أظهرت جملة من الدراسات أن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية يضر الصحة ويتسبب في تأثيرات خطيرة على الجسم، ذلك أن الإجهاد الشديد ينهك الجهاز المناعي ويضعف مقاومته للأمراض والالتهابات. العرب القاهرة- رغم أن ممارسة الرياضة تعد الطريق الأمثل للحفاظ على الجسم والصحة العامة، إلا أن تكثيف النشاط يؤدي إلى نتائج عكسية تماما، الأمر الذي دفع بالباحثين والأطباء إلى الدعوة إلى ضرورة الموازنة بين فترات الرياضة وفترات الراحة، والاعتدال في ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، دون إفراط أو تفريط. وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي أظهرت أبحاث منظمة الصحة العالمية أن الخمول يحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأسباب المؤدية للوفاة في العالم، أي نسبة 6 بالمئة من الوفيات كل عام، حذرت دراسات أخرى من أن الإفراط في النشاط وممارسة الرياضة قد ينتج عنه تأثيرات سلبية على الجسم. ومن بين هذه الدراسات تحدثت دراسة اسكندنافية عن العلاقة بين الإفراط في ممارسة الرياضة والأسنان. وخلصت إلى أن ممارسة الرياضة بصورة متزايدة تضر الأسنان، مشيرة إلى أن التمارين الزائدة لها تأثير سلبي على أمراض اللثة وتسبب تآكل في الأسنان. وكشف عدد من الباحثين أن ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة قد تسهم في إحداث مشاكل في الأسنان. ويذكر أن هناك تلميحات في الماضي بأن الرياضة العنيفة قد تكون لها تأثيرات خطيرة ومخاوف متزايدة على تجويف الفم وأضرار على الأسنان. وعكف الباحثون على دراسة نحو 278 رياضيا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2012، والتي أجريت على مستويات عالية من تسوس الأسنان، وغالبا بالتعاون مع أمرض اللثة وتآكل ميناء الأسنان. وأرجعت الدراسة أسباب المعاناة من عدم صحة الأسنان بين الرياضيين، إلى الإفراط في تناول المشروبات السكرية والسكريات بصورة رئيسية بين الكثيرين منهم، فضلا عن استهلاك المشروبات الرياضية التي تعمل على زيادة معدلات تسوس الأسنان. ومن جانبه، قال رئيس وحدة أبحاث العلاج الطبيعي بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، الدكتور أحمد مشعل، إن الإفراط في ممارسة الرياضة يمكن أن يكون له آثار سلبية أكثر من الفوائد الإيجابية، حيث يكون أحد المسببات لهشاشة العظام، نظرا للضغط على الجسم بصورة متزايدة وتحميله طاقة زائدة عن قدرته. ويتسبب الإفراط في التمارين في التواء المفاصل والخشونة المبكرة وارتفاع ضغط الدم، كما أنه من الممكن أن يتسبب في زيادة الوزن أي يأتي بصورة ونتائج عكسية تماما، حيث تطرد العضلات الطاقات الزائدة والحمل الزائد بها مما يتسبب في زيادة الوزن فيما بعد وبصورة تدريجية. وذكرت دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين الدنماركيين، أن الإفراط في ممارسة رياضة الجري على المدى الطويل ربما يزيد من حدوث بعض الأضرار المرتبطة بالجهاز القلبي الوعائي. وتوصلت الدراسة إلى أنه يمكن الوقاية من التعرض لهذا الخطر من خلال ممارسة الرياضة "باعتدال"، كما حذر الباحثون الذين أجروا الدراسة من الركض السريع للغاية، وأكدوا أنه لا يمكن الاستفادة من فوائد رياضة الجري إلا عند ممارستها على هذا النحو. يجب اتباع برنامج رياضي تحت إشراف طبي للمحافظة على العضلات ووفقا للدراسة، يفضل ممارسة رياضة الركض لمدة ساعتين ونصف أسبوعيا تقريبا، بحيث يتم توزيعها على أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا. وتشير العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى الفوائد الصحية لممارسة رياضة الركض، لا سيما بالنسبة للمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن عند ممارسته بشكل معتدل. ويقول خبراء الصحة إنه يمكن الحد من الشعور بالضغط العصبي عند المواظبة على ممارسة رياضة الركض، وإنها تساعد على تقوية العضلات والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام ناهيك عن دورها في إنقاص الوزن، الأمر الذي يساعد على الحد من خطر الإصابة بالأمراض الناجمة عن زيادة الوزن كالسكري مثلا. وينصح مشعل بضرورة ممارسة الرياضة وفقا لبرنامج شخصي يعتمد على الاستشارة الطبية، حيث أن كل جسم له هيكلة وآلية مختلفة عن غيره في توزيع العضلات والحفاظ عليها. ولبقاء العضلات سليمة، لابد من اتباع برنامج رياضي شخصي تحت إشراف طبي، على أن تكون الرياضة أسلوب حياة وليس سبيلا لتحقيق غاية مثل فقدان الوزن أو تنمية العضلات. ورغم الحرص على الحصول على عضلات قوية ومظهر جسدي مميز، فإن هناك بعض الآثار الناتجة عن فرط التمارين الرياضية منها الشعور بالإنهاك والإجهاد الشديد والمستمر، فضلا عن الصعوبة في النوم بصورة منتظمة، والشعور بثقل في تحريك القدمين والذراعين، كذلك الإصابة بالأمراض بصورة متكررة، حيث يتسبب فرط التمارين في ضعف المناعة. وحذرت دراسة طبية أميركية أجراها باحثون بجامعة واشنطن، من أن الإفراط في ممارسة الرياضة بصورة تفوق المعدل الطبيعي يعرض قلب الإنسان للكثير من المخاطر وخاصة إذا ما تمت ممارستها بصورة عنيفة، حيث أن ذلك يتسبب في خفض متوسط أعمارهم ولا يزيدها. كما ينصح الخبير المصري، بالحصول على راحة أسبوعية من ممارسة التمارين، حيث يقول إنه من الضروري معادلة نسبة التمارين بفترات الراحة التي يحصل عليها الجسم حتى لا يتأثر سلبا بممارسة الرياضة، كذلك لتجنب الإصابة بالأزمات والجلطات المفاجئة.