ميدلاند تشهد انخفاضا في الإنفاق التجاري والأهلي في أول مؤشر على أن تأثير هبوط الخام بدأ يضرب الاقتصاد الأوسع نطاقا. ميدل ايست أونلاين اقتصاد يسلك طريقه الى التباطؤ نيويورك - انخفضت حصيلة ضريبة المبيعات في مدينة ميدلاند النفطية المزدهرة بولاية تكساس في مارس/اذار وذلك للمرة الثانية فقط خلال خمسة أعوام وفي أول مؤشر على أن تداعيات انخفاض أسعار النفط بدأت تتجاوز أرباح شركات النفط لتصل إلى الاقتصاد الأوسع نطاقا. ويعكس هذا الوضع في البلدة الأميركية احد تداعيات المعركة بين أوبك والمنتجين المستقلين التي اندلعت في نوفمبر/تشرين الثاني عندما قررت أوبك الابقاء على انتاجها دون تخفيض. وهوت اسعار النفط بشدة منذ ذلك الحين وفقدت نصف قيمتها منذ حزيران/يونيو. ونزلت ايرادات ضريبة المبيعات في ميدلاند -التي تعكس الإنفاق التجاري والاهلي- إلى 5.119 مليون دولار في مارس/آذار من 5.126 مليون في الشهر نفسه من عام 2014 بحسب بيانات صادرة الاسبوع الماضي. والانخفاض طفيف إلا أنه ثاني هبوط على أساس سنوي منذ ابريل/نيسان 2010 حين بدأت طفرة في انتاج النفط تغير وجه ميدلاند. كما أنه يؤذن بتحول حاد ولفترة طويلة عن الأوضاع التي كانت سائدة في السنوات الأخيرة. ففي مارس/آذار الماضي حين تجاوزت أسعار النفط 100 دولار للبرميل، زادت ضريبة المبيعات 11 بالمئة. وقال كار انغهام الاقتصادي المسؤول عن "تكساس بترو إندكس" وهو تحليل سنوي لقطاع الطاقة في الولاية "هذه الأرقام تهمني أكثر من أي بيانات أخرى." وتابع "ما من شك في أن الإنفاق المحلي سيتضرر وقد بدأنا بالفعل نرى بوارد ذلك" وتوقع ان يستمر التباطؤ الاقتصادي لعدة أشهر وربما أعوام حتى بعد تعافي أسعار النفط. ويبلغ تعداد ميدلاند نحو 140 الف نسمة وتباطؤ اقتصاد البلدة وحدها لن يؤثر على اقتصاد الولاية. لكن البلدة كانت رمزا لطفرة النفط وقد يلقي وضعها الاقتصادي الضوء على التأثير المحتمل على اقتصاد تكساس في المستقبل وغيرها من المناطق المنتجة للنفط في البلاد. وحقيقة أن اقتصاد ميدلاند بدأ يتأثر بعد تسعة أشهر من بداية الاتجاه النزولي للأسعار تكشف بوضوح طول الفترة التي قد يستغرقها وصول تأثير هبوط الأسعار إلى مؤشرات اقتصادية عامة. والآن مع هبوط أسعار النفط لأقل من 50 دولارا للبرميل وهو أكبر هبوط منذ موجة الكساد اضطرت، شركات الحفر لتقليص العمالة وإبطاء وتيرة أعمال الحفر ووقف الاستثمارات. ولعب رفض السعودية خفض الإنتاج العام الماضي دورا في الهبوط الذي طرأ على أسعار النفط في الآونة الأخيرة حيث تكافح الرياض للحفاظ على حصتها من السوق في مواجهة منتجين مستقلين، كما هو الحال في تكساس. ومن الصعب التكهن بطول فترة انخفاض أسعار النفط إذ يقول البعض إنها قد تستمر لشهور أو حتى سنوات حتى تتعافى المناطق المنتجة للخام من الأسعار المتدنية. ويقول انغهام "ثمة افتراض خاطئ باننا قطعنا شوطا طويلا.. لكن لا يزال الطريق طويلا أمامنا."