كثيرا ماكانت تصريحات الدكتور نافع تعبر عن إتجاهات وتوجهات النظام ، التغيرات فى الهرم القيادى لحزب المؤتمر الوطنى لم تقلل من قوة تعبير تصريحات د. نافع عما يدور فى اروقة الحزب ، الأسبوع الماضى عبر الدكتور عن أتجاهين متناقضين فيما يختص بالحوار والسلام ، وهو موضوع مختلف عليه و حوله، مثل أهم مرتكزات الحزب الحاكم فى مبادرته للحوار، وهو أس أهتمام المعارضة وتعتبره نتيجه حتمية لما يمكن ان يفضى إليه الحوار، د.نافع بدا زاهدا وقانطا من تحقيق السلام ، مؤكدا أنهم غير مستعدين للقيام بما يتطلبه ذلك ، وقال إذا كان تحقيق السلام وتصحيح العلاقة مع الغرب يقتضى تغير وجه القبلة ( لسنا راغبين فيه) ، ليس واضحا لماذا ربط الدكتور نافع بين تحقيق السلام وتصحيح العلاقة مع الغرب ، مايثير الأهتمام فى هذا الربط هو الأصرار المتكرر لحزب المؤتمر الوطنى فى عدم ربط السلام بأى أجندة أخرى لدرجة أشتراط أن يكون الحوار فى الداخل ، أما أن يتبرع هذه المرة أحد كبار قادة المؤتمر الوطنى بالأعتراف بهذا الرابط ذلك يستدعى أعادة النظر فى رؤية المؤتمر الوطنى لتحقيق السلام ، شرط جديد للدكتور نافع لم يطرح من قبل يتعلق ( بتغير وجه القبلة) وهذا تعبير غير محدد ولامفهوم ، ففى الوقت الذى لم يشترط اى من المعارضين فى الداخل أو الخارج ( تغيير وجه القبلة) ، اعطى الدكتور نافع نفسه الحق فى استنطاق المعارضة و اشتراطها فى موضوع فيه خلاف حتى بين اطراف المعارضة و لم يطرح كشرط للحوار، وذهب الدكتورنافع إلى مجاراة الدكتور الترابى فى العزف على شعارات (صدق النوايا) أو (الأخلاص) باعتباران صدق النوايا يعتبر مبررا كافيآ لتصرفات الأسلامين ، وأتخاذه مبرئا للذمة تجاه القصور و الفشل مع الاعتراف تلميحآ الى وجود علة او علل ، يقول د. نافع (لكن بحالتنا الكعبة هذه نحن خيار البشر) ، ليس مفهوما ماهى المعايير التى أعتمدها د. نافع للوصول إلى هذا الأستنتاج أو القناعة ، كيف تكونوا خيار البشر؟ هل الدكتور نافع يقصد حزب المؤتمر الوطنى ؟ أم يقصد المجتمع السودانى كله ؟ أم جماعات الأسلام السياسى ؟ وهل تتساوى أو تتطابق ( صدق النوايا) و( لا أشك فى أخلاصهم) مع أن ليس لهم كتاب ؟ لقد أعترف الدكتور الترابى بأن المشكلة فى أنه لايوجد كتاب يتحدث عن الحكم لدى المسلمين ، عشر سنوات حكم فيها الترابى بلا منازع و خمسة عشر عامآ قضاها معارضآ للنظام الذى اوجده لم تكن كافية لايجاد هذا الكتاب ، خمسة وعشرون عاما مضت على حكم حزب الدكتور نافع ( يادوبك) وصل الدكتورنافع إلى أن الأمر (يحتاج قعدة) داعيا شباب حزبه الى قيادة حوار فيما بينهم ومع المجموعات الاخرى للأجابة عن سؤال، لماذا لم يتحقق السلام ؟ معتبرا أن العقبة فى سبيل تحقيق السلام هو المجتمع ! كيف ؟ د. نافع يقول ( ينبغى أن نعنى مانقول ونقلب صفحة جديدة )..صفحة جديدة مع من ؟ لا احد يزايد على الدكتور نافع فى انه طرح اسئلة هامة تحتاج ان يجاوب هو عليها ، و ( القعدة) يعملها هو و امثاله من القيادات و يسالوا انفسهم لماذا لم يتحقق السلام ؟ و كيف يقيسون صدق النوايا ؟ و كيف وصلوا الى ان المجتمع هو عقبة فى سبيل تحقيق السلام ؟ السؤال الاكثر اهمية ماذا يريد حزب المؤتمر الوطنى بعد خمسة و عشرون عامآ حكم البلاد دون كتاب ؟ و اين وجه القبلة مما تفعلون ؟؟ [email protected]