اشتعلت الخلافات بين الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر والطيب مصطفى ووصلت إلى حد كبير خاصة بعد نشر الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل وصاحب صحيفة الصيحة في زاويته "زفرات حري" تحدث فيها عن شكه في ذهاب الأمين السياسي كمال عمر إلى استخدام الكادوك، وذلك لانصياع الشيخ حسن الترابي لكمال عمر وغياب قيادات تأريخية في الشعبي كالبروفيسور بشير آدم رحمة، أمين العلاقات الخارجية ..المقال انتشر بشكل كبير في الفضاءات الالكترونية وعلَّق عليه الكثيرون مما ينزل بظلاله على نسق جديد في تناول المعارضة لآراء بعضها بعضاً. الطيب مصطفى تساءل في مقاله قائلاً: " ما عاد الترابي ذات الرجل، أو ما عاد حتى الشبيه بتلك الشخصية المدهشة المتوقدة الذهن التي طالما ملأت الدنيا وشغلت الناس، مستنكراً الغاء الشيخ لمنبر الرأي الذي تديره بعض كوادره الشبابية داخل الشعبي بحجة أنها تتبنى خطاً مناوئاً لحوار الوطني، وأن الترابي رضخ لبعض قيادات الشعبي متهماً كمال عمر بأنه من قاد تلك الحملة، وقال إنه سيطر بالكامل على الشيخ حسن الترابي مما لا يدع لديه شك أن كمال عمر يستخدم السحر. الطيب روحه قديمة بالسحر كمال عمر لم يضع وقتاً في الرد على الطيب مصطفى، وقال ل(التيار): لقد ظللت أحاول بقدر الاستطاعة أن أتجنب مهاترات الطيب مصطفى بأشكال مختلفة مرة عندما عرض على الظافر الاستضافة في برنامجه الميدان الشرقى آملاً في أن ينصلح حاله ويخرج من توتره وأزمته النفسية، ولكنه حسب ذلك هروباً منه واستمر فى كيل الإساءات للإخوة في الشعبي ولشيخ الحركة الذي يفوق فضله على الطيب وأمثاله لما قدمته أسرهم لهم في كل شيء، ويضيف كمال قائلاً: الطيب مصطفى بتأريخه الأسود في تعامله مع التباين والتعدد العرقي الذي وظف قلمه لينال من تأريخ الأمة المتسامح والمتعايش ليغرس السموم بدعاويه التي لا تمثل شعبنا مما أسهم في انفصال الجنوب، وقد حاول أن يعيد نفسه سياسياً بنسخة جديدة في قائمة أحزاب الحوار وهو لا يملك القدرة السياسية ولا حتى الأهلية التي تمكنه من الحديث عن قضايا السودان بتأريخه المعروف، وقال عمر: كنا نجتهد في إعادة صياغته حتى يخرج من أزمته النفسية في قبول الآخر، وقد سقط في كل الترشيحات في 7 +7 حتى وصل عن طريق التآمر على حزب العدالة والحقيقة لمقعد7، والطيب حتى خارطة الطريق لا يعلم عنها شيئاً والتي يبكي عليها، ولكنه لم يبك على دستور98 ولا يعلم عنه شيئاً، كيف لا وقد شارك وساعد على وأد مشروع الحركة. أزمته الآن لأن جريدته مراقبة وقلة الإعلانات فقط - مواجد شخصية- ووجه كمال حديثه للطيب فقال: إن الشيخ الترابي أنموذج لا يتكرر ومثال تفوق عظمته في زمننا هذا كل النماذج، لم يغلق منبراً وإنما الأمانة المختصة المعنية هي التي اتخذت القرار، وأمثالي تلاميذ في مدرسة الترابي الكبيرة الشامخة، ثم قال : أنت لا تساوي شيئاً بالنسبة لها ستظل تؤمن بالشعوذة والدجل ويبدو أنها قديمة في روحك، أسال الله لك أن يخرجك من أزمتك ومرضك، أما عن الحوار الوطني والعهود والمواثيق يقول كمال : الطيب مصطفى لا يعلم أن ما أجيز اسمه نظم الحوار ويعتقد أن هذا اتفاق، وبالتالى واجب التنفيذ وكذلك إعلان أديس وهو مجرد بيان إجرائي يعتبره اتفاق واجب التنفيذ ثم يتساءل كمال : أين تعلَّم الطيب الدستور والقانون؟ أو حتى السياسة !! فقط في غضبة الجريدة .. وقبلها في كراهية الجنوب، وخرج بهذا الرصيد يزايد على الآخرين وهذه هي مشكلة العمل السياسي الذي يقبل أمثاله دون معيار أو تجربة لم يصدق نفسه وهو يجلس في مقاعد التنظيمات السياسية وعندما اتخذ قراره الأخير كان يحسب أن الشعبي بكل قوته يمكن أن ينجر إلى مغامراته، نحن كنا في تحالف معارضة حقيقية بكل ألقها وقوتها ما لنَّا لهم ولا انكسرنا بقراراتهم. ثم ختم حديثه بتوجيه سؤال للطيب : ماذا تشكِّل أنت في الخارطة السياسية بكل ثقة لا شيء بل سالب شيء. المضحكات المبكيات الطيب لم يدع رد كمال عمر يمر مرور الكرام، وقال موجهاً الحديث لكمال : دعنا نحتكم إلى من شهدوا جلسات التحالف التي كانت تعقد في دار منبر السلام العادل بحضورك ونقسم قبل أن نشهد من هو الصادق ومن هو الكاذب، وأنا جاهز، بل دعنا نتباهل أمام الملأ من هو الذي لعب الدور في البلطجة والتدليس والشراء والبيع وسرق حق أحزاب المعارضة في أن تختار ممثليها- قبل ذلك من هو الذي خرق خريطة الطريق واتفاق أديس وتنكَّر للمباديء التي تواثقنا عليها أما الحديث عن أزمتي النفسية وعن تأريخي الأسود فهذه خطرفات فارغة فإذا كانت عندي أفكار حول مشكلة الجنوب أعتز بها وأفخر فينبغي أﻻ تُعيِّرني برأي رأيته، سيما وأن هناك من يحملون السلاح ويخرجون على سلطان الدولة ويقتلون ورغم ذلك نسعى جميعاً لضمهم إلى الحوار والتوافق والتراضي، فإذا كنت تبيح لشيخك بحجة حرية الرأي أن يبيح زواج المسلمة من كتابي وغير ذلك من آراء واجتهادات فينبغي أن تحترم اجتهادي وﻻ تنكر عليَّ رأيي حول الانفصال الذي منحتموه حقاً للجنوبيين لتقرير مصيرهم، ولست أدري لماذا يحق لهم أن يقرروا الانفصال وﻻ يسمح لي بمجرد إبداء رأيي؟. أما أني ﻻ أعلم شيئاً عن خريطة الطريق فهذا مما تعلم ويعلم الله تعالى حقيقته، فكيف ﻻ أعلم والاجتماعات تعقد في داري؟ وليتك تستحي من ترديد هذه الأكاذيب، فالله شاهد على ما تقول ويعلم الصادق من الكاذب. أما التآمر على شعيب وبشارة فأرجو أن نسألهم عما إذا كنت قد تآمرت عليهم، ولكن المتآمر هو من يقوم بدور المحلل ويسدد الفواتير المدفوعة من الحزب الحاكم، أما أن الترابي أنموذج لن يتكرر فهذا حديث إفك فلا تذكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى، وقد تحديتك وتحديته أن يكشف لنا ما يخبئه تحت عباءته أو عمامته، وهل هي مسرحية جديدة مما برع فيه مِن مَن خدع لن ينساها له الشعب السوداني مثل مسرحية السجن حبيساً والقصر رئيساً أم ماذا يخبيء وماذا وراء الأكمة ؟ نحن والشعب السوداني والتأريخ ينتظر تفسيراً لما حدث من انقلاب فجائي جعل الترابي وتابعه كمال ينقلب على قوى الإجماع ويستبدل العداء الأعمى إلى حب جارف، أما أن الترابي قدم لي وأمثالي ما لم تقدمه أسرنا فهو من الهراء الذي ﻻ يستحق التعليق. أما حديث كمال عما تتعرض له (الصيحة) من تضييق فهو ضريبة أدفعها في سبيل المباديء، وما كنت أظن كماﻻً سيشمت بي وهو يعلم أنه كان بمقدوري أن أمشي بجانب الحائط كما يفعل الكثيرون حتى أنجو مما أتعرض له، وكنت أظن أن هذا مما ينبغي أن يحسب لي ﻻ عليَّ. أما أنني سقطت في ترشيحات آلية السبعتين فإنه من المضحكات المبكيات سيما وأن كمالاً يعلم حجم التآمر عليَّ حتى ﻻ أكون جزءاً من آلية الحوار وهو ما أدى في النهاية إلى مؤامرة سلب المعارضة حقها في أن تختار ممثليها، وقد لعب كمال دوراً قذراً في هذه المؤامرة ووالله ﻻ أدري لماذا كل هذا الخوف مني؟ وهل هذا شرف لي أن أكون بعبعاً للبعض لهذه الدرجة ؟ الحديث ذو شجون والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس ﻻ يعلمون . التيار