الرباط «القدس العربي»: خولة بنعمران، لقبت بسندريلا «ستار أكاديمي» وقيل إنها من أجمل الوجوه التي مرت من البرنامج. تمتلك بحسب رأيها كل عناصر خلطة النجاح السحرية، لكنها ترددت في طرق أبواب الشهرة والوصول السريع بسبب ممارسات رفضتها وفضلت بسببها العودة الى المغرب والانطلاقة فنيا من موطنها. فهي اشتهرت في فترة ما في الصحافة المغربية بأنها الفنانة الشابة التي رفضت الابتزاز الجنسي وقالت لا في وجه منتجين عبدوا لها طريق النجاح بمقابل لم ترض به. خولة تزوجت الفنان اللبناني وسام الأمير وتدريجيا ترسم لنفسها مكانة فنية انطلاقا من المغرب وهي تستعد لإصدار أغنيتها المغربية الجديدة «كلام الليسي». ■ حدثينا عن جديدك «كلام الليسي»؟ □ هي أغنية مغربية من ألحان رضوان الديري ومن كلمات سمير الموجاوي وتوزيع رشيد محمد علي. لا زلت محتارة في تسميتها بين كلام الليسي وعناوين أخرى. وموضوعها يتكلم عن مرحلة عمرية مرحلة الليسي «الثانوية» جميعنا يعيشها بصعوباتها وبجماليتها مرحلة الحب الأول والأحلام الكبيرة والطموحات. من جهة أخرى أردت أن أغني بالمغربية لأنني أطمح في الظهور في بلدي وباللون المغربي مع أني لا أمانع في أن أغني غير ذلك من اللهجات والألوان الأخرى أي كانت. ■ الأغنية المغربية تعيش فترة انتعاش الان؟ □ نعم فقد مضى وقت لم نكن نسمع فيه سوى المصري واللبناني والخليجي، الآن صار الجمهور يبحث ويسأل عن المغربي مع أننا على مستوى اللهجة لم نكن نُفهم من طرف جمهور الشرق، الآن الأغنية المغربية رسمت لنفسها مسارا جديدا متألقا بذلت فيه مجهودات، فالكلام صار نسبيا مفهوم لأننا استعنا بلغة مغربية بيضاء. واخترنا أيضا ألحانا تقارب الأذن الخليجية والشرقية. ■ من أهم الانتقادات الموجهة لشباب الأغنية المغربية هو الاستعانة باللحن الخليجي طلبا لحفلات أهل الخليج؟ □ أنا لا أرى أن الامر سيء أو يستوجب النقد. على الفنان أن يجتهد ويبحث عن الجديد ولا عيب في أن يبدع كي يستدعى لحفلات الخليج. فالمغاربة ومنظمو التظاهرات الفنية المغربية أصلا لا يتصلون بالفنان المغربي ولا يعطونه القيمة التي يستحق وليست هناك وفرة في الحفلات أو طلبات كثيرة محليا. لهذا من حق الفنان أن يجتهد ويبذل مجهود لأجل من يريد سماعه ويبحث عنه. ■ «كلام الليسي» قد تطرح سؤالا حول نوعية كلمات الأغنية التي قد تكون جريئة. ألست خائفة من الانتقادات؟ □ العنوان بالنسبة لي فقط من أجل جذب الانتباه. ليس هناك كلام جريء بل موضوعها يلامسنا جميعا وليس هناك ما هو صادم أو مختلف. والجمهور سيحكم في الأخير حين تصدر الأغنية، مع أني لا أخاف الانتقادات إن وجدت. فالكثير انتقد أغنية «اعطيني صاكي» للفنانة الشعبية الداودية. وأعتقد أن الموضوع فيه مبالغة كبيرة وأخذ أكثر من حجمه لأني أجدها أغنية واقعية تعبر عن اشياء نعيشها في مجتمعنا. ■ انطلقت من «ستار أكاديمي» قبل ست سنوات، لكنك لا تزالين متمهلة في خطواتك؟ □ لأنني لست من النوع الذي يبحث ويتوسل ويطرق الأبواب ويجامل طلبا لأعمال فنية أو طلبا لمجد أو شهرة. ولست ممن حياتهم رهينة بما سيدره عليه عالم الفن فأنا لا أعيش من الفن. صحيح أنا اطمح للشهرة والتألق ولدي بشهادة الكثير كل المواصفات المطلوبة لاختصار الطريق كالصوت والكاريزما والرقص والتمثيل لكني لست من النوع الذي يجيد «لحيس الكابا» أي التملق، لا أتخيل نفسي أتصل بأحدهم لأجل حفل أو مهرجان أو فرصة فنية يتمناها الكثير. أؤمن بإمكانية الوصول دون هذه الوسائل وإن تأخرت لا بأس. ■ وكيف ترين الوضع فنيا في المغرب؟ □ للأسف المسؤولين في المغرب لا يقدرون الفنان المغربي ولا يمنحونه القيمة التي يستحق. ففنانين من حجم نعمان الحلو ولطيفة رأفت مثلا لا يعاملون بالطريقة ذاتها التي يستقبل بها عمرو دياب أو هيفاء وهبي أو غيرهم من الأجانب، بل حتى على مستوى المقابل المادي الأمر مختلف تماما. وحين تهاجر للشرق دبي أو بيروت أو القاهرة وتتألق هناك وتنضم لشركات كبيرة كروتانا وغيرها حينها فقط تصبح لك قيمة ومستوى وتصبح مطلوب مغربيا. ■ لكنك رغم ذلك أنت مستقرة فنيا في المغرب؟ □ لأنني لا أشغل نفسي بمثل هذه العوائق ولا أغار ممن وصل بسرعة. أفضل أن أثريت وأن أجد صعوبات بدل وصول يكن ثمنه من كرامتي. ليس صعبا أن أجد شركة إنتاج وأهاجر وأكثف من نشاطاتي الفنية ومن حضوري لكني أفضل عائلتي واستقراري الاسري. هو قرار اتخدته بعد جملة مواقف حصلت لي في بداياتي بعد تخرجي من ستار أكاديمي منها مثلا حين كنت أصور أحد الأغاني في مصر، فأزعجتني محاصرة المنتج لي بدعوى أنه يحبني فصرت أجده اينما حللت وارتحلت طيلة فترة إقامتي هناك لتسجيل وتصوير الأغنية. فقررت بسبب ذلك العودة الى المغرب برغم مطالبتهم إياي بشرط جزائي. وهذا بعكس المنتجين المغاربة اللذين تعاملت معهم لحد الساعة هم أناس محترمون حصروا علاقتنا فقط في إطار من العمل والاحترام والتقدير المتبادل وهذا أمر يريحني جدا. ■ هناك حديث عن مشروع فني مشترك بينك وبين زوجك الفنان اللبناني وسام الأمير؟ □ فكرنا في هذا الأمر منذ فترة الخطوبة لكننا لم نستقر بعد على مشروع بعينه لأننا نفكر في شيء مختلف ومتميز، لدينا حفلات في الأيام والشهور القادمة منها حفلات في لبنان وهناك سنلتقي بكتاب وملحنين ومن الأفكار التي تراودنا أن نغني لبلدينا لبنان والمغرب. ■ ما مكانة التمثيل في مشاريعك؟ □ التمثيل وارد جدا لدي قد تكون هناك أعمال رمضانية مغربية. ولن أتردد في دراسة أي عرض تمثيل مع أنه جاءتني فرص وعروض في الدراما الخليجية فور تخرجي من ستار أكاديمي لكني توجست من شروط شركات الإنتاج فتفكيري مختلف جدا لن أتغرب ولن أرضخ مع أن الكثيرون يلومونني على ما يسمونه بالكسل والتأخر ورفض العروض. ■ يقترن اسمك دائما بجمالك وشكلك الخارجي. كيف ترين هذا العامل؟ □ الجمال أضحى عاملا مساعدا للنجاح، ولا يزعجني أن يعلقوا على شكلي دون صوتي وأدائي، النجاح أيضا لم يعد فقط أغنية «ضاربة» ولكن هو عناصر مكتملة من صوت وكلمات وشكل وحضور. وأنا سعيدة بامتلاك هذه الخلطة الفنية. فاطمة بوغنبور القدس العربي