تحصلت (الراكوبة) على اسرار التشكيل الوزراي الذي اعلنه حزب البشير، ووضعت يدها على ادق المعلومات والخفايا التي عصفت باجتماع المكتب القيادي لحزب البشير، وادت الى ارجاء اعلان الحكومة الجديدة لمرتين. وقالت مصادر مطلعة ل (الراكوبة) إن وزير الدفاع بالنظر الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين تسبب في ازمة كبيرة، وكاد ان يقود حزب البشير الى مفاصلة ثالثة، وذلك بعدما اصر البشير على استمراراه في منصبه كوزير للدفاع، وهو ما عارضته قيادات نافذة ومؤثرة في حزب البشير. واشارت المصادر الى ان هذه المشكلة تسببت في تاجيل اعلان التشكيل الوزراي، وقادت الى انتهاء اجتماع المكتب القيادي لحزب البشير في المرة الاولى، دون التوصل الى اتفاق حول الاسماء المطروحة لتولي المناصب الوزراية والولائية. ولفتت المصادر الى ان البشير اصر ايضا على ان يحل المهندس ابراهيم محمود حامد الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة، في موقع البروفيسور ابراهيم غندور، كنائب لرئيس حزب البشير، ومساعد للرئيس، وهو ما جعل الاصوات المعترضة تعلو من جديد داخل اجتماع المكتب القيادي، مما قاد الى ان يتم تخيير البشير بين ان يختار الابقاء على عبد الرحيم محمد حسين كوزير للدفاع، او تصعيد المهندس ابراهيم محمود حامد ليحل في موقع غندور، وهو ما ادى في خاتمة المطاف الى القبول بخيار ابعاد عبد الرحيم من وزارة الدفاع وتعيينه واليا لولاية الخرطوم. واشارت المصادر الى ان قيادات بارزة في حزب البشير تولت الحملة الرافضة للإبقاء على وزير الدفاع بالنظر في موقعه، كما عارضت تلك القيادات الاتيان بالمهندس ابراهيم محمود حامد، على اعتبار ان الاخير لا يملك القدرة السياسية والتنظيمية التي تجعله يتولى منصب نائب رئيس حزب البشير. واشارت المصادر الى ان القيادات البارزة في حزب البشير، التي ناهضت استمرار عبد الرحيم وتصعيد المهندس ابرهيم محمود حامد، كانت تعلم ان البشير يريد من خلال تصعيد المهندس ابراهيم، تفكيك الحزب بصورة تدريجية. واكدت المصادر ان البشير ينتوى تهميش الحزب بعدما سيطر على مفاصل الدولة تماما، من خلال الدائرة العسكرية والامنية التي تحيط به. واضافت المصادر: "ان البشير حينما تم تخييره بين الابقاء على عبد الرحيم محمد حسين كوزير للدفاع، او تصعيد المهندس ابراهيم محمود حامد ليحل في موقع غندور، اختار ترفيع الاخير الى مناصب قيادية عليا، وتخلى عن صديق عمره الذي ظل حاضرا في التشكيل الوزراي طوال السنوات الماضية، لان المهندس ابراهيم محمود حامد افضل من ينفذ خطة البشير التكسيرية للحزب. وما يدعم هذه الفرضية هو ان المهندس ابراهيم محمود حامد اكد في اول تصريح له عقب اعلان التشكيل الوزراي، بان هناك اصلاحات كبيرة وجوهرية ستطال هياكل وامانات حزب المؤتمر الوطني، وهو ما يؤكد ان الرجل بمثابة معول في يد البشير للسيطرة على الحزب، خصوصا ان حزب البشير تمت فيه بعض التعديلات الحزبية قبل فترة ليست طويلة، وذلك بعد ابعاد الحرس القديم ممثلا في علي عثمان طه ونافع علي نافع وعوض الجاز. وفي الاثناء، قام "احمد" نجل عبد الرحيم محمد حسين، بتطييب خاطر والده، من خلال تدوينة كتبها على صفحته في الفيس بوك، في اطار رفع المعنويات، قال فيها مخاطبا والده: "والدي العزيز، شهادتي فيك مجروحة، لكن انا اعلم تماما ما قدمته لهذا البلد في وزارتي الداخلية والدفاع، وما ستقدمه لولاية الخرطوم، برغم كل ما قيل فيك".