قالت قوى المعارضة السودانية ان حملتها لمقاطعة الانتخابات العامة قد نجحت بشكل كبير بعد ان شهدت عملية الاقتراع في أيام التصويت الثلاثة ضعفا في أعداد الناخبين، وقالت هذه القوى ان حملتها التي اطلقت عليها اسم «ارحل» قد نجحت في تحريض المواطنين على عدم المشاركة في انتخابات محسومة النتائج لصالح الحزب الحاكم. وبدأت الانتخابات السودانية يوم الاثنين وكان مفترضا ان تنتهى يوم الاربعاء ولكن لضعف الإقبال قرر تمديدها حتى يوم الخميس، وهي أول انتخابات في البلاد منذُ انفصال الجنوب، وسيتم خلالها انتخاب رئيسِ البلاد وأعضاء البرلمان ومجالس الولايات، وأعلن 76 حزبا سياسيا مقاطعتها فيما يشارك فيه 44 حزبا سياسيا مواليا للحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وفرضت السلطات الأمنية تعتيما على الإعلام المحلي حيث أمر رؤساء تحرير الصحف بعدم انتقاد العملية الانتخابية والإشارة لضعف الاقبال على عملية التصويت. وقال رئيس تحالف الاجماع الوطني المعارضة فاروق ابوعيسى انهم مقاطعون لهذه الانتخابات لانها تزيف رأي الشعب وأضاف ل»القدس العربي» «حملتنا لاسقاط النظام ستستمر ولن تتوقف حتى ازالته». فيما أوضح رئيس حزب التحالف الوطني السوداني عبد العزيز خالد ان الشعب استجاب لدعوتهم وهذا وضح حيث بدت مراكز الاقتراع «خاوية» من الناخبين وأرجع هذا الرفض الشعبي لتراكم الغضب من سياسات النظام. وأضاف «بعد فشل الانتخابات ليس أمام الرئيس البشير سوى الدعوة لحوار وطني جاد تتم فية الاستجابة لطلبات المعارضة في عقد مؤتمر دستوري وتكوين حكومة انتقالية تعقبها انتخابات عامة بجانب وقف إطلاق النار في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والدخول في مفاوضات مع الحركات المسلحة لاحلال السلام في البلاد». وقال المتحدث باسم الحزب الشيوعي السوداني يوسف حسين ان قوى نداء السودان واصلت حث المواطنين على عدم الذهاب لمراكز الاقتراع، وأضاف «ان النظام هو من خرب الانتخابات وان الأجواء لا تمكن من قيام انتخابات حرة ونزيهة والملايين من السودانيين تحت نيران الحروب». وأضاف ان حملة «ارحل» نجحت في توعية المواطنين بضرورة مقاطعة الانتخابات لانها لن تمثل قناعاتهم، مشيرا إلى ان قوى نداء السودان ليست وحدها في مقاطعة الانتخابات وانما أغلب الأحزاب السياسية حتى التي قبلت بالحوار مثل المؤتمر الشعبي والاصلاح وقطاع واسع من الحزب الاتحادي الديمقراطي. المتحدث الإعلامي باسم حزب المؤتمر السوداني بكري يوسف يقول ان هنالك حالة وعي انتظمت الشارع السوداني بعد تراكم سنوات ووصل لقناعات ان الحكومة ماعادت تمتلك بدائل أو حلول يمكن ان تقدمها للناس ولذلك تجاهل الناس الانتخابات بشكل لم يسبق له مثيل. وأضاف ان القوى المعارضة استطاعت ان تقدم خطابا بديلا متمثلا في حملة «ارحل» التي طافت على 13 ولاية ووعت المواطنين بضرورة المقاطعة وهذا ما ظهرت نتائجه في اليومين الماضيين وسيكون هذا نواة لعمل جماهيري أكبر لتغيير النظام. وتوقع ان تشهد هذه الانتخابات «عملية تزوير لا مثيل لها في التاريخ». وكانت قوى المعارضة السودانية دشنت قبيل إنطلاق عملية الاقتراع للانتخابات العامة حملة «ارحل» لمقاطعة الانتخابات ومطالبة الرئيس البشير بالرحيل عن السلطة. اعتقالات الخرطوم وعقب بدء العملية الانتخابية شددت السلطات الأمنية قبضتها على المعارضين السودانيين حيث قامت بمحاصرة عدد من مراكز الأحزاب السياسية ومنازل بعض القادة حيث تركن سيارات بها رجال بالزي المدني. وتمت محاصرة مقر الحزب الشيوعي السوداني كما ظلت سيارات الأمن متوقفة أمام منزل رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ والقيادي في حزب البعث محمد ضياء الدين. وأبدت قوى المعارضة انزعاجها من الاعتقالات التي طالت عددا من الناشطين من ضمنهم المعارضة د.ساندرا كدودة التي اعتقلت يوم الأحد الماضي من مجموعة مجهولة وكانت في طريقها لاعتصام مناهض للانتخابات بمقر حزب الأمة المعارض وقال بيان من أسرة ساندرا ان ابنتهم اقتيدت بالقوة من داخل سيارتها عندما كانت تتحدث في هاتفها وتم العثور على سياراتها خالية وان الأسرة دونت بلاغا جنائيا بشبهة الإختطاف فيما نفى جهاز الأمن اعتقالها. كما تم اعتقال القيادية في الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) سلوى آدم بنية مع العشرات من أعضاء حزب المؤتمر السوداني المعارض بولاية سنار جنوب السودان. فيما خرجت في أول يوم للتصويت مظاهرات للطلاب والمواطنين في مدينة بورتسودان شرقي السودان تعبيرا عن رفضهم الانتخابات مطالبين برحيل الرئيس عمر البشير وقامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من الطلاب. وفي مدينة القضارف شرق السودان تم اعتقال الناشط السياسي جعفر خضر وهو من «ذوي الاحتياجات الخاصة» خلال مخاطبة حث بها المواطنين على مقاطعة الانتخابات واسقاط النظام. مراكز خاوية وشهدت مراكز الاقتراع في العاصمة الخرطوم طوال الأيام الثلاثة لفترة الانتخابات إقبالا ضعيفا على التصويت وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لموظفي مفوضية الانتخابات وهم يغطون في النوم على مقاعدهم بجانب نشر صور أخرى لأطفال يدلون بأصواتهم في بعض المراكز. فيما قالت مفوضية الانتخابات ان 160 مركزاً انتخابيا من أصل عشرة آلاف تعطلت فيها عملية التصويت في اليوم الأول، فيما طالت أخطاء إدارية 152 مركزا من أصل 1118 في ولاية الجزيرة وسط البلاد لتمدد عملية الاقتراع في المراكز المتعطلة إلى يومي الخميس والجمعة والسبت. وقال الناطق باسم المفوضية، الهادي محمد احمد، انه تم إغلاق مراكز انتخابية في ولايات دارفور وجنوب كردفان ومنطقة ابيي المتنازع عليها بين السودان ودولة الجنوب لمشاكل أمنية. وبعد حدوث مزيد من التراجع في اعداد المصوتين في اليوم الثاني والثالث صدر قرار الاربعاء بمد أيام التصويت حتى الخميس في محاولة لزيادة نسبة التصويت ولكن على أرض الواقع لم تثبت جدواها حيث وصلت نسبة التصويت بحسب تقديرات أولية إلى 16٪ في ولاية الخرطوم. ولجأ حزب المؤتمر الوطني الحاكم لنشر منشور في الولايات يعلن فيه عن تحفيزات لأكثر الولايات والمحليات تصويتا بجانب تقديم وجبة طعام في خيام نصبت قرب مراكز الاقتراع. خالد احمد القدس العربي