في واقعة مثيرة رفعت قبيلة مصرية، في منطقة الصعيد بجنوب مصر، دعوى قضائية ضد أسرة مسلسل تلفزيوني مصري يحمل اسم حاكمها، واتهمت أسرة المسلسل بتشويه صورة شيخ قبيلتهم وهدم عراقة القبيلة وهيبتها «بعدما ظلت عالية طيلة 633 سنة»، وطالبت القبيلة بتعويض مالي قدره 100 مليون جنيه. الواقعة بدأت عندما شرعت أسرة مسلسل «شيخ العرب همام» في تقديم شخصية زعيم قبيلة الهمامية، همام بن يوسف، أو «همام الأكبر» حاكم الصعيد، في مسلسل تلفزيوني. وفي البداية، لم يتردد أحد من أفراد القبيلة التي تقطن 3 مراكز حول مدينة نجع حمادي، بمحافظة قنا، في تقديم كل المعلومات والوثائق المطلوبة عن شخصية كبيرهم لمؤلف العمل عبد الرحيم كمال. ولكن مع بدء تصوير المسلسل في منطقة سكن القبيلة لاحظ عدد من أفرادها وجود اختلاف كامل بين شخصية «همام الأكبر»، التي يجسدها الفنان يحيى الفخراني، وما هو مدون في الوثائق التاريخية، وهو ما دفع أفراد القبيلة لرفع الدعوى، مطالبين فيها بوقف المسلسل ومنع عرضه في شهر رمضان المقبل، وتعويض قيمته 100 مليون جنيه في حال التمسك بأخطاء المؤلف. محمد عبد الوهاب، أحد أفراد القبيلة، حذر في اتصال هاتفي ل«الشرق الأوسط» من حدوث «فتنة قبلية» وعواقب وخيمة قد يسببها المسلسل في حالة عرضه بهذه الطريقة. وتابع: «لم يكن هناك أي اعتراض من أفراد قبيلة الهمامية على تقديم المسلسل، بل قدمنا لمؤلفه سيرة (همام الأكبر) كاملة، لكننا فوجئنا أثناء التصوير الذي استمر 25 يوما وسط القبيلة باختلاف كبير في شخصية (حاكم الصعيد) عما هو مدون في سيرته الحقيقية، إذ جرى تصويره على أنه مراهق. ومع أن أفراد القبيلة أبدوا ملاحظاتهم على هذه المشاهد أثناء التصوير، تمسكت أسرة المسلسل بالسيناريو المكتوب». يشار إلى أن همام بن يوسف بن أحمد بن سيبية – الذي ينتسب إلى الحسين بن علي - حكم 67 قبيلة عربية في الصعيد. والهمامية إحدى قبائل الهوارة الثلاث أعرق القبائل المنتشرة بمحافظة قنا، ويتميز أفرادها بتمسكهم لليوم بتقاليدهم القديمة في الزواج والوفاة واختيار شيخ القبيلة، وقد نزلت قبائل الهوارة أرض مصر عام 1377م.
