دعم أسلوب لعب ريال مدريد أمام جاره أتلتيكو مدريد في المباراة التي جمعت بين الفريقين الأحد، فكرة الميل للطرق الدفاعية التي اشتهر بها المدير الفني رافايل بينيتيز الذي أصبحت خطته في إعادة تأهيل الفريق الملكي تحوم حولها الشكوك بعد الأداء الباهت الذي قدمه في لقاء أمس على ملعب فيسينتي كالديرون. وأضاع ريال مدريد فرصة اعتلاء قمة الدوري الأسباني بعد تعادله 1-1 مع مضيفه أتلتيكو مدريد في مباراة ديربي العاصمة الأسبانية وهو اللقاء الذي قدم فيه كرة قدم دون المستوى، وهو ما دلل عليه اختيار الصحافة الأسبانية للحارس كيلور نافاس ولاعب وسط الميدان المدافع البرازيلي كاسميرو كأفضل لاعبين في ريال مدريد. وتقدم ريال مدريد في نتيجة اللقاء سريعا عن طريق المهاجم الفرنسي كريم بنزيمه ليعود مبكرا إلى الدفاع أمام منطقة مرماه بدلا من شحذ أسلحته الهجومية بشكل أكبر أمام منافس يعاني من العديد من المشكلات منذ انطلاق الموسم. وبالإضافة إلى ذلك، وكما اعترف بينيتز في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، لجأ ريال مدريد إلى الدفاع آملا في حسم اللقاء عن طريق الهجمات المرتدة. ولم تؤت أفكار بينيتيز ثمارها، حيث أخفق الريال في القضاء على خطورة جاره المدريدي الذي كثف من مجهوداته حتى حقق تعادلا مستحقا بأقدام اللاعب لوسينادو فيتو. وكاد أتلتيكو مدريد أن يعقد الأمور أكثر أمام الريال، فقد قام الحارس الكوستاريكي نافاس بإنقاذ الفريق الملكي في الوقت بدل الضائع من المباراة بالتصدي لقذيفة مدوية من اللاعب جاكسون مارتينيز كما سبق له التصدي لركلة جزاء في الشوط الأول. "غاب التألق"، كان هذا العنوان الأكثر شيوعا في الصحف الأسبانية الصادرة الاثنين لوصف خطة بينيتيز، وقالت صحيفة "ماركا": "الريال كان يتراجع في كل دقيقة". وأضافت صحيفة "آس": "سير مجريات اللقاء لم يكن في صالح المدرب فقد ضغط فريقه قليلا عندما كان يسيطر على الكرة فيما تراجع كثيرا عندما دانت السيطرة لأتلتيكو مدريد". وجاء بينتيز إلى ريال مدريد متمتعا بسمعة المدرب المولع باللعب الدفاعي وهو الأمر الذي أصبح لصيقا به بعد مباراة الديربي التي لم تشر بالبنان إلى أي شخص آخر من أطرافها كما أشارت إليه. ويبدو جليا أن بينيتيز نجح حتى الآن في تطبيق الجزء الأول من مشروعه مع ريال مدريد والذي يرتكز على خلق نوع من الصلابة الدفاعية وهو الأمر الذي تدلل عليه الأرقام والإحصائيات، حيث أن الفريق لم يستقبل هذا الموسم سوى هدفين فقط. بيد أن البعض يرى أن نافاس هو النجم الأول للفريق بسبب تدخلاته العديدة والتي أنقذت الفريق من فقدان بعض النقاط وخاصة في مباراة أمس أمام أتلتيكو. ويتبقى الآن انتظار الجزء الثاني من خطة بينيتيز التي من المفترض أن تركز على خلق الفرص وتطوير طريقة اللعب. يذكر أن ريال مدريد سجل 15 هدفا حتى الآن في سبع مباريات في الليغا، ستة منها في مباراة واحدة أمام اسبانيول. وتكشف إحصائيات الريال في المباريات الأربع الأخيرة في الليغا التي سجل خلالها الفريق الملكي أربعة أهداف فقط أن هذا الفريق يعاني من تراجع الفاعلية الهجومية بعد أن تعادل في ثلاث من أصل سبع مباريات لعبها في البطولة حتى الآن. ويحظى المدرب الأسباني بفسحة من الوقت تمتد لأسبوعين بسبب توقف المسابقات المحلية من أجل المباريات الدولية التي ستلعب خلال الأيام المقبلة ليقوم بأمرين في غاية الأهمية: تحسين أداء الخط الهجومي ومحاولة دفع الجماهير لتقبل أداء فريقه وهو العامل الذي لا يقل أهمية عن سابقه في ظل الشكوك التي لاتزال تحوم حوله بسبب استراتيجيته الدفاعية "الفجة".