقتصادية، فحتى عام 2010. لم تتقدم سوى دولة واحدة من كل أربع دول لوضع سياسة بشأن تناول الطعام الصحي. ويدعو الأطباء لوضع سياسات لتنظيم المعلومات الغذائية مثل توفر الأصناف الصحية ومواصفات المنتجات الغذائية، ويحثون الشركات لتغيير الممارسات التسويقية، وعدم الإساءة إلى استهلاك الغذاء الصحي بواسطة الدعاية وأغراض المنافسة. * قلوب المسنين ونشاطهم من الأخطاء الشائعة في نمط الحياة عند كبار السن قلة حركتهم البدنية والاستلقاء أو الجلوس لساعات طويلة، الأمر الذي ينتهي بهم عادة بالإصابة بأمراض القلب ومشاكل الأوعية الدموية خاصة التي تغذي عضلات القلب. والصواب أن هذه الفئة من الناس بحاجة إلى الحركة وممارسة الرياضة البدنية يوميا مع العناية بنوعية الغذاء وكميته. إن كل دقيقة مهمة في حياتنا من الناحية الصحية وبالأخص لكبار السن منا الذين قلت حركتهم وزادت مشاكلهم الصحية لا سيما القلب والأوعية الدموية. ووفقا لدراسة حديثة أجريت في الولاياتالمتحدة ونشرت نتائجها في مجلة جمعية القلب الأميركية Journal of the American Heart Association، فإنه كلما زادت وتيرة الحركة البدنية عند كبار السن، حتى وإن كانت خفيفة، فإن نسبة مخاطر الإصابة بأمراض القلب سوف تنخفض بشكل ملحوظ. وأجرى باحثون من جامعة ولاية فلوريدا في غينسفيل تحليلا لبيانات من 1170 شخصا تتراوح أعمارهم بين 74 و84 سنة ولديهم قيود جسدية محدودة، وكان لديهم القدرة على المشي مسافة 400 متر. وباستخدام قياس التسارع، أمكن قياس مقدار سرعة هؤلاء الأشخاص كما ونوعا. واعتبرت في هذه الدراسة قراءات أجهزة قياس السرعة أقل من 100 خطوة في الدقيقة، أنها تمثل حياة الركود والخمول، أما القراءات من 100 - 499 فإنها تعكس المشي البطيء الخفيف، وأكثر من 500 تشير إلى المشي المعتدل أو تتساوى مع الأنشطة المكثفة على حد سواء. وباستخدام بعض المؤشرات مثل السن ومستويات الكولسترول وضغط الدم، تمكن العلماء من حساب نسبة مخاطر أمراض القلب عند المشاركين ل10 سنوات مقبلة. وأظهرت الدراسة النتائج التالية: أن الجلوس مدة 25 إلى 30 دقيقة يوميا كان مرتبطا بنسبة واحد في المائة لزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية التاجية. ولقد تم ربط الأنشطة التي تمثلت في 100 - 499 في الدقيقة بالمستويات العالية من الكولسترول الحميد، إذا لم يكن هناك تاريخ لأمراض القلب عند الشخص، حيث تم في المتوسط، تنفيذ الأنشطة البدنية بمعدل أعلى من 500 خطوة في الساعة الواحدة يوميا. وبشكل عام، ينصح كبار السن بالمشاركة في الأنشطة ذات الكثافة العالية (بمعدل 2000 خطوة أو أكثر) من أجل المحافظة على صحتهم، وهو أمر غير واقعي عند الكثيرين من كبار السن الذين يعانون عادة من محدودية الحركة. كما أن النتائج تبرهن على أن الجلوس الطويل يلقي بسلبياته ومشاكله على القلب والأوعية الدموية الهامة. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي مستشفى الملك فهد بجدة [email protected] الشرق الاوسط