يتدافع الرياضيون أمس الأول نحو خيمة الصحفيين، وكعادتهم لا ينسى أهل الكرة أن يحملوا معهم (كأسهم). النموذج الموضوع في المسرح المعد بعناية؛ الفنايل الثلاث (شعار الهلال وشعار المريخ تتوسطهما فانلة المنتخب الوطني).. الأمنيات تحلق باتجاه ألا بد من جلب السمراء الأفريقية إلى الخرطوم، غض النظر عن اللون الذي تتوشحه، لكن ليلة الكرة في خيمة الصحفيين تأبى أن تنتهي دون حجارة وطوب! أحدهم يخرج من بين الحاضرين ليلقي بحجارته أو بصخرته على رأس الزميل هيثم كابو، الذي ألجمته المفاجأة بما حدث، وافترع المشهد مشهداً لاختلاط الحابل بالنابل. ضيف الليلة رئيس السلطة الانتقالية بدارفور تجاني السيسي وجد نفسه منتقلاً مع الحضور إلى مستشفى الزيتونة مرافقاً للمعتدى عليه، بينما أوقفت السلطات المختصة بالأمن في فندق القراند هوليداي الجاني، الذي اكتفى لحظتئذ بصمته لحين نقله إلى قسم شرطة الخرطوم. بيان الشرطة لم يتأخر كثيراً وأكد على متابعته للحادثة، وتحدث المسؤولون عن مهنية هيثم كابو وعن استباب الأوضاع الأمنية في الولاية. وبينما أكدت التحاليل الطبية سلامة الزميل كابو الذي بدأ يتماثل للشفاء وغادر المستشفى بدا الحادث الذي شهده المسرح مثيراً لغبار الأسئلة المتعلقة بتوفير الحماية للصحفيين، الأستاذ فيصل محمد صالح أحد المنظمين لخيمة الصحفيين أرسل اعتذارهم كلجنة منظمة عن الذي حدث في تلك الليلة مبيناً أن الأمر كان فوق توقعاتهم معتبراً أن مشهد خيمة الصحفيين هو مشهد يجب أن يكون في الهواء الطلق وبعيداً عن الاحترازات الامنية. مؤكداً على مواصلة الخيمة لأنشطتها في مقبل الأيام وبحسب البرنامج الموضوع. حديث فيصل كان في ثنايا بيان أصدرته مؤسسة طيبة برس، المنظمة لخيمة الصحفيين، وجاء فيه أيضاً "تعبر مؤسسة طيبة للإعلام بصفتها المشرفة على والمنظمة لخيمة الصحفيين عن عميق أسفها لما تعرض له الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ هيثم كابو من اعتداء آثم، لا بصفته زميلا مواظبا على الحضور فحسب، بل وبصفته أحد المساهمين بآرائهم والداعمين بجهدهم لأنشطة خيمة الصحفيين، وتؤكد طيبة برس رفضها لكافة أشكال العنف أيا كانت المبررات. وتوضح طيبة برس أنها لم تلجأ إلى اتخاذ أي تدابير تأمينية خاصة خلال أمسيات الخيمة استنادا إلى توافر هذه الخدمة بعموم الموقع، ورهانا على تميز الحضور، ولطبيعة الخيمة كنشاط عام ومفتوح، ما يؤكد تحملها كامل المسؤولية عن أي أضرار تعرض لها الزملاء والحضور، وتثمن طيبة برس عاليا جهود كل من هبوا للسيطرة على الموقف أو السعي لاحتوائه أو متابعة الإجراءات الطبية والقانونية للحادث". تنتهي خيمة الجمعة التي يقول القائمون عليها إنها نصبت في الأساس من أجل النقاش الهادف في ما يتعلق بالقضايا الوطنية والوصول إلى معالجات موضوعية تنتهج أسلوب الحوار، لكن في المقابل فإن خيام أخرى بدت وكأنها خيام (للعزاء) دار جدلها حول توفير الحماية للصحفيين الذين لم ينسوا أن يأتوا بقائمة من المعتدى عليهم ومن قبل جهات متعددة، وكان مشهد قضية التيار يتجدد مرة أخرى. لكن في المقابل وبحسب تسريبات فإن ما حدث بالأمس لا علاقة له بمظاهر الاعتداء السابق بالإشارة إلى الجاني الذي كان يشكل حضوراً يومياً في الخيمة منذ انعقادها الأول وحتى يوم الحادث. لكن الحوارات المتعلقة بالحماية لا تنتهي وينتظر أصحابها الوصول إلى نتائج موضوعية في ما يتعلق بها. على كل؛ انفضت الخيمة الكروية (بطوبة) وسيطرت عليها أجواء العنف غير المتوقع وهو الأمر الذي دفع بالكثيرين لإعادة النظر في إمكانية جلب الكأس الأفريقية للخرطوم وعلق البعض "انتظرنا الكأس فداهمتنا الطوبة"، وهو ما دفع بضرورة المناداة باستخدام منهج اللعب النظيف في معالجة الاختلافات وبسلسلة الإدانات لعملية الاعتداء التي تعرض لها الزميل كابو الذي أكد على أنه الآن بصحة جيدة وسيواصل مسيرته المهنية دون التأثر بما حدث.. في تلك الليلة. انفضت الخيمة على غير عادتها عند منتصف الليل يوم الجمعة دون أن يحسم الجدل حول إمكانية وصول الكأس إلى الخرطوم من عدمه لكن بسؤال آخر يتعلق ب (هل الخرطوم آمنة بما يكفي؟).. لكن ثمة مشهد آخر في تلك الليلة تعلق بحضور المعلق الرياضي الرشيد بدوي عبيد المنتصر على إشاعات موته المتتالية. لم يجد الرشيد فرصة ليمتع الحضور بعبارة (هو والقوون) لكن الجميع كان هدفه أمامه، وهو هدف يتعلق بضرورة تبادل كؤوس المحبة والاحترام اليوم التالي