تعلم العادات الغذائية الجيدة ينبغي أن يستمر بعد الولادة باريس - يوصي الباحثون الأم الحامل باختيار طعامها بعناية فائقة ليس فقط لضمان صحتها وصحة جنينها، وإنما تبين أنها بذلك تعوده على طراز معين من المأكولات قد يرافقه طيلة حياته. فقد أفادت دراسة لباحثين فرنسيين من المركز الوطني للأبحاث العلمية أن الجنين يتذوق رائحة ما تأكله الأم خلال الحمل. واختبر فريق من الباحثين تحت إشراف بينوا شال (المركز الأوروبي لعلوم التذوق في ديجون) رد فعل 24 طفلا حديثي الولادة اتجاه الينسون الذي تناولته بعض الأمهات خلال الحمل . وأفادت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو ساينتست" الذين قسموا إلى مجموعتين فور ولادتهم وبعدها بأربعة أشهر لاختبار ميلهم ونفورهم من تلك الرائحة. وأبدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الينسون خلال الحمل ميلا واضحا إلى الرائحة، في حين أظهر الآخرون نفورا أو عدم اكتراث بها. واعتبر الباحثون أن الدراسة تشكل الدليل الأول الواضح على أن الأم تؤثر على ميل جنينها لرائحات معينة. وأضافوا أن هذه النتائج يمكن أن تساهم في دراسة التعود على بعض الأغذية التي يمكن أن تنمو لدى الجنين قبل الولادة. وما يثبت ذلك أن إحدى النساء الحوامل قامت بشرب الخروع وهو شراب مسهل وبعد ساعات، لاحظت ظهور سائل مخاطي لونه أخضر مصاحب للماء الذي يخرج ساعة الولادة فأسرعت للمستشفى وبعد الكشف أخبرها الطبيب أن هذا الشراب جعل الطفل يسهل في بطن أمه ولو ترك لأحدث أمرا سيئا، مما اضطره إلى إجرائي عملية لها. ويرى أخصائيو التغذية أن تعلم العادات الغذائية الجيدة ينبغي أن يستمر بعد الولادة وعلى الأم ترسيخ المأكولات الصحية لدى ابنها، لا سيما خلال سنوات مراهقته. ويوصي الأطباء عدم تشجيع الطفل على تفويت أي من الوجبات الأساسية الثلاث وتشجيعه على شرب كأس من الماء قبل الوجبات وتناول كميات أقل من الطعام والحرص على مضغه ببطء. ويشددون على تفادي الأطعمة الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية كرقائق البطاطس أو الحلوى وتوفير الخضراوات والأغذية البيولوجية الطازجة، قدر الإمكان. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة أميركية حديثة أظهرت أن مجموعة من الطهاة نجحوا في زيادة استهلاك الخضار والفاكهة بنسبة تصل إلى 30 بالمئة في المدارس في الولاياتالمتحدة عبر تحسينهم لمذاق بعض الأطعمة، ما يعطي مؤشرات مشجعة على صعيد محاربة البدانة لدى الأطفال. وبينت هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال أوف ذي أميركان ميديكل اسوسييشن – بيدياتريكس″، أن طريقة تقديم وعرض الفواكه والخضار تشجع أيضا الأطفال والمراهقين على استهلاك المزيد منها. وأشارت جوليانا كوهين، الباحثة في قسم التغذية في كلية الطب العام بجامعة هارفرد الأميركية والمشاركة في إعداد هذه الدراسة، إلى أن "هذه النتائج تؤكد أهمية التركيز على الطعم المحبب للأطعمة في الوجبات المقدمة في المدارس. ومن شأن شراكات مع طهاة محترفين أن تضفي تحسينا واضحا على نوعية الغذاء المقدم، وتكون خيارا قابلا للاستمرار اقتصاديا". وأضافت "إلى ذلك، هذا البحث يظهر أن المنشآت المدرسية يجب ألا تتخلى عن تقديم الأطعمة الصحية حتى لو كان الشبان يرفضون تناولها بداية". ويتناول نحو 32 مليون طفل ومراهق مسجلين في المدارس في الولاياتالمتحدة وجبة يوميا في مدارسهم، إذ ما يقارب نصف السعرات الحرارية التي يتناولها هؤلاء الأطفال يوميا مصدرها هذه الوجبات المتناولة في المدارس، فنسبة كبيرة منهم منحدرين من أوساط متواضعة.