اتهم نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء "م" فضل الله برمة ناصر آلية الحوار الوطني بالعمل على خلق الفتنة والعمل بسياسة فرق تسد وإقصاء الأحزاب السياسية من المشاركة في اللقاء التحضيري بأديس أبابا وقال إن الآلية ليس لها الحق وهي ليست الجهة المخول لها اختيار من يشارك في اللقاء وعدد المشاركين، في إشاره لحديث الآلية عن استثناء رئيس حزبهم للمشاركة في اللقاء ولفض مشاركة الأحزاب، وقال برمة في حواره مع (الصيحة) إن الجهة التي تدعو للقاء هي الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بحسب قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم (539). ماهو تعليقك على حديث آلية الحوار الوطني (7+7) بخصوص استثناء رئيس حزبكم الصادق المهدي للمشاركة في اللقاء التحضيري بينها والحركات المسلحة ورفضها مشاركة الأحزاب السياسية؟ آلية الحوار الوطني ليست الجهة المخول لها تحديد عدد المشاركين في اللقاء التحضيري كما ليس لها الحق أن ترفض مشاركة الأحزاب السياسية بالداخل أو الخارج في هذا اللقاء. إذاً ما هي الجهة التي تدعو لهذا اللقاء التحضيري؟ هذا اللقاء تمت الدعوة إليه من قبل بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم (539) الخاص بالحوار والذي كلف رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي بتوجيه الدعوات للمعنيين بالحوار، لذلك آلية الحوار الوطني هي نفسها مدعوة من قبل ثامبو أمبيكي، فكيف لها أن تدعو أحداً لهذا اللقاء وترفض آخر. كأنك تريد أن تقول إن حديث الآلية لم يكن موفقاً؟ بالتأكيد، لأن الدعوة للمؤتمر التحضيري أمر لا يعني آلية الحوار الوطني في شيء وأستغرب جداً من موقفها في هذا الصدد لأن الشأن هو شأن مجلس السلم والأمن الأفريقي وليس من اختصاص الآلية والقرار رقم (539) حدد المشاركين في اللقاء والزمان والمكان. هل ستذهب الأحزاب السياسية للعاصمة الإثيوبية للمشاركة في هذا اللقاء خاصةً بعد رفض الآلية مشاركتها؟ بالطبع ستذهب الأحزاب التي تمت دعوتها لأديس أبابا للمشاركة في هذا اللقاء، ونحن في حزب الأمة رحبنا بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي منذ إعلانه، لذلك سنذهب للمشاركة في اللقاء مع هذه الأحزاب. لكن آلية الحوار ترى أن المناخ بالداخل في الوقت الراهن مهيأ بصورة كافية، لذلك ليست هنالك ضرورة لمشاركة الأحزاب في اللقاء التحضيري؟ الحوار الوطني له مستحقات ومطلوبات تم تحديدها من قبل ومن أهمها شمولية الحوار وعدم عزل أحد من المشاركة وإتاحة مناخ مناسب للحريات ووقف شامل لإطلاق النار، وفتح الممرات للإغاثة، وهنا أقول إن وقف إطلاق النار المعلن الآن لا يعتبر وقفاً لإطلاق النار لعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن من تكوين لجان لمراقبة المناطق التي تحدث فيها المواجهات وجلوس الطرفين مع بعضهما للاتفاق على هذا الأمر، أضف إلى ذلك أن الحريات الآن غير متاحة بالصورة القانونية التي تمكن كل طوائف المجتمع من أحزاب ومنظمات ووسائل إعلام من القيام بدورها بكل حرية لذلك أعتقد أن المناخ غير مهيأ في الوقت الراهن. هنالك حديث من بعض أحزاب المعارضة ترفض فيه استثناء الصادق المهدي من قبل الآلية ورفض مشاركتها في اللقاء التحضيري، ما تعليقك؟ لا أتوقع أن يحدث هذا الأمر، لأن المعارضة واعية أكثر من الحكومة وتعلم تماماً أن الدعوة للقاء التحضيري لم تصل بعد وأن الدعوات تقدمها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ولا شأن لآلية الحوار بهذه الدعوات. بماذا تفسر موقف الآلية من هذا الأمر؟ حديث الآلية يعتبر من الأسباب الأساسية التي تعطل كل إجراءات الحوار الوطني ويعتبر "صباً للزيت على النار"، وأعتقد أن الآلية ليست لديها رؤية واضحة لإدارة عملية الحوار الوطني، ولا تدري ماذا تريد أن تفعل، لذلك يجب ألا تتدخل في شؤون غيرها وأن ترتقي لمستوى أفضل من هذا كما يجب عليها عدم تضليل الرأي العام. مشاركتكم في اللقاء التحضيري هل ستمثلون فيه نداء السودان حسب التفويض الممنوح لكم لتمثيلهم في اللقاء السابق الذي لم يعقد، أم كحزب أمة فقط؟ التفويض الممنوح لنا لتمثيل قوى نداء السودان في المؤتمر التحضيري الذي كان يجب أن يعقد في مارس الماضي انتهى بمجرد عدم قيام المؤتمر، لذلك نحن سنذهب مثلنا مثل الأحزاب الأخرى، لأننا نتحدث عن شمولية الحوار وليس عن جهة بعينها. لكن الحكومة كذلك ترفض مشاركة الأحزاب السياسية في اللقاء التحضيري؟ هذا اللقاء ليس للحكومة شأن فيه وليس من حقها رفض مشاركة الأحزاب في اللقاء، ويجب عليها الاستفادة من الأخطاء الماضية التي وقعت فيها من خلال لجوئها للحلول الثنائية، وهذا من أخطائها الكبيرة وهذه الطريقة لم تؤدِّ لحل مشاكل السودان إلا بمشاركة كل القوى السياسية في الحوار، وأعتقد أن القصد من هذا الأسلوب كسب الوقت وعدم الوصول لحلول. البعض يرى أن استثناء الصادق المهدي سيكون بمثابة إنقاذ لعملية الحوار من الفشل؟ دعوة الصادق المهدي لوحده ليس لها تأثير في عملية الحوار، وهذا الأمر يعتبر "سياسة فرق تسد"، وهي لا تؤدي لحل مشكلة، وبهذا الأمر الآلية تعمل على خلق فتنة بين الناس، فإجراءات الحوار لن تستكمل إلا بمدخلين، الإجراءات والانتقال بالحوار للداخل. الصيحة