o بعد ربع قرن من حكم الحركة الاسلامية للسودان، وبعد ان استباحوا لحزبهم كل مؤسسات الدولة بيعا وشراء، وبعد ان تمكنوا ماليا وسلطويا على حساب المواطن، وبعد ان فصلوا الجنوب بخيراته البترولية والحيوانية والزراعية والبشرية.. أصبح السودان طارد لشعبه وبلد غير مرغوب فيه عالميا وغير مستهدف إمبرياليا، ولا تنطبق عليه نظرية المؤامرة التي يهتف بها النظام ليل نهار، فالسودان اليوم مجرد قطعة أرض بور جرداء لا حياة عليها ولا إنتاج ولا خيرات في باطنها تثير اطماع العالم..!! o بعد ان فشلت كل السياسات الاقتصادية، وبعد ان سيطر الفساد على كل دواويين الدولة، واصبح خارج السيطرة، فقدت الحكومة كل مواردها الاقتصادية وعجزت عن توفير الاموال اللازمة لتسيير الحياة العامة، وتجلى هذا الامر في افضح صورة عندما بدات الحكومة تعجز في توفير ابسط الخدمات من مياه شرب وكهرباء ومواصلات عامة وخبز وتعليم للمواطن، وبدأت تجني في نتائج سياساتها الفاشلة، وبدلا من الاعتراف بالخطأ والترجل عن صهوة السلطة، طفقت تهرول نحو (الزيادات) بكل أنواعها، زيادة تعرفة المياه بنسبة 100% السعي الجاد لزيادة اسعار الكهرباء، زيادة دولار استيراد القمح، الاتجاه لتحرير اسعار المواصلات العامة، الاتجاه لرفع يدها عن ادراة قطاع الكهرباء وتسليمه للشركات الخاصة، السعي لبناء مايعرف بالمدن الاقتصادية والاستثمارية بالشراكة مع الولايات ليحتكر تجارها ما تبقى من موارد بعد تجميعها في هذه المدن...الخ، وهذا يعني انها تسير في طريق (اللادولة) بكل المقاييس..!! o لم يتوقف الامر عند هذا الحد، وبدأت تعرض السودان في المزاد العلني كقطع تشليح للعالم، تحت غطاء الاستثمار، واصبحت تعرض تشغيل الدولة لمن يدفع أكثر وتقدم كل التنازلات السياسية الازمة، وخير شاهد انسحاب ايران من اكمال مشروع كوبري توتي_بحري ومشروع محطة مياه ابوسعد بسبب المواقف السياسية، وهذه المشاريع لم تكن معلنه وماخفي أعظم، هذا غير التصريحات التي نسمعها يوميا بخصوص ملايين الافدنه الصالحة للزراعة المعروضة للمستثمر الأجنبي، كما يتحدث المسؤولون عن دراسات جدوى تخص الانتاج الزراعي والحيواني والاستزراع السمكي والغابات والمحميات الطبيعية.. وتبلغ المساحات المخصصة لهذه المشاريع آلاف الافدنه كما قال وزير زراعة ولاية سنار، وغيره من وزراء الولايات، ولكن للأسف دراسات الجدوى للدعاية والاعلان ولجذب الزبائن من الخارج.. وبعد ان تبيع الحكومة ماتبقى من اراضي زراعية ومؤسسات خدمية بالمزاد العلني، ستتفرغ فقط لفرض الرسوم والجبايات وتحميل المواطن كل نتائج الفشل، وليس من بين أجندتها (الرحيل)..!! ودمتم بود الجريدة [email protected]