تطبيق على الهواتف الذكية يساعد مرضى الاضطراب ثنائي القطب على التكيف مع مرضهم وانقاذهم من التفكير في الانتحار. ميدل ايست أونلاين 'نريد أن نقدم للمريض رعاية شخصية' برلين - يقوم باحثون في المانيا بتطوير تطبيق على الهواتف الذكية يساعد مرضى الاضطراب ثنائي القطب على التكيف مع مرضهم وانقاذهم من التفكير في الانتحار. والاضطراب ذو الاتجاهين أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي هو أحد الأمراض النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي الذي يؤدي بالشخص لقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة في بعض الأحيان. وتم وصف الحالة لأول مرة من قبل طبيب نفسي من ألمانيا اسمه إيمل كرايبيلن. وكثيراً ما يكون الأشخاص العباقرة كالفنانين والعلماء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. ويبقى الأطباء على اتصال مع مرضاهم المعتلون عقليا عبر هاتف ذكي وتطبيق طور خصيصا لهذا الغرض في المشروع التجريبي بجامعة دريسدن للتكنولوجيا. وليس من المفترض أن يقيم المرضى حالتهم العقلية كل مساء فحسب، ولكن يتم رصد تحركاتهم عبر نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وكذلك أنشطتهم واتصالاتهم الهاتفية ورسائلهم النصية. وأشار ميشائيل بوير وهو مدير مستشفى عيادة الطب النفسي والعلاج النفسي إلى أن المصابين باضطراب المزاج ثنائي القطب في مرحلة الهوس غالبا ما يرسلون ما يصل إلى 500 رسالة نصية يوميا. وأوضح إيمانويل سيفروس مدير المشروع أنه يتم فتح ملف شخصي على الهاتف الذكي لكل مريض، ليرصد قدر تنقلهم في المعتاد من مكان إلى آخر وكمية الرسائل النصية التي يرسلونها. وعندما ينحرف أي مريض في كلا الاتجاهين عن الطبيعي، يرسل تطبيق الهاتف الذكي رسالة إلى الطبيب الذي يتواصل مع المريض عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو رسالة نصية. كما ينظر للاتصال بين الطبيب والمريض على أنه وسيلة فاعلة لمنع الانتحار. وقال سيفروس: "نريد أن نقدم للمريض رعاية شخصية"، مضيفا أنها "سوف تكون جريمة إذا لم نستفد من التكنولوجيا الحديثة". وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 800 ألف شخص ينتحرون سنويا على مستوى العالم بمعدل شخص كل أربعين ثانية ويلجأ كثير منهم لاستخدام السم أو الشنق أو إطلاق النار لإنهاء حياتهم. وفي أول تقرير دولي لوضع حد للانتحار قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن نحو 75 في المئة من حالات الانتحار تحدث بين أشخاص من دول فقيرة أو متوسطة الدخل ودعت لبذل مزيد من الجهود لتقليل فرص الوصول إلى الأدوات الشائعة للانتحار. وخلص التقرير إلى ان معدلات الانتحار بين الرجال بوجه عام أعلى منها بين النساء، وفي الدول الثرية يبلغ عدد الرجال الذين ينتحرون ثلاثة أمثال عدد النساء. ويرى العلماء أن المستقبل القريب سيشهد استغلال العديد من الأطباء النفسيين لهذا التحليل الرائد فى قياس مخاطر الانتحار بين المرضى النفسيين، خاصة ممن يعانون من اضطراب ثناي القطب أو الأمراض العقلية الأخرى مثل الاكتئاب الشديد.