كثيراً ما يُبالغ ويساء استخدام كلمة (البطل). لكن قصة مصطفى حسن، وهو عامل إغاثة من السودان، يتولى الآن منصب مدير حماية الطفل في لجنة الإنقاذ الدولية، ورحلة عمله في المجال الإنساني من دارفور إلى سوريا قصة ينبغي تدبرها وتأملها، إذ أوقف مصطفى حسن حياته كلها ونذرها لعمله في حماية الأطفال، وها هو الآن في سوريا يركز بدأب على حماية الأطفال الصغار الأبرياء المحاصرين من وحشية الحرب. (1) عندما وصل الآلاف من الأطفال السوريين إلى مخيمات اللاجئين في معسكري الزعتري والأزرق لوحدهم منفصلين عن أسرهم، ولا يدرون هل آباؤهم وأمهاتهم أحياء أم أموات يستقبلهم مصطفى وفريقه المكون من (50) موظفاً وعاملاً ولا يكتفون بإيوائهم وإغاثتهم بل يستمرون في عمل بحثي دؤوب وشاق يجمعون المعلومات ويتحرون عن أسرهم من أجل لم شمل الأطفال مع أسرهم أو إيجاد أسر بديلة (حاضنة). (2) يعمل مصطفى وفريقه بلا كلل أو ملل، تحت رقابة الرادارات، وتحت وطأة أقسى الظروف في العالم، لذلك فإنه وأمثاله يعيدون إلينا الثقة في إنسانينا كبشر، بجعلهم الحياة في هذا العالم أفضل. فحقا إنه البطل. * وزير الخارجية البريطاني الأسبق، المدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية اليوم التالي