يحاول عمالقة صناعة السيارات كسب ثقة المستهلكين في مختلف أسواق العالم من خلال تقديم أفضل الموديلات ونشر أفضل التقارير عن اختبارات سيارتها، لكن فولكس فاغن التي تعد من أفضل الشركات في العالم لم تلتزم بهذا المبدأ في اختبار انبعاث الغازات ما يهدد مكانتها في سوق السيارات العالمي. العرب برلين - قررت فولكس فاغن وقف بيع السيارات التي تعمل بالديزل بمحرك أربع أسطوانات إلى الولاياتالمتحدة بعد فضيحة التلاعب في نتائج اختبارات الانبعاثات الغازية. وأوضح المتحدث باسم الشركة الألمانية، أن السيارات التي يشملها القرار هي نماذج حديثة من العلامتين التجاريتين "فولكس فاغن" و"أودي"، مضيفا أن الشركة لن تبيع أيضا أي سيارات مستعملة من هذين النوعين أيضا لحين إشعار آخر. وطالبت الحكومة الألمانية شركات السيارات الألمانية باختبارات جديدة لانبعاثات الغازات وذلك على خلفية اعتراف فولكس فاغن، أكبر منتج سيارات في أوروبا، بالتلاعب في نتائج اختبارات الانبعاثات الغازية لسياراتها في الولاياتالمتحدة. ودعت الحكومة الشركات إلى تقديم "معلومات يعتمد عليها" إلى هيئة النقل الاتحادية الألمانية من أجل التأكد من عدم وجود أي تلاعب في نتائج اختبارات عوادم السيارات، بحسب متحدث باسم وزارة البيئة الألمانية. وأعلنت وكالة حماية البيئة الأميركية أن أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا استخدمت برنامجا إلكترونيا لسيارات فولكس فاغن وأودي التي تعمل بالديزل لخداع الجهات التنظيمية التي تقوم بقياس الانبعاثات السامة، واتهمت الوكالة فولكس فاغن باستخدام برامج متطورة لتقليل انبعاثات الوقود بحوالي 40 ضعفا عن الانبعاثات الحقيقة . وقررت وزارة العدل الأميركية فتح تحقيق جنائي بعد إقرار شركة فولكس فاغن، بالتلاعب في نتائج اختبارات الانبعاثات الغازية من سيارات الديزل في الولاياتالمتحدة. وكالة حماية البيئة في الولاياتالمتحدة لوحت من جانبها بفرض غرامات مالية تقدر ب18 مليار دولار على فولكس فاغن. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، "من الإنصاف القول إننا نشعر بالقلق جراء التقارير الواردة بشأن تصرف تلك الشركة لكن في النهاية هذه تعد مسؤولية وكالة حماية البيئة التي يفترض أن تبحث الأمر وهو ما يجري بالفعل". وفي ألمانيا يسود التوتر والقلق في كل شركات السيارات الألمانية التي حققت ازدهارًا تاريخيًا خلال العام الماضي خشية أن تصيب الفضيحة كل ما صنع في ألمانيا، كما أبدت حكومة المستشارة أنغيلا ميركل قلقها الشديد من اهتزاز ثقة المستهلكين من شتى أنحاء العالم في عبارة صنع في ألمانيا التي تحظى بثقة عالية جدًا منذ ستينات القرن الماضي. وطالبت الحكومة الأسترالية مجموعة فولكس فاغن الألمانية للسيارات بتوضيح موقف الانبعاثات الغازية للسيارات التي تبيعها المجموعة في أستراليا وذلك بعد اعتراف فولكس فاغن بالتلاعب في بيانات الانبعاثات الغازية لسياراتها المباعة في الولاياتالمتحدة. وكانت فولكس فاغن الألمانية قد اعترفت الأحد بالتلاعب بقيم العوادم المنبعثة من سيارات الديزل في الولاياتالمتحدة خلال اختبارات للسيارات. وتجري وكالة حماية البيئة الأميركية تحقيقا ضد الشركة بتهمة انتهاك قانون حماية المناخ الأميركي. من ناحيته انتقد نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل بشدة تلاعب شركة فولكس فاغن في نتائج اختبارات الانبعاثات السامة على عدد كبير من سياراتها في الولاياتالمتحدة. غابرييل اعترف بأن ذلك "يشكل واقعة سيئة". بيد أنه أشار أيضا إلى أنه لا يتوقع حدوث ضرر دائم للصناعة الألمانية بشكل عام. واستدرك أن هناك بالطبع مخاوف من أن تتعرض سمعة صناعة السيارات الألمانية، ولا سيما شركة فولكس فاغن، للضرر بسبب هذا الحادث، وقال "ولكنني متأكد أن الشركة سوف توضح ملابسات الواقعة سريعا وبشكل تام وتتدارك الأضرار التي يمكن حدوثها". وأكد نائب ميركل قائلا "إن مصطلح (صنع في ألمانيا) هو مصطلح جودة على المستوى العالمي". ولهذا السبب شدد على ضرورة إجلاء ملابسات الواقعة بشكل سريع، وقال "ولكنني لا أعتقد أن ذلك يمثل ضررا دائما وأساسيا للصناعة الألمانية". يأتي ذلك في ما علمت وكالة الأنباء الألمانية من دوائر في فولكس فاغن أن رئاسة مجلس الإشراف والمراقبة على الشركة ستعقد اليوم الأربعاء اجتماع أزمة لبحث فضيحة التلاعب في نسب العوادم المنبعثة من سيارات فولكس فاغن التي تعمل بالديزل في الولاياتالمتحدة. ومن المنتظر أن تجري رئاسة المجلس مشاورات حول التداعيات المترتبة عن تلاعب أكبر شركة سيارات أوروبية في نسب العوادم.