أكد فريق من العلماء أن سر الوقاية من معظم المشكلات المرضية التي تصيب العين يكمن في التغذية السليمة والجيدة والمتركزة أساسا على الفيتامينات الطبيعية المضادة للأكسدة والابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والدهون. العرب تخفيف السكريات والدهون يمنع السموم المسببة لتلف العين واشنطن- أوضح علماء أميركيون ضمن دراسة نشرت في مجلة الأخبار الصحية الأميركية أنه بالإمكان التخفيف من حدة الاضطرابات البصرية، مثل الانحراف أو الاستغماتيزم والعشلى الليلي وعيوب النظر الانكسارية.. عن طريق زيادة تناول مواد طبيعية تحتوي على مضادات الأكسدة، كفيتامينات "أ" و"سي" و"إي" وبيتا كاروتين وعنصر السيلينيوم، وجميعها موجودة في الثوم والبصل وحبوب القمح، والفواكه الطازجة والخضراوات. ومضادات الأكسدة هي مواد طبيعية تعدل أو تمنع تأثير ما يعرف بالشوارد الأوكسيجينية الحرة الناتجة عن استهلاك الطاقة على الخلايا، والذي يسبب قائمة طويلة من الأمراض شديدة الخطورة. وأشار الباحثون أيضا إلى أن السبانخ، والجزر، والخيار، والبقدونس، والبقوليات بأنواعها، مثل الكستناء والقرنفل والهندباء، إلى جانب شرب العصائر الطازجة جميعها من الأطعمة التي تحافظ على سلامة العين والنظر. ونشرت مجلة التغذية دراسة جديدة أثبتت أن تناول بيضة يوميّا قد يساعد في الوقاية من أمراض العيون المصاحبة للشيخوخة والتقدم في السن. ويحافظ التمر على النظر ويقوي الأعصاب البصرية ويؤكل لتقوية النظر وعلاج العشي الليلي، وجفاف العين وأمراض العيون الأخرى. ويعد الجزر مقو للنظر وللدورة الدموية في الجسم، ومن الممكن أن يوفي باحتياجات فيتامين سي في جسم الإنسان، لكنه يظل غير كاف لوحده للضلوع بمهمة الحفاظ على سلامة النظر. ويوصي خبراء التغذية بضرورة تخفيف تناول السكريات والأغذية عالية الدهون، لأنها تسبب تكوين الشوارد الحرة التي تسبب تلف العين، إضافة إلى تجنب أشعة الشمس المباشرة ووهج الضوء، وذلك بوضع نظارات شمسية خاصة. ويرى العلماء أن فيتامين سي هو مضاد مهم للأكسدة، ويوجد بتركيزات عالية في الجزء السائل من العين، وبمعدل يزيد بحوالي 30 إلى 50 مرة على مستوياته في الدم. وأظهرت الدراسات الحديثة أن تركيز فيتامين سي في سائل العين وفي الدم يقلل كثيرا أو يكاد يختفي في عدسات العين المصابة بمرض الساد أو الكتاركت، أو الماء الأبيض، أو إعتام عدسة العين. ويرى الباحثون أن تناول حوالي ألف ملليغرام يوميّا من فيتامين"سي" يمكن أن يوقف تقدم المرض إلى مراحله الخطرة، معربين عن اعتقادهم بأن المدخنين والأشخاص المصابين بالتوتر يحتاجون إلى هذا الفيتامين بصورة أكثر من المعتاد للتخفيف من الأثر الضار للتدخين والضغوط النفسية. ويواجه البعض صعوبة في الرؤية ليلا أو في ظل الإضاءة الخافتة، الأمر الذي يمكن أن يؤشر على الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي المسبب لما يعرف بالعشى الليلي. ويشير أخصائي أمراض العيون الطبيب يواخيم غوتينغ إلى أن علاج العشى الليلي يعتمد على العامل المسبب له. فالعشى الليلي الناتج عن نقص فيتامين "أ" يمكن علاجه بتناول جرعات كافية من هذا الفيتامين. أما العشى الليلي الناتج عن الإصابة بالماء الأبيض، فيمكن علاجه بإجراء تدخل جراحي يتم من خلاله استبدال عدسات المريض المصابة بالماء الأبيض بعدسات جديدة تساعد المرضى على الرؤية الليلية. أما العشى الليلي الذي يعود لأسباب وراثية فعلاجه غير ممكن، وهو ما يؤكده الطبيب غوتينغ الذي يقول إن علاج ما يسمى الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى ضعف الرؤية الليلية صعب جدا ومستحيل من الناحية العملية. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الاضطرابات البصرية تعيق النشاط اليومي للشخص، لا سيما خلال الليل. ويتجنب الكثيرون القيادة ليلا وخاصة أولئك الذين يعانون من مشكلة قصر النظر. ففي القيادة أثناء الظلام غالبا ما تبدو علامات المرور وتحديد السرعة غير واضحة بالنسبة لهم، فضلا عن أن الأضواء الكاشفة تحجب الرؤية، مما يتسبب في سوء تقدير المسافة ووقوع الحوادث. وليس قصر النظر هو السبب الذي يمنع الكثيرين من القيادة ليلا، فالإصابة بمرض "التهاب الشبكية الصباغي" المعروف أيضا ب"العشى الليلي" يجعل القيادة في الظلام مستحيلة لأولئك المصابين به. ومرض التهاب الشبكية الصباغي مرض يصيب العين ويظهر في سن مبكرة، حيث يمكن للمصابين به الرؤية بوضوح خلال النهار، ولكن أثناء الدخول إلى مجال مظلم تصبح الرؤية صعبة. ووفقا لغوتينغ، فإن سبب ذلك يعود إلى وجود خلل يصيب مستقبلات الضوء في شبكية العين. ففي شبكية العين نوعان من خلايا المستقبلات العصبية الضوئية، وهما: النوع الأول العصيات التي توجد في أطراف الشبكية وهي المسؤولة عن الرؤية في الظلام. أما النوع الثاني فهو المستقبلات المخروطية وتوجد في مركز الإبصار، وتعمل في الإنارة الطبيعية، وتعطي للإبصار قوته وحدته كما تساعد على تمييز الألوان. صحيح أن العين قادرة على التكيف مع ظروف الإضاءة السيئة، لكن هذه الوظيفة تضطرب لدى المصابين ب"العشى الليلي".