* علاج الأسنان وصيام رمضان * تشير إحصاءات المستشفيات في البلاد الإسلامية إلى انخفاض عدد المرضى المراجعين لأقسام العيادات الخارجية بشكل عام ولعيادات الأسنان بشكل خاص في شهر رمضان، وذلك لاعتقادات خاطئة بأن المواد والمحاليل المستخدمة في علاج الأسنان تفطر أو تجرح صيامهم. يؤكد أخصائي طب الأسنان بمركز الأسنان بجدة الدكتور ماجد محسن القحطاني أن علاج الأسنان غالبا ما يكون مصحوبا باستعمال التخدير الذي يعطى للمريض عن طريق «إبرة البنج» التي يتم وخزها بالعضلات وليس بالأوعية الدموية، وحيث إنها ليست مغذية فهي لا تفطر الصائم. بينما الإبر التي يتم وخزها في الأوعية الدموية بغرض التغذية «الحقنة المغذية» هي التي تؤدي إلى الإفطار لأنها بمنزلة الأكل والشرب. وكذلك الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب لكنها تعطى لغرض المعالجة كالبنسلين والإنسولين أو حماية الجسم كإبر التطعيم، فلا تضرّ الصيام سواء أعطيت عن طريق العضلات أو الوريد. ثم تأتي مشكلة أخرى في علاج الأسنان وهي «قلع الأسنان وسيلان الدم»، حيث يلتبس الأمر على الكثيرين بأنها عملية تؤدي للإفطار.. ويوضح د.القحطاني أن سيلان الدم ليس من مبطلات الصيام خاصة أن الحديث هنا يدور عن بضعة مليلترات من الدم تسيل أثناء القلع وليس نزيفا دمويا يفقده الإنسان بكمية كبيرة ويؤدي إلى فقد الوعي، إذن من الممكن قلع الأسنان والقيام بعمليات جراحية صغيرة من دون أن يفطر الصائم. مشكلة ثالثة تظهر أثناء علاج الأسنان وهي استعمال المقادح التي يستخدم معها الماء للتبريد، فيخشى البعض من دخول شيء من الماء إلى الحلق ثم إلى المعدة مما يبطل الصيام.. يقول د.ماجد القحطاني إنه وإن حدث ذلك فسيكون بكمية قليلة جدا جدا لا تؤدي إلى التغذية، وهي بغير قصد. وأضاف أن وحدات وأجهزة الأسنان باتت اليوم متطورة عن الماضي وجميعها مزود بجهاز شفط للسوائل من داخل الفم وحتى الريق أيضا، أي أنه على الأرجح قد يؤدي إلى فقد الصائم بعض سوائل جسمه من أن يدخل السائل إلى جسمه. إن علاج الأسنان يتضمن استخدام بعض المواد التي قد يجد المريض طعمها أو رائحتها في فمه، فهل وجود هذا الطعم أو الرائحة في الحلق يؤثر على الصيام؟ أوضح د.القحطاني أن علاج الأسنان في نهار رمضان لا بأس به طالما أنه كان ضروريا ويحتاج إليه المريض، مع التحفظ التام من وصول أي شيء إلى الحلق من الأدوية أو آثار العلاج، وإن وصل شيء إليه بغير اختيار فلا حرج عليه. * وما سبب رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام؟ يقول د.ماجد القحطاني إن عدم الأكل أو الشرب في نهار رمضان يؤدي إلى تكون طبقة بيضاء على اللسان، وهي عبارة عن طبقة من اللعاب الهلامي الثقيل، يمكن للبكتيريا اللاهوائية أن تعيش وتتكاثر تحتها مفرزة مادة الكبريت ذات الرائحة المقززة. ويضاف إلى ذلك عامل آخر هو العطش الذي يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب في الفم وبالتالي إلى خسارة منافع اللعاب التي من أهمها الحد من نمو وتكاثر البكتيريا، وإذابة المخلفات الكبريتية وبالتالي تقليل أو إخفاء الرائحة الكريهة. ويمكن لتقليل رائحة الفم أثناء الصيام بالتالي: - إزالة الطبقة البيضاء المتكونة على اللسان باستعمال فرشاة الأسنان على اللسان أو استعمال فرشاة خاصة. - زيادة إفراز اللعاب وذلك بتناول كميات كبيرة من السوائل قبل الإمساك. - المضمضة بغسول الفم. * الهواتف الذكية وأجهزة القلب * من الأخطاء الشائعة عند مرضى القلب الذين يحملون أجهزة مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب أن البعض منهم لا يقتنع بنصيحة طبيبه بإبعاد هاتفه الذكي عن جسمه بقدر الإمكان. فعلى الرغم من أنه أمر نادر الحدوث، فإنه في حالة حدوثه تكون النتيجة سيئة على المريض، فاستعمال الهواتف الذكية يتسبب في تعطيل وظيفة أجهزة القلب، وبالتالي فإنها تشكل خطرا على المرضى الذي يستخدمونها. هذه هي نتيجة دراسة ألمانية تم تقديمها في الاجتماع الأخير للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (EHRA EUROPACE – CARDIOSTIM 2015) الذي عقد في ميلانو (إيطاليا). أجرت الدراسة مجموعات عمل متخصصة في فيزياء كهرباء القلب الخلوية وإلكترونية أمراض القلب، ونظمت الدراسة بالتعاون مع جمعية «Cardiostim». كرر الباحثون من مركز القلب الألماني في ميونيخ دراسات سابقة لتقييم أثر الهواتف الذكية على أجهزة القلب، باعتبار أن تكنولوجيا أجهزة القلب وكذلك معايير شبكات الهواتف المحمولة قد تغيرت خلال السنوات الأخيرة الماضية. ووجد أن من بين المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 308 أشخاص، هناك 147 مريضا يحملون أجهزة تنظيم ضربات القلب pacemakers و161 آخرون يحملون أجهزة مزروعة مقاومة لارتجافات القلب «ICD» - (defibrillator). قام الباحثون باستخدام هواتف ذكية مختلفة في دراستهم (سامسونغ غالاكسي 3، نوكيا لوميا Lumia، HTC One XL) وتم وضعها على الجلد مباشرة فوق الأجهزة المزروعة. وخلال ذلك، ضبطت الهواتف الذكية على وضع التشغيل الكامل - الذي يتضمن طلب المكالمة والرد ووضعية الانتظار. بعد ذلك تم عمل تخطيط قلب كهربائي (ECG) لجميع المشاركين، ومن ثم فحصت البيانات للتحقق من التغيرات التي طرأت على معدل ضربات القلب. ووُجد أن مريضا واحدا من 308 مرضى (0.3 في المائة) تأثر عن طريق التداخل الكهرومغناطيسي للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الهاتف الذكي كإشارات من داخل القلب. استنتج فريق الدراسة أن التداخلات بين الهواتف الذكية وأجهزة القلب غير شائعة الحدوث بوجه عام، لكنها يمكن أن تحدث مسببة مضاعفات خطيرة على نظم القلب، ولهذا فقد تمت التوصية بالحفاظ على مسافة آمنة بين المريض وهاتفه الذكي وذلك بإبقاء الهاتف بعيدا عن القلب بمسافة 15 - 20 سم تقريبا، وألا يحمل المريض المزروع له أجهزة قلب هاتفه الذكي في جيب الصدر من ملابسه وأن يحمله في الجانب الآخر من رأسه عند الاستخدام. * استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي مستشفى الملك فهد بجدة [email protected] الشرق الاوسط