لاشك أن حزب المؤتمر الوطنى يعيش حالة من النشوة و(الغيبوبة) ، المثل السودانى ( سكرة ينى الفى .. قبروا يغنى) ، ، ولعل أمتناع الوطنى ورفضه الذهاب إلى أديس أبابا للمشاركة فى المؤتمر التحضيرى للحوار ابلغ تعبير عن حالة ( السكر) التى هبطت فى الوطنى ، وهى تلك الحالة التى وثقها الأستاذ الطيب محمد الطيب فى كتابه ( الأنداية) وتغنى بمقطع شعر بنفس المعنى الراحل مصطفى سيد أحمد ( ماهماه باسط فى .. سكره ينى )، والمعني الذى يتداوله الناس هو حال ذلك الشخص الذى ( سكر) لدرجة أن يغنى بنشوة ، وهو لايدرى بانها ربما ستكون أخر مايتغنى به ، سبق ونبهنا الى أن الحكومة سترتكب خطأ فادحا ، إذا انتفخت أوداجها بعاصفة الحزم ،وأدبرت عن إلتزاماتها المعلنة تجاه الأوضاع المتأزمة فى البلاد ، لعل الحكومة نسيت أن الحوار هو مبادرة حكومية ( الوثبة ) وأنها سعت للقوى السياسية فجلست مع الأحزاب حزبا حزبا بهدف أقناعها بالحوار ، لعلها لاتتذكر أنها بذلت الوعود فى الحريات العامة وضرورة اجراء تعديلات فى الدستور ، وأشترطت ألا يقوم التحضير للحوار باشتراطات من جانب المعارضة ، فوافقت المعارضة على طلب الخارجية الألمانية بالذهاب للحوار دون شروط مسبقة ، إذا مالذى دهى الحكومة ؟، ليكون لسان حالها ( أديس فى ستين داهية )، لقد أدارت الحكومة ظهرها للألية رفيعة المستوى وللترويكا وكل المهتمين بالشأن السودانى ، أما المعارضة فيبدو أن برلين أنضجتها فذهبت لتلبية للدعوة لاتلوى على شيئ، ذلك أن الحكومة هى طرف وليست صاحبة الدعوة ، غريب أمر الحكومة فهى المعنية أكثر من غيرها بحكم المسؤلية الدستورية بتحقيق السلام والأمن لرعاياها ، ليس هذا فحسب بل أن وأجباتها تتعدى ذلك الى توفير الحياة الكريمة للشعب ، أذا ماذا تغير ؟ المتغير الوحيد هو مشاركة الحكومة فى ( عاصفة الحزم ) ، هذه الخطوة وجدت مساندة واسعة من المعارضة السودانية لاسباب أستراتيجية معلومة ، ربما لن تجد الحكومة نفس الأجماع إذا أتجه التحالف إلى سوريا أو ليبيا بعد أعادة الشرعية لليمن ، ترتكب الحكومة حماقة كبرى أن فكرت فى جلب التحالف لضرب الحركات المسلحة فى السودان ، ذلك أن العرب أنفسهم لن يقبلوا هذه المهمة ابتداءآ ، و قطعآ ستخلق معارضة داخلية كبيرة ، قام التحالف العربى لمواجهة أخطار ومهددات تتعلق بالأمن القومى ، الحوثيين فى اليمن خطر على الأمن القومى ، أنصار لشريعة وفجر لبيا خطر على الامن القومى ، وبالواضح هذا التحالف حدد مهددات أستراتيجية ليس من بينها الأوضاع فى مناطق النزاع فى السودان ، لاسيما وان المعارضين ( حركات مسلحة و احزاب سياسية) قد جنحوا للسلم وقبلوا بالحوار ، هذه الحكومة تتهرب من الحوار وتتنصل من التزاماتها تجاه الوسطاء ، الحكومة ستفقد أحترامها لدى الأشقاء العرب والأفارقة إن هى تمادت فى رفض الحوار أملا فى حسم الخلافات بالقوة العسكرية ، الحملة العسكرية على اليمن كما تحدث جلالة الملك السعودى تهدف إلى تجريد الحوثيين من أسباب القوة ليجنحوا للسلم ، و ليرجعوا عن انقلابهم على الدولة ، فى اليمن يسييطر الحوثيين على العاصمة صنعاء ، فى ليبيا استولت فجر ليبيا على العاصمة طرابلس، الحركات المسلحة تبعد عن العاصمة الخرطوم (600) كلم ، وهى لا تهدد شرعية الحكومة ، الحكومة تبغى وعلى الباغى تدور الدوائر ، ذهبت السكرة وجات الفكرة ،،