ربطت بعض الدراسات العلمية بين تسوّس الأسنان ومرض الزهايمر، بسبب استخدام مادة الزئبق في حشو الأسنان، حيث أكدت الأبحاث أن أغلب مرضى الزهايمر يوجد لديهم وبنسبة كبيرة عنصر الزئبق داخل المخ، وبنسب أعلى من المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى علاقة عضوية بين كمية الزئبق بالدم والمخ وبين إصابة الشخص بضعف الذاكرة. العرب محمد إبراهيم التأثير الأخطر للزئبق يكون على الطبيب المعالج ومساعديه يؤكد د. خالد عبدالهادي، استشاري أمراض الأسنان، أنه كلما زاد عدد الأسنان التي بها حشو البلاتين والزئبق، زادت فرصة الإصابة بمرض الزهايمر، نظرا لأن الجسم يمتص الزئبق عبر الدم على المدى الطويل وبصورة تراكمية، ويتم ضخّه إلى المخ والخلايا العصبية. وأثبتت دراسة علمية أن مادة الزئبق، التي تعتبر المكوّن الرئيسي للبلاتين المستخدم في حشو الأسنان، تؤثّر بالسلب على وظائف المخ والكبد والرئة والكلى والجهاز المناعي للإنسان بشكل عام. في حين أشارت دراسة أخرى إلى أنه بمجرد انتهاء التفاعل الكيميائي بين مكونات حشو الأسنان، والتي تتكوّن من الفضة والنحاس والقصدير والبلاتين ومادة الزئبق، يكون تأثيرها قد انتهى وتصبح سبيكة خاملة، ولا ينتج عنها أي سموم تضر الشخص. وفي هذا الشأن، يقول د. محمد شفيع، استشاري أمراض الأسنان واللثة، إن حشو الأسنان يتكوّن من سبيكة من الفضة والنحاس والزنك وتدمج بالزئبق. وتابع: هذا الحشو أثبت فعالية كبيرة مع المريض ويبقى لمدة زمنية طويلة، كما يعتبر الحل الأساسي لعلاج تسوّس الأسنان، الذي يصيب غالبية المصريين في مختلف الأعمار. ويوضح أن السبب الرئيسي في تسوّس الأسنان هو تخمّر الكربوهيدرات التي يتضمّنها الغذاء الذي يتناوله الفرد طوال اليوم. وهذا التفاعل يحدث بسبب بعض الجراثيم الفمية التي تساهم في تغيير الخواص الحمضية للفم. وتباعا يتم التغيير في خواص الأسنان حسب الحالة العامة للفم. وبالتالي يحدث خلل في عنصري صلابة الأسنان (الكالسيوم والفلورايد)، مما يؤدي إلى ضعف الأسنان وعدم قدرتها على التحمّل وتصبح هشة، مما يتيح للبكتيريا الموجودة بالفم نخر الأسنان واختراقها للوصول إلى العصب. وحول تأثير الزئبق المستخدم في حشو الأسنان المصابة بالتسوّس، يوضح أن التأثير الأخطر له يكون على الطبيب المعالج ومساعديه، بحكم التعامل المباشر مع المادة الفعّالة. وبالنسبة إلى المريض فهناك طرق للأمان والسلامة منها -على سبيل المثال- وضع كميات محدّدة من البلاتين في كبسولات وتكون وفقا لشروط منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى أن مادة البلاتين من المواد التي أثبتت فعالية عالمية في علاج تسوّس الأسنان، لتحمّله نسبة التمدّد الحراري. وكشفت دراسة طبية أخرى أن المواد التي يستخدمها أطباء الأسنان وتدخل في بعض المنتجات الخاصة لتنظيف وحشو الأسنان، لا سيما الفضة والحديد والزئبق تسبب أيضا حب الشباب. وأكدت الدراسة أن الطفح الجلدي والإكزيما وحب الشباب تتعلق بترسب بعض المعادن في الرئتين والكبد والاثني عشر دون أن يستطيع الجسم التخلص منها، بعكس الاعتقاد السائد بارتباطها بتغير الهرمونات وأنواع معينة من التغذية. وذكر المركز الصحي، في العاصمة التشيكية براغ، أن الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان تتعرض لمشاكل في طبيعة عملها متأثرة بمادة توكسين الناتجة عن ترسب بعض المعادن مثل الفضة والحديد والزئبق التي يقوم باستخدامها أطباء الأسنان في تنظيف وحشو الأسنان. ويؤكد د. سامر فاروق، استشاري طب الأسنان وأمراض الفم، أن الغذاء له تأثير كبير على صحة الأسنان، لكن توجد بعض الأطعمة التي تؤثّر على الأسنان بشكل سلبي في حال الإفراط في تناولها، مثل: السكريات بكافة أنواعها والشيكولاتة والقهوة والشاي، نظرا لأن هذه الأطعمة والمشروبات يدخل في تكوينها مركبات لها قدرة عالية على التخمّر، مما يصيب الأسنان بالتسوّس ويضعف مينها. ويشير إلى أن التدخين يقلّل نسبة الأكسجين المتدفّق إلى الدم من خلال اللثة، فتزداد الالتهابات والفطريات الناتجة عن المخلفات السيئة للتدخين. ويعد التدخين سببا رئيسيا للإصابة بسرطان الفم واللثة لوجود مواد ضارة جدا في التبغ الذي تحتويه السيجارة. وينصح بمراعاة تجنّب الإفراط في السكريات والمواد المنبهة، وجميع العادات السيئة التي تلحق الضرر بالأسنان، والاهتمام بالعناية وبالنظافة الشخصية، واستخدام غسول الفم بشكل دائم لمنع نمو البكتيريا الضارة به وبالأسنان. ويقول الأطباء إن المواظبة على تنظيف الأسنان بشكل منتظم يوميا وبعد الوجبات، باستخدام فرشاة ومعجون يحتوي على الفلورايد والكالسيوم يحمي من التسوّس. ويشدّدون على أهمية تغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة شهور، بالإضافة إلى مراجعة طبيب الأسنان كل ثلاثة شهور أيضا لفحص اللثة والتمتّع بأسنان قوية. وينصح خبراء بضرورة حشو الأسنان بمواد غير البلاتين، مثل الحشو الأبيض الذي يعطيها لونها الطبيعي بعد تسليط أشعة الليزر عليه، وهو مخصّص للجانب التجميلي أكثر من العلاجي، ويستخدم بكثرة في علاج الأسنان التي تكون متواجدة في مقدمة الفم، وتظهر دوما عند التحدّث أو الضحك، ولكنه غير قادر على التحمّل أو البقاء لفترة زمنية طويلة مثل البلاتين. وأوضحت وزارة الصحة الألمانية: أنها تعتبر حشوة الأملغم خطرا على صحة الإنسان من الوجهة الطبية، وذلك يعود إلى انطلاق أبخرة الزئبق من حشوات الأملغم يوميا، من جراء مضغ العلك أو تفريش الأسنان. وحشوة الأملغم تتآكل وتصدى وتفسد مع الوقت، والطريقة المثلى هي إزالة الحشوة واستبدالها كل ما بين 7 و10 سنوات من تاريخ تركيبها. ويقول الدكتور أرانا إن حشوة الأملغم يمكن أن تطلق الزئبق والقصدير والنحاس والفضة وأحيانا الزنك إلى الجسم. هذه المعادن لها درجات في خطورتها وعندما توضع في الحشوة وتحشى بها الأسنان فإنها تتآكل وتتحول إلى أيونات معدنية. وهذه الأيونات المعدنية يمكنها مغادرة الأسنان إلى جذورها فالفم ثم إلى العظام وبعد ذلك إلى أنسجة الفك وأخيرا تصل إلى الأعصاب ومن هناك يمكنها الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي وعندئذ تمكث الأيونات المعدنية ثابتة، ممزقة جميع وظائف الجسم الطبيعية إذا لم يوضع لها حد بإزالتها تماما.