واصل فريق ريال مدريد، بطل اوروبا ووصيف الدوري الإسباني الحالي لكرة القدم، ضغطه على غريمه برشلونة متصدر الليغا، بعد فوزه الاحد على سيلتا فيغو بأربعة أهداف لاثنين، حيث يعود الفضل في هذه النتيجة جزئيا للمكسيكي خابيير هيرنانديز "تشيتشاريتو"، الذي سجل أمس هدفين في المباراة. وفتح استغلال المهاجم المكسيكي للفرصة التي منحتها له إصابة الفرنسي كريم بنزيمة بأفضل صورة عن طريق هدفه القاتل في مرمى أتلتيكو مدريد بدوري الأبطال، والذي صعد به لنصف نهائي البطولة، ومن بعده هدفي الاحد في مرمى سلتا، باب النقاش حول استمراره من عدمه بصفوف النادي الملكي، وهو الأمر الذي ربما يمثل مشكلة مرحب بها بالنسبة للإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق لأنها تمنحه خيارات أكبر. ولم يعتمد أنشيلوتي على تشيتشاريتو، بعد استعارته من مانشستر يونايتد الإنجليزي حتى نهاية الموسم مع خيار للشراء بقيمة 20 مليون يورو، بصورة كبيرة طوال الموسم لأنه كان يرى دائما أن ثلاثي ال"بي بي سي" المكون من بنزيمة والويلزي غاريث بيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو لا يمكن المساس به طالما كانوا جميعا في حالة تؤهلهم للعب. وسجل تشيتشاريتو هذا الموسم في الليغا ستة أهداف في 510 دقيقة لعبها، بمعدل هدف كل 85 دقيقة وهو ليس أمرا سيئا بالمرة، مع العلم بأن هذه الدقائق موزعة على 18 ظهور بالمسابقة، إلا أنه كان أساسيا في أربعة فقط منها. واستغل المكسيكي هذه الدقائق القليلة في الليجا أيضا لصناعة ثلاثة أهداف، بجانب تسجيله لهدف في كأس الملك ومثله في دوري الأبطال، والذي بكل تأكيد يعد الأهم لأنه منح الملكي بطاقة التأهل لنصف النهائي. وكان تشيتشاريتو تعرض، حتى هدفه القاتل في مرمى أتلتيكو بعد اصابة بنزيمة وحينما سلطت الأضواء عليه لمعرفة اذا ما كان سيقدر على تحمل المسؤولية، للكثير من المضايقات والسخرية سواء من جمهور الخصوم أو بعض وسائل الاعلام بل وبعض المشجعين العاديين على الشبكات الاجتماعية. تحمل المكسيكي كل هذه الأمور دون أن يرفع صوته أو يثير المشكلات بل واصل التدرب باجتهاد في انتظار في فرصته حتى جاءت ليرد بالأهداف ويستعيد ثقته. وقال اللاعب المكسيكي عقب تألقه الأسبوع الماضي وهز شباك أتلتيكو: "لا أؤمن بالكمال ولكن هذا لا يعني أنه هدف لا يجب البحث عنه". وتنعكس فلسفة تشيتشاريتو في تلك التصريحات الأخرى التي قال فيها: "الفترة الماضية لم تكن أبدا جيدة ولكن بفضل الرب أستمتع الآن بأكثر ما أحبه وهو اللعب، الشيء الوحيد الذي أرغب فيه هو الرد والاستمتاع وتقديم كل ما لدي داخل أرض الملعب، لقد تربيت على بذل الجهد وتقديم كل ما لديك وهذا يساعدك دائما على الوصول لايجابيات أكثر من السلبيات". بمعنى آخر أن تشيتشاريتو ربما يعوض أي نقص يكون لديه في المهارات بالاجتهاد والروح القتالية، وهو الأمر الذي ربما يرى البعض أن بنزيمة يفتقده لذا يطلق عليه أحيانا لقب "المهاجم الكسول"، ولكن الجميع يعرف أن الفرنسي قادر في أي لحظة على تسجيل الأهداف بل وصناعتها بصورة عبقرية، كما فعل على سبيل المثال في مواجهة الكلاسيكو الأخيرة بتمريرة الكعب التي ظهرت من العدم لكريستيانو. وصرح انشيلوتي: "إذا ما ظل مستوى تشيتشاريتو بهذه الطريقة، فسيصبح لاعبا لا يمكن النقاش بخصوص مشاركته مثل كريستيانو وبنزيمة وجيمس رودريغيز وإيسكو"، وهو الأمر الذي يعد بمثابة رسالة ضمنية لبنزيمة بأن الأمور، على الأقل حتى نهاية الموسم حينما يتم اتخاذ القرار المناسب بخصوص استمرار اللاعب المكسيكي من عدمه، لم تعد كما سبق.
