صوّب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي انتقادات قاسية – لأول مرة منذ حوار الوثبة – الى الرئيس البشير. واندهش من نكوصه وتراجعه عن تعهداته التي ابلغها لآلية الحوار الوطني المعروفة اعلاميا بلجنة "السبعتين"، بانه لن يترشّح في انتخابات ابريل الماضي. واضاف الترابي مستغربا: "لا اعلم لماذا غيّر رأيه". وقال الترابي في افطار القيادي بالحزب الاتحادي "الاصل" البروفيسور البخاري الجعلي، إن الشعب السوداني بات اكثر وعيا ومعرفة بوسائل الاتصال الحديثة، الامرالذي مكنّه من مراقبة اداء الوزراء والسياسيين بصورة لصيقة، ومعرفة ممتلكاتهم الجديدة، ومضى يقول: "الحكومة الآن تبدو خاضعة لضغوطات الرأي العام السوداني، وخصوصا عن الفساد.. وايما وزير او مسؤول شاد او بنى عمارة او منزلا فخما، يعلم الناس بأمره بعد ايام قليلة فقط، وكل الشعب يسمع به.. واذا تزوج للمرة الثانية او اقتنى سيارات جديدة، فان كل ذلك يكون معروفا للناس". وارسل الترابي نقدا حارقا الى التشكيل الحكومي الجديد، وعدّه نتاجا لمحاصصة قبلية، وقال ان الحكومة الحالية هي افراز طبيعي للترضيات والتسويات السياسية، لكونها قامت على اسس جهوية وقبلية. ومضى الترابي يقول: "اذا منحوا تلك القبيلة وزيرا، فان القبلية الاخرى تحتج فيقوموا بمنحها وزيرا للدولة". واظهر الترابي الذي اسهم بفاعلية في ازمة السودان الحالية، خوفا كبيرا على مستقبل البلاد، وحذر - بشدة – من حدوث صراع مسلح بسبب وجود السلاح في ايدي المواطنين. واواصد الباب نهائيا امام احتمال حدوث اغتيالات سياسية او انقلاب عسكري، مشيرا الى ان المجتمع الدولي لم يعد يقبل او يرضى بالانقلابات العسكرية، ولان تكوين الشعب السوداني قائم على التسامح، وانه غير ميّال للاغتيالات والتصفية السياسية. واضاف: "تعلّم العسكر الدرس جيدا، وتيقنوا بان الانقلابات لم تُعب مُرحبّاً بها". واشار الترابي الى ان البلاد يمكن ان تدخل في دوامة من العنف والدم المُسال، في حال حدوث ثورة او انتفاضة او تغيير بالقوة، وارجع ذلك لوجود السلاح الكثيف في ايدي المواطنين. واضاف: "اجد نفسي قلقا على البلاد، لان السلاح انتشر بصورة كبيرة جدا، لذا لن تكون الثورة مثل ثورتي اكتوبر وابريل، وربما يكون السودان اسوأ من العراق والصومال". مشددا على ان الخيار الوحيد لتسوية الازمة السودانية يكمن في الحوار، وقال إنه لا يوجد سوى خيارين اما الحوار او الحرب. واظهر الترابي زهدا في استمرار حزبه تحت مسمى "المؤتمر الشعبي"، منوها الى انه مهموم بتشكيل وانشاء كيان جديد ينطلق من الدين، ويسمو فوق الحزبية سواء ان كانت معارضة او حكومة. ومضى الترابي يقول: "لم نعد على ذات الدرجة من الحماسة لاسم المؤتمر الشعبي". كاشفا انه تفاكر من تشكيلات سياسية ودينية لانشاء منظومة وكيان قائم على اصول الدين، وليس على خلفية سياسية او حزبية.