خروج: * مجتمعنا السوداني ابتلاه الله بالمهووسين، مثلما تسوَّد راهنه بأدعياء الفضيلة الذين لم يتركوا أثراً صالحاً في حياتنا..! ومن سوءات المكان والزمان، أن تجد بعض أصحاب الألقاب العلمية "يعوثون" دون التماس لفائدة ملموسة من وجودهم.. فبمثل هؤلاء "الساكنين" في أبراج التعالي والغرور تعج المباني وترج..! لا علم ينفع ولا مكرمة تشفع ولا منطق يرفع..! النص: * الفنانون السودانيون "أرباب المهن الموسيقية" وجدوا أنفسهم في "غمة" جراء القول المشين الذي بادر به الأمين العام لمجمع الفقه الاسلامي عبدالله الزبير.. وقبل توجيه أسئلة "مفتوحة" نقرأ حديثه التائه البغيض بين القوسين: (ذهبت ذات مرة لإلقاء محاضرة في دار اتحاد الفنانين، وقلت في نفسي هل أدخل الدار برجلي اليمنى أم اليسرى، وبعد أن خيّرت نفسي في ذلك اخترت الدخول برجلي اليسرى). انتهى. 0 أيستطيع المذكور أن يبث مثل هذا الكلام بعيداً عن اتحاد الفنانين؟ فاتحاد الفنانين بالنسبة لديه حائط قصير يسهل عبره التطاول.. ليته يكون شجاعاً ويدخل ناديا "للسلطة" برجله اليسري، ثم يصرِّح بذلك..! وهل لديه الشجاعة ليصف أو يسمِّي بعض المسؤولين الذين يرتادون الحفلات ويرقصون.. كرقصهم "بألسنتهم"..! 1 بأيهما دخل "رئيسك عصام البشير" يا أمين الفقه، حين زار دار الاتحاد مقدماً اعتذاره للفنانين بسبب "مصيبتك"؟! 2 هل الأمر مقصود؛ بأن يسيء "الأمين" للفنانين ليأتي "الرئيس" فيكسب "نقطة" على حسابه؟! وبئس القصد..! 3 لماذا دخل برجله اليسرى لاتحاد الفنانين، وعلى أى فقه سند رأيه عندما فعل ذلك؟! 4 إذا ولج أحدنا برجله اليمني لاتحاد الفنانين هل سيؤثم حسب تهيؤات المذكور؟!! 5 الدخول للمسجد بالرجل اليسرى سهواً أو عمداً أو جهلاً هل يبطل الصلاة، أو يذهب بالحسنات؟! علماً بأن النية هي "الصلاة فقط!" وليس النظر إلى "الأرجل" كما يهوى بعض المتشدقين..! 6 ما الفرق بين اليمنى واليسرى في الأرجل؟ وهل ثمة فائدة "علمية" أو صحية من الدخول بأيهما "لاتحاد الفنانين"؟! 7 في زمن "اللا علماء" وسيادة الشهوات والفتن، هل تبقى من الدين، أن يتعلم الشخص بأيّةِ "ساق" يدخل مجمع الفقه؟! * نحتاج أمناء لا تلهيهم "السفاسف" عن المتون التي تهم "الشعب الغلبان".. لكنها مرحلة "انحطاط" نعيشها على العموم، فلا عجب إذا خرج علينا "خارجون" ببدعة أو نشاز على مدار الوقت..! * إن أمين مجمع الفقه لا يعتذر، فهو يعلم أن عذره سيكون قبيحاً لأن ما بدر منه "أقبح".. لن يعتذر لأن عذره غير مقبول.. وإن الفقه الذي يهذب الخطاب ويصون صاحبه من الكبوات والصغائر تندثر إشراقاته في حالة عبدالله الذي استفز "عباد الله"..! فما هو الدافع الذي جرّه ليتفوه بكلمات لن ترفعه درجة.. ولن تحقق له الشهرة "المشتهاة" إلاّ بقدر "أيام الواقعة"..! * صدقاً.. لا نعرف أمين الفقه لولا ظهوره "الفجأئي" بذلك التصريح "الهرطوقي".. لكننا نعرف من يمدون الواقع البئيس بالأمل والسرور وهم يحملون "كمنجاتهم!" ويئنون في عسرهم بلا ضغينة .. فالفن لم يخرِّب الحياة عبر التاريخ؛ إنما الملايين ممن نسميهم "رجال الدين" خرَّبوها.. أحالوا بياضها إلى سواد.. ولم يسلم منهم الدين الطاهر نفسه..! * إن كلمات عبدالله تدعو للرثاء بافتقادها "أدب الإسلام".. وقطعاً لن يستطع "كائن ما" تشويه شرفاء الفنانين بالزبد والحشو؛ بل سيزداد احترام الكافة لهم كلما تسلل مهووس لحديقتهم.. وها قد رأينا كيف ينحاز الكل لاتحاد المهن الموسيقية.. فنحن قوم حزانى؛ لدينا "منعطف!" يجعلنا نتعلق بالفنانين ونرفض "غيرهم!".. بل نبغض هؤلاء "الغير"..!! أعوذ بالله