اهتمت العديد من وسائل الاعلام المحلية في تغطياتها امس باخبار الاعلان عن انطلاق المرحلة الثانية من برنامج الحركة الاسلامية (الهجرة الي الله ) والذي نفذته بمحلية شرق النيل وتحدث فيه عدد من قيادات الحركة الاسلامية بعضهم من الصف الأول والبعض الآخر من صفوف اخري ، ومن الواضح ان سبب اهتمام وسائل الاعلام ببرنامج الهجرة الي الله يعود الي غموض مفردته وحاجة الناس الي شروحات لها منذ ان اعلنت الحركة الاسلامية الحكومية عبر امينها العام الشيخ الزبير احمد الحسن عن شروعها في تطبيق الهجرة الي الله وسط منسوبيها . وباسترجاع ذاكرة الاحداث لاستشراف الايام الاولي لانطلاق برنامج الهجرة الي الله منتصف العام 2013 والطواف التنظيمي الذي نفذته الحركة الاسلامية الي بعض الولايات مثل الجزيرة والنيل الازرق وسنار والبحر الاحمر لشرح البرنامج نجد ان هجوماً كثيفاً ووجهت به قيادات الحركة الاسلامية وعلي رأسها الامين العام الزبير احمد الحسن ، فقد راج في تلك الايام وصف البرنامج علي انه بعيد كل البعد عن هموم القطاعات العريضة من المواطنين الذين هم في الاصل مسلمون بالفطرة ويعرفون جيداً ما الاسلام وما التقوي وما الفساد في الارض ، بل ذهب بعض المعلقين الي وصف البرنامج بأنه لا يخص عامة المواطنين وانما يخص منسوبي الحركة الاسلامية ممن تقلدوا الوظائف العامة في الدولة ثم انطمست بصائرهم بفعل السلطة والتمكين واغترفوا من المال العام الذي هو في الاصل بيت مال المسلمين السودانيين ، بغير وجه حق ولا هدي ولا سلطان مبين حتي أفلسوا بالدولة وافرغوا خزانتها ، وهؤلاء يلزمهم التوبة وارجاع الحقوق الي مكانها واهلها وليس (الطبطبة) علي ظهورهم بالقول ينبغي عليكم الهجرة الي الله !!! ومن المعلوم حسب القاعدة الاسلامية الذهبية ان الله طيب ولا يقبل الا طيباً ولا مجال الي الهجرة اليه الا بالتخفف من الاحمال والاوزار وبما ان التخلي عن مكاسب التمكين لم تتحقق ولا تزال (الكنكشة ) علي كراسي السلطة والمناصب والمكاسب المادية هي (سيدة الموقف) فلا مجال للحديث عن الهجرة الي الله ، بل سخرت بعض الاوساط في ولاية البحر الاحمر إبان زيارة قيادات الحركة الاسلامية المبشرين ببرنامج الهجرة الي الله ، سخروا من إنشغال القادة الزوار بتناول وجبات الاسماك علي شواطي بورتسودان وعدوها مظهراً من مظاهر الاستغراق في إشباع حظوظ النفس مما يتنافي وعبارة الهجرة الي الله . كانت تلك بعض الانطباعات الشعبية التي خلفها برنامج الهجرة الي الله وهاهي الحركة الاسلامية تعلن عن انطلاق المرحلة الثانية من برنامج الهجرة الي الله بمحلية شرق النيل والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة ماذا فعل الله بالمرحلة الاولي من البرنامج ؟ هل تحققت الهجرة الي الله فعلياً ومال الذين ارتكبوا السيئات - بمختلف اسمائها السياسية والاقتصادية واللفظية وغيرها - من منسوبي الحركة الاسلامية ميلاً كاملاً ؟ هذا السؤال يمكن ايجاد جابة عليه من خلال تفاصيل المؤتمر الصحفي الاخير للسيد النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق الركن بكري حسن صالح فهو الي جانب منصبه الرفيع في الجهاز التنفيذي للدولة يحتفظ بمنصب الامين العام للحركة الاسلامية صاحبة برنامج الهجرة الي الله ، في المؤتمر الصحفي المذكور كشف النائب الاول ان برنامج إصلاح الدولة يواجه عقبات وعقابيل أدناها التمرد علي برنامج التحصيل الالكتروني وهذا يعني ببساطة تمكن قبضة الفساد والتسيب المالي في الدولة واذا كانت الحكومة هي بنت الحزب فإن ما يعتورها من عيوب هي في الاصل عيوب الحزب ومن المهم الاشارة هنا الي انه ومع اعلان المرحلة الثانية بعيداًعن هموم وحاجيات المجتمع حملت الانباء عن تهديد بائعة شاي بمحلية شرق النيل لاحد اعضاء اللجان الشعبية بالعودة الي ممارسة الرذيلة لكسب العيش لابنائها بعد إزالة سلطات المحلية لراكوبتها المخصصة لبيع الشاي بالقرب من مسجد حي القادسية ، وهو التهديد الذي جعل المشفقون علي مصير الامة والنساء الفقيرات في البلاد يقولون ان تهديد ست الشاي يجب ان يقرأ مع اطلاق الحركة الاسلامية المرحلة الثانية من برنامج الهجرة الي الله ودرجات إقترانه بقضايا المجتمع او بعده عنها . [email protected]