بيروت - عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، ببيروت، صدر كتاب فكري جديد للباحث الإماراتي عبدالعزيز خليل المطوع بعنوان "العولمة والمسيح الدجال". يقع الكتاب في 412 صفحة من القطع الكبير، والغلاف من تصميم زهير أبوشايب. كتاب "العولمة والمسيح الدجال"، للباحث عبدالعزيز المطوع، هو محاولة لاستشراف مرحلة من المستقبل الذي سوف تتسبب هذه العولمة في إغراقه بالمآزق والأزمات، حتى إذا ما فشلت في الوصول إلى أهدافها النهائية، فإن القناع، الذي سيسقط عن وجه العولمة، سوف يكون الشرارة التي ستشعل نيران كل الحروب والصدامات الدموية التي ستجتاح العالم ، من أجل أن يسترد كل مجتمع استثماراته ورؤوس أمواله الحضارية والثقافية التي خسرها في هذا المزاد الانتهازي المخادع. قد تبدو المسافة، التي يختصرها هذا الكتاب شاسعة، لكن القواسم المشتركة بينهما تختزل ما بينهما من التماثلية في التأثير، إلى المدى الذي يجعل العولمة فكرة تطبيقية لحالة المسيح الدجال، ويجعل المسيح الدجال حالة رمزية لفكرة العولمة؛ وبذلك، فإن العولمة والمسيح الدجال ليس محاولة تخيلية لسيناريو نهاية التاريخ، بل هو محاولة لإحداث ثغرة صغيرة في القناع المعتم الذي تختفي وراءه حقيقة العولمة، ثغرة تطل على مستقبل شديد الإثارة، قد يمثل الفصول الأخيرة من الزمن الذي في أفقه سوف تغرب النهاية المحتومة لنموذج العولمة الاستبدادية، لتشرق منه بداية لنموذج مختلف من العولمة الإنسانية. وعن كتابه الجديد يقول الكاتب "عندما انبثق تيار العولمة، لم تتجاوز كونها صيغة اقتصادية تكون حركة الإنتاج الصناعي والتبادل التجاري العالمي، وفق شروطها، أكثر مرونة وحرية؛ لكن هذه الصيغة لم تتمكن من إخفاء انتهازيتها التي جعلت العالم المتقدم يواجه إشكالية حل مشكلات المستقبل بكفاءة وفاعلية وتفاؤل، بينما جعلت العالم المتخلف يواجه إشكالية فهم مشكلات الماضي بإخفاق وتخبط وتشاؤم". ويضيف قوله "لذلك فإن العولمة لكي تنجح في أن تكون حلا للمشكلات العالمية، وليس صيغة عالمية للتعايش التوافقي في ما بين مجتمعات العالم، بقدر ما نجحت في أن تصبح مرحلة تاريخية متوترة ومحتقنة اقتصاديا واستراتيجيا وثقافيا، عملت فيها المجتمعات الأقوى في العالم على استغلال ظروف الوفرة والقوة والتفوق".