لدارفور تاريخ حافل ضد الاستعمار وتجربة ثرّة فى تأسيس ركائز الحكم الكونفدرالي عبر التاريخ الى ان صبح جزء من السودان الحالى. لم تعرف دارفور الاقصاء الثقافى ولم تعان من مصادرة حقه فى المشاركة الفعلية فى ادارة البلاد إلا فى عهد الانظمة التى تعاقبت على حكم البلاد منذ فجر الاستقلال. وَإِنَّ قيام الحركات الثورية المطلبية فى دارفور بدءاً من اللهيب الأحمر ومروراً بسونى وجبهة نهضة دارفور وانتفاضة الفاشر الشهيرة وانتهاءاً بهبة حركة تحرير السودان ما هو إلا ردة فعل طبيعية للمظالم التى يمارسها الحكم المركزي فى الخرطوم. كانت حركة تحرير السودان تتويجاً لأشكال الرفض التى قام بها اهل دارفور فى وجه الظلم، فجاءت حركة ثورية ذات رؤية متكاملة للتحرر الوطنى وكفاح لنيل الحقوق اقتداراً ولإثبات هوية البلاد الحقيقية وإقرار الحريات الخاصة والعامة ومعاير عادلة للمشاركة فى السلطة وتوزيع الثروة. كان لما يسمى بالإنقاذ القدح المعلى فى دفع البلاد الى الهاوية وذلك بتأجيج الصراع فى دارفور وبقية الهامش عبر الاستغلال الفاحش لدافور والزج بأبنائها كوقود فى حروب لا طائل لها ضد الهامش ومن ثم إعلانه لحرب الابادة فى دارفور. إزاء هذه الجريمة الكبرى إلتزم كثير من قادة افريقيا الصمت وغضو الطرف على جرائم هذا النظام المتعطش للدماء وكأنّ افريقيا اليوم ليست افريقيا الامس التى عُرفت بعظمائها مثل نايريرى وكنياتا ونكروما ولومببا ونلسون ماندلا. كما لم تقم المنظمة الدولية(الاممالمتحدة) والاتحاد الافريقى بما ينبغي لوقف جرائم الابادة فى دارفور وللجامعة العربية للاسف دور خفى فى تستر على جرائم الخرطوم ضد دارفور. فى هذا الظرف الاستثنائي من تاريخ البلاد والوضع العسير الذى يمر به دارفور، حركة تحرير السودان توجه بصوت عالى نداءاً الى مجلس الامن والمنظمات الإقليمية من الاتحاد الافريقى والجامعة العربية والايقاد وتخص النداء الى الدول الدائمة فى مجلس الامن من أجل الوقوف الصارم فى وجه هذا النظام الغاشم ووضع حد لجرائمه ضد أهل دارفور ونخص النداء لكل من روسيا والصين بالكف عن مساندة هذا النظام المجرم. ودعوتنا الصادقة لقوى السياسية الوطنية وكافة المجتمع المدنى والاهلى فى البلاد للوقوف ضد جرائم الابادة فى دارفور وفضح هذا النظام. ورسالتنا لأهل دارفور نقول إنّ زمن الغش والتضليل الذى اعتادت عليه أنظمة القهر والاستبداد قد ولٌى دون رجعة وأنتم على أبواب عهد جديد تشرق فيه شمس الحرية بفضل تضحياتكم الكبيرة. فى هذه الذكرى المجيدة نوجه دعوة صادقة لأهل دارفور الشرفاء شيباً وشباباً ونساءاً وطلاباً ورجالات الادارة الأهلية،لتوحيدالصف والكلمة فى مواجهة الظلم ونثمن عاليا ما قدمتم من التضحيات الكبيرة فى سبيل الحرية والكرامة. وتحية خاصة لاهلنا الصامدين فى معسكرات اللجؤ والنزوح ولقواتنا الباسلة فى حركة تحرير السودان وعموم الجبهة الثورية لما يقومون به من التضحيات من اجل الحرية والعزة والكرامة. المجد والخلود لشهداءنا الابرار وعاجل الشفاء لجرحانا البواسل منى اركو مناوى رئيس حركة تحرير السودان 01/08/2015