:: بالرأي العام، ما يلي : ( تعتزم السلطات الامنية الاماراتيه ترحيل زعيم شبكة الاتجار بالفتيات السودانيات في دبي الذي القي القبض عليه قبل ايام، وينتظر ان يصل زعيم الشبكة للخرطوم في الايام المقبله بعد ان قررت شرطة الامارات ترحيله وحظره من دخول الامارات نهائيا، وضبطت الشرطه بحوزة المتهم جوازات سفر لفتيات سودانيات يافعات يقوم بتسفيرهن الي الامارات لممارسة الدعارة).. وللتذكير، كتبت هنا قبل أشهر بأن سفر البنات إلى دولة الإمارات بغرض الزيارة لم يعد يجد قبولاً في المجتمع السوداني..!! :: والأدهى - بسبب فئة قليلة وضالة ذت ظاهرة سالبة- بات أمر سفر بنات السودان إلى دبي بغرض الزيارة محفوفاً بالقيل والقال وما لا يسر البال..لم يظلم المجتمع كل نساء بلادي، ولن يظلمهن جميعاً، ولكن التقارير الرسمية التي تصدرها شرطة دبي بين الحين والآخر وكذلك بعض مقاطع الصوت والصورة الواردة من دبي، ثم إستياء السواد الأعظم من الجالية السودانية هناك، كل هذا ساهم في تلويث سفر البنات إلى الإمارات..وبالتأكيد، الحظر الشامل لسفر المرأة بلا محرم يتعارض مع الدستور والحقوق والحريات التي يحرص عليها جميع الأسوياء، ولكن ليس هناك ما يمنع تنظيم هذا السفر.. كيف..؟؟ :: فالإجابة ليست بحاجة إلى عبقرية، بل بالسؤال عن أسباب السفر ومدى إستيفاء الأسباب لشروطها..وعلى سبيل المثال، فالسفر للعلاج بحاجة إلى (قومسيون طبي)، والسفر للعمل بحاجة إلى (عقد عمل)، والسفر بغرض الزيارة بحاجة إلى مقدرة مالية ومعتمدة من المصارف هنا، وكذلك بحاجة إلى معرفة - وموافقة - الجهة المستضيفة هناك وعنوانها، شخصاً كان أومؤسسة.. وهكذا، وما هذا إلا على سبيل المثال، وكثيرة هي الإجراءات التي يمكن تطبيقها في إطار الدستور والقانون بحيث تسافر الحُرة بلا متاعب و تبقى غيرها هنا بدلا عن تلويث سمعة البلاد وتعكير صفو الجالية السودانية بالإمارات..هي دعوة للتفكير بصوت عال، علماً أن مكافحة مثل هذه الظاهرة السالبة بحاجة إلى ( سد الغرات)، بلا تهويل ..!! :: وما يجب التذكير، أن السلوك الشخصي - للرجل أوالمرأة - لايحسب للدولة وشعبها .. ومن الخطأ رسم لوحة لأنفسنا ثم تقديمها للعلم بمظان أن كل أهل السودان ملائكة، ولا يوجد في شعب السودان مواطن أو مواطنة تخالف الشرع و الأعراف والقانون..وليس من العقل، ولا العدل، أن نتوهم بأن كل نساء السودان يجتمعن – قيما وأخلاقا – على قلب إمرأة من (ذهب)، وليس فيهن (منحرفة وداعرة)..هذه لوحة كاذبة، ومجرد (أوهام).. ولن يصدقنا العالم في حال تقديمها بإعتبارها ( نحن كده).. ما نحن إلا بعض أهل الأرض، وفينا ما فيهم ..!! :: ولذلك، مع البحث عن أسباب الظواهر السالبة، بما فيها هذه الظاهرة المحدودة، ثم مع ( سد الثغرات) بتلك الإجراءات التي لا تخالف الدستور، ولا تصادر الحريات العامة ولا تهضم حقوق الناس، علينا - في الإعلام - تناول الأمر بحكمة وتريث وموضوعية بغرض الإصلاح وليس بحثاً عن ( الإثارة والتجارة)..دعارة المرأة - بالداخل أو بالخارج - أمر مقدور عليها بالتوجيه والرقابة والقانون، لأنها ( محدودة جداً)..ولكنها حين تتحول إلى ( دعارة صحفية)، تصيب البلاد وشعبها (في المقتل)..!! [email protected]